تصنيع السيارات
تصنيع السياراترويترز

لتأمين المعادن الأساسية.. صناعة السيارات تستثمر بالمناجم

استثمرت شركات تصنيع السيارات الكبرى مثل "جنرال موتورز" و"ستيلنتيس" أموالاً ضخمة في المعادن وحتى في رأس مال المناجم، كما وهناك مجموعات أخرى تبرم عقوداً طويلة الأجل للتزوّد بالمواد الأولية.

فلماذا هذا الاندفاع الهائل نحو هذه المواد الآن؟ كان النقص في أشباه الموصلات أثناء وبعد جائحة كوفيد، بمثابة درس قاس لشركات صناعة السيارات، إذ تعلّم المسؤولون في هذه الشركات بأن النقص في بعض المكوّنات يمكن أن يؤدي إلى تدمير مصانعهم وإلى انقطاع الإنتاج والمبيعات. والآن، ها هم بالمرصاد في جميع القارات لتأمين احتياجاتهم من المواد الحيوية اللازمة للسيارات الكهربائية وفقاً لما نقلت صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية.

وهم بحاجة لتلك المواد بكميات كبيرة وبأسعار معقولة لكي يتمكّنوا من خفض تكلفة البطاريات، ومن ثم تكلفة السيارات الكهربائية التي لا تزال باهظة الثمن.

وبدأ عمالقة صناعة السيارات باقامة شبكة عالمية من المصانع لإنتاج البطاريات، بعد ان استثمروا فيها بالمليارات.

ومع الشركة الأوروبية "أوتوموتيف سيل" التي تساهم فيها أيضاً شركتا "مرسيدس" و"توتال إنرجي"، سيكون لدى مجموعة "ستيلنتيس" ثلاثة مصانع ضخمة للبطاريات في فرنسا وألمانيا وإيطاليا. وأبرمت "ستيلانتيس" أيضاً اتفاقيات بشأن مشروع مشترك مع شركائها في "إل جي" و"سامسونغ" لامتلاك مصنعين في أميركا الشمالية. وبدورها، قامت شركة "فولكس فاغن" بإنشاء شركة "بوير كو" ، وهي شركة مخصصة بالكامل لصناعة البطاريات. ومن المخطط إنشاء ثلاثة مصانع لها في أوروبا وكندا.

أشباه الموصلات

ولكن المصنعين الكبار لم يكتفوا عند هذا الحد. فقرروا التوجه إلى المناجم، وهو عالم بعيد جداً عن عالمهم. وشاركوا الواحد تلو الآخر، في رأسمال مناجم الليثيوم والكوبالت والنيكل لتأمين كميات المواد الخام التي سيستخدمها موردوهم.

ويقول ماكسيم بيكات، رئيس قسم المشتريات والتوريد في مجموعة ستيلنتيس: "مع أننا وقعنا عقوداً للتوريد مع الشركات المصنعة في قطاع أشباه الموصلات، فهذا لم يكن كافياً لحمايتنا. فيجب علينا اليوم تأمين السلسلة اللوجستية بأكملها وصولاً إلى المواد الخام للبطاريات. فالعقود الموقعة مع موردي الخلايا والمصافي ومجموعات التعدين ليست كافية. فلا بدّ من أن نستثمر مباشرة في مناجم جميع المواد الحيوية".

وهكذا استحوذت مجموعته على حصص في حوالي عشرين منجماً معظمها في أميركا الجنوبية وآسيا والمحيط الهادئ. والمجموعة تعتمد على فريق مكون من 450 شخصاً، وهم مسؤولون عن عمليات الشراء والاستحواذ لإجراء تحليلات المخاطر واتخاذ القرارات المناسبة.

تغطية الاحتياجات

 وتدعي شركة "ستيلنتيس" التي تخطط لبيع 5 ملايين سيارة تعمل بالبطاريات في جميع أنحاء العالم بحلول عام 2030، أنها قامت بتغطية جميع احتياجاتها حتى عام 2028.

ولدى "جنرال موتورز" استراتيجية مماثلة. فقد قام العملاق الأميركي باستثمارات قياسية في مشروع منجم "ثاكر باس" لليثيوم في  ولاية نيفادا، حيث ضخّ 650 مليون دولار في هذا المنجم الذي يعتبر ثالث أكبر مستودع في العالم.

ووفقاً لحسابات جنرال موتورز، فإنها ستكون قادرة في نهاية المطاف على توفير ما يكفي من الليثيوم لتجهيز مليون سيارة كهربائية سنوياً. وحالياً، يجري استخراج الليثيوم، وهو الخام الأكثر استخداماً للبطاريات، في تشيلي وأستراليا والأرجنتين والصين. ولكنه أيضا موضوع العديد من المشاريع لاستخراجه في جميع أنحاء العالم.

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com