أحدث الذكاء الاصطناعي في السنوات الأخيرة ثورة في العديد من الصناعات، وكان قطاع الإعلان من أكثرها تأثراً. فهل سبق لك أن صادفت إعلاناً يبدو وكأنه مُصمم خصيصاً لك، وكأنه يعرف تماماً ما تفكر فيه أو تبحث عنه؟ هذا هو سحر الذكاء الاصطناعي في العمل. ووفقاً لتقرير صادر عن شركة ماكينزي، شهدت 75% من الشركات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي في التسويق زيادة في تفاعل العملاء.
ومن أهم مهام الذكاء الاصطناعي أنه يُعيد تشكيل طريقة تفاعل الشركات مع المستهلكين وقياس فعالية جهودهم التسويقية. ومع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، فإنها تُتيح فرصاً جديدة للمعلنين للوصول إلى جمهورهم بشكل أكثر فعالية وكفاءة وإبداعاً.
يُتيح الذكاء الاصطناعي استهداف الإعلانات المُخصّصة من خلال تحليل بيانات المستخدم، مثل سلوك التصفح، والموقع الجغرافي، وعمليات الشراء السابقة لتوصية المنتجات بناءً على مشتريات المستخدم وسجلّ تصفحه.
كذلك يعزز الذكاء الاصطناعي كفاءة الحملات الإعلانية من خلال أتمتة عمليات مثل تخصيص الميزانية والتحسين الفوري. كما يُحسّن الذكاء الاصطناعي من إعلانات الفيديو عبر تحليل تفضيلات المشاهدين والتنبؤ بأداء المحتوى.
ويتم استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لإنشاء إعلانات فيديو تلقائياً عن طريق اختيار أفضل المقاطع، وإضافة الموسيقى، وحتى إنشاء تعليقات توضيحية بناءً على الرسالة المقصودة. ويتيح ذلك للشركات إنتاج محتوى فيديو جذاب ومستهدف على نطاق واسع، وبوقت قصير جداً.
تهديد سوق الإعلان
يتعرض سوق الإعلان لتهديدات من أدوات الذكاء الاصطناعي الناشئة التي يُمكن استخدامها لإنتاج محتوى مُبتكر بوتيرة سريعة. فخلال العامين الماضيين، ظهرت عدة مولدات الصور والفيديوهات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، بما في ذلك (DALL-E) من (OpenAI)، و(Veo) من «غوغل»، وغيرها.
وتسرع هذه الأدوات توليد الصور والفيديوهات بالذكاء الاصطناعي، مع تخصيص على نطاق واسع لم يسبق له مثيل. على سبيل المثال، كان إنتاج فيديو دعائي في السابق يحتاج إلى فريق عمل كبير وممثلين ومعدات وأماكن للتصوير، بينما يمكن الآن من خلال مطالبة صغيرة أن ينشئ الذكاء الاصطناعي فيديو مماثلاً في ثوان معدودة.
مع ذلك، هناك من يقول إنه ينبغي اعتبار الذكاء الاصطناعي مجرد أداة يُمكن استخدامها لتحسين الإنتاجية، وإنه في النهاية يعتقد أنه سيخلق وظائف أكثر مما سيدمر. وهذا يتماشى مع تأثيرات الاختراعات التكنولوجية السابقة مثل الإنترنت والهواتف الذكية.
مع ذلك، يحذر بعض الخبراء من أن العلامات التجارية يجب أن تكون حذرة من رد الفعل السلبي لتأثير الذكاء الاصطناعي على الإبداع البشري، ويجب أن تُعطي الأولوية للحفاظ على الوظائف البشرية، حتى لو كان ذلك يعني انخفاض الأرباح.