انخفض الدولار وارتفعت العقود الآجلة للأسهم الأميركية، اليوم الثلاثاء، بعد صدور بيانات أظهرت أن التضخم في الولايات المتحدة جاء أقل من التوقعات خلال أبريل.
يأتي ذلك في وقت أسهم فيه إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن خفض الرسوم الجمركية في تهدئة الأسواق المتوترة بفعل الحرب التجارية مع الصين.
أعلن مكتب إحصاءات العمل الأميركي أن مؤشر أسعار المستهلكين ارتفع بنسبة 0.2% في أبريل مقارنة بمارس، ما أدى إلى تباطؤ وتيرة التضخم السنوي من 2.4% إلى 2.3%. وجاءت هذه الأرقام دون توقعات الاقتصاديين الذين كانوا يتوقعون ارتفاعاً شهرياً بنسبة 0.3% وسنويًا بنسبة 2.4%.
في حين جاء هذا التطور في وقت أعلنت فيه الولايات المتحدة والصين تعليقاً مؤقتاً لحربهما التجارية لمدة 90 يوماً، تشمل خفض الرسوم الجمركية المتبادلة وإلغاء بعض القيود، تمهيداً للتفاوض على اتفاق دائم. فقد خفضت واشنطن رسومها على الواردات الصينية من 145% إلى 30%، في حين قلّصت بكين رسومها على السلع الأميركية من 125% إلى 10%.
أسهمت هذه التطورات في تعزيز شهية المستثمرين نحو الأصول عالية المخاطر؛ إذ صعّدت العقود الآجلة على مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» و«ناسداك» بنسبة تراوحت بين 0.2% و0.3%، مما ينبئ ببداية إيجابية لجلسة التداول في وول ستريت، بعد مكاسب قوية سجلها مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بلغت 3.3% يوم الاثنين.
من جهته، واصل الدولار خسائره أمام سلة من العملات، وهبط اليورو بنسبة 0.4% ليلامس مستوى 1.113 دولار، في حين تراجعت عوائد سندات الخزانة الأميركية، مع انخفاض العائد على السندات لأجل 10 سنوات بـ1.4 نقطة أساس إلى 4.443%.
قال بيتر كارديلو، كبير الاقتصاديين في «سبارتان كابيتال» في نيويورك: «الأرقام جاءت دون التوقعات، لكنها ليست سيئة على أساس سنوي. التقرير يؤكد أن الاحتياطي الفيدرالي يجب أن يبقى حذراً، وأن موقفه الحالي يبدو مناسباً في هذه المرحلة»، وفق رويترز.
وتراجع توقع المستثمرين لوتيرة خفض أسعار الفائدة هذا العام، إذ باتوا يراهنون على خفض بـ56 نقطة أساس فقط، مقابل أكثر من 100 نقطة كانت متوقعة في أبريل عندما كانت المخاوف من تأثير الرسوم الجمركية عند ذروتها.
رغم التهدئة المؤقتة، حذّر اقتصاديون من أن الأثر الكامل للحرب التجارية لم يُزل بعد. وقال كريستوفر هودج، كبير الاقتصاديين لدى «ناتيكسيس»: «رغم الترحيب بفترة التهدئة، فإن الرسوم الجمركية ستظل مرتفعة بما يكفي لتؤثر سلباً في نمو الاقتصاد الأميركي».
وقدّرت وكالة «فيتش» أن المعدل الفعلي للتعرفة الجمركية الأميركية تراجع إلى 13.1% بعد الاتفاق، مقارنة بـ22.8% سابقاً، لكنه لا يزال أعلى بكثير من مستوى 2.3% المسجل في نهاية عام 2024، وهو الأعلى منذ عام 1941.
وفي أسواق السلع، ارتفع سعر النفط بنسبة 0.9% إلى 65.48 دولار للبرميل، مواصلاً مكاسبه التي بلغت 1.2% يوم الاثنين، ليسجل أعلى مستوى له في أسبوعين فوق 66 دولاراً. كما صعد الذهب بنسبة 0.4% إلى 3246 دولاراً للأونصة، بعد أن تكبّد خسائر حادة بلغت 2% في الجلسة السابقة.