في عالم تصميم السيارات، هناك تفاصيل لا تُنسى، ليس فقط لأنها لافتة بصرياً، بل لأنها تحمل قصصاً وشحنات تاريخية. من بين هذه التفاصيل: «أبواب الانتحار» في السيارات، ذلك النوع العكسي من الأبواب الذي يفتح من الأمام إلى الخلف، ويثير بمجرد ذكر اسمه مزيجاً من الانبهار والدهشة.
لكن هل الاسم فقط هو ما يجذب الانتباه؟ أو أن وراءه تاريخاً طويلاً، وجدلاً تقنياً، وعودة مفاجئة في السيارات الكهربائية الحديثة؟
دعونا نغُص في القصة الكاملة.
ظهرت أبواب الانتحار في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، وكانت شائعة في السيارات الفاخرة آنذاك، مثل بعض طرازات فورد ولينكولن، كان يُنظر إليها كرمز للأناقة، تسهّل الدخول والخروج خصوصاً للركاب الخلفيين.
لكن التسمية القاتمة جاءت لاحقاً، مع تكرار حوادث انفتاح هذه الأبواب أثناء القيادة، خصوصاً قبل انتشار أقفال الأمان الحديثة.
فتح الباب الخلفي المعاكس لاتجاه الهواء قد يؤدي – لا قدّر الله – إلى طرد الراكب خارج السيارة.
لهذا السبب، بدأت الشركات تتخلى عنها تدريجياً بحلول الخمسينيات والستينيات، حتى كادت تختفي تماماً.
رغم ارتباط الاسم بالمخاطر، عادت أبواب الانتحار لتظهر في سيارات معاصرة، خصوصاً السيارات الكهربائية أو الفاخرة:
السبب: رغبة في التميز، والحنين إلى تصميم كلاسيكي بلمسة مستقبلية.
المزايا:
العيوب:
لكنها، في المقابل، ترفع قيمة السيارة السوقية باعتبارها «نادرة» أو «فاخرة».
بعض الشركات تستخدم هذه الأبواب كعنصر تسويقي يميّز طرازاتها، ويبرر سعراً أعلى حتى في فئة السيارات الكهربائية.
أبواب الانتحار ليست مجرّد تفصيلة تصميمية، بل قصة كاملة تُلخّص مراحل من تاريخ السيارات، بين البدايات الفخمة، والمخاطر الواقعية، والعودة الذكية في عصر التقنية.
قد لا تكون مناسبة لكل سيارة، لكنها بالتأكيد مناسبة لكل من يجرؤ على أن يكون مختلفاً.