خاص
خاص

تعثر الإنتاج البرازيلي يقفز بأسعار السكر 40% في 2023

ارتفعت أسعار السكر بنسبة قاربت 40%، إلى 710 دولارات للطن، منذ بداية العام الحالي، ما يمثل استمراراً لارتفاع بدأ مع بداية العام الماضي، لتلامس أعلى مستوى في نحو عقد، وتتضاعف 100% مقارنة بسعر أبريل 2020.

وتشعر الأسواق العالمية بالقلق، من تعثر الإنتاج في البرازيل، خاصة أن السكر يؤثر على العديد من المنتجات الأخرى لأسباب متعددة.

واعتبر المحلل المالي روبيتر فيندوس، أن سوق السكر العالمي آخذ في الارتفاع، بسبب الوضع في البرازيل والهند، أكبر منتجي السكر في العالم.

فيضانات تخفض الإنتاج

وأوضح أن البرازيل، وهي أكبر منتج عالمياً، واجهت فيضانات شديدة في عام 2022، أثرت كثيراً على مزارع قصب السكر، فانخفض الإنتاج، وكان لذلك تأثير كبير على السوق العالمية، علما بأن البرازيل تستحوذ على 50% من السكر في العالم.

كما لفت إلى أن هذه الدولة اختارت التركيز على إنتاج الإيثانول لتصنيع الوقود الحيوي.

لذلك يختار المنتجون البرازيليون الإنتاج الأكثر ربحية، بين الإيثانول والسكر، الأمر الذي يؤثر بشكل كبير على العرض البرازيلي والأسعار العالمية.

من جهتها، خفّضت الهند في هذا العام حصتها لتصدير السكر وفقاً للمحلل، ما يقلل من المعروض ويعزز أسعار السكر المرتفعة بالأصل.

ولفت إلى أن البلاد عانت من أمطار غزيرة، الأمر الذي أدى إلى تعطيل المحاصيل، مشيراً إلى احتمال أن تنتج ولاية ماهاراشترا، التي تمثل ثلث إنتاج البلاد، مليون طن وهو أقل من المتوقع.

ووفقاً لجمعية مطاحن السكر الهندية، قد ينخفض إنتاج الموسم في البلاد نحو ثلاثة ملايين طن.

تأثير تكلفة الطاقة

من جهته، اعتبر المحلل المالي علاء زريقات، أنه الإضافة إلى تأثير الإنتاج الهندي والبرازيلي، تؤثر تكلفة الطاقة أيضاً على سعر السكر، مشيراً إلى أن الطاقة أصبحت البند الأهم في الفاتورة.

وأوضح أن السكر يعتبر صناعة كثيفة الاستخدام للطاقة، وتستهلك الكثير من الغاز، الذي ارتفع سعره كثيراً منذ بداية الحرب في أوكرانيا، وتمت مضاعفة سعره بـ 3 أو 4 مرات، مما كان له تأثير قوي على قطاع السكر.

وأكد أنه لا بدّ  لصناعة السكر، أن تجاري أيضاً ارتفاع أسعار المنتجات الأخرى في القطاعات الأخرى. وعلى سبيل المثال، ارتفاع أسعار الأسمدة والمواد الأخرى لتغذية الأرض، وهذا ما يؤثر على تكلفة معالجة منتجات أخرى مثل البنجر.

ولاحظ أيضا تأثير تكلفة نقل السكر، وربطها بشكل خاص بارتفاع تكلفة الوقود. لذلك يمكن أن تستمر التكاليف في الزيادة في عام 2023.

سلة المواد الغذائية الأساسية

وارتفع المؤشر الذي وضعته منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) ، على أساس سلة المواد الغذائية الأساسية، بنسبة 0.6% مقارنة بشهر مارس إثر ارتفاع سعر السكر بنسبة 17.6% خلال هذه الفترة، بينما كانت أسعار القمح والنفط تنخفض.

لذلك يبحر السكر عكس تيار المواد الخام الزراعية الأخرى.

ولتفسير ذلك، يستحضر فرانسوا ثوري، مدير سوق السكر في شركة "أغريتل" اندفاع المشترين في الأسواق، إلى تقلص الفائض المتوقع والمقدر بنحو 4 أو 5 ملايين طن موضحاً انه كلما قلّ العرض، ارتفعت الأسعار.

كما لفت إلى توقعات لأخبار سيئة عن المحاصيل في المستقبل، حيث إن شبح ظاهرة النينيو يحوم مرة أخرى حول نشرات الأخبار، ويسد آفاق التوقعات. وتؤدي ظاهرة الأرصاد الجوية هذه( النينيو)، إلى ارتفاع درجة حرارة مياه المحيط الهادئ، ويمكن أن تؤدي إلى الجفاف في الهند وتايلاند، وأمطار غزيرة في البرازيل. فمثل هذا الفيلم سييء لقصب السكر.

وفي غضون ذلك، بدأ موسم الحصاد الجديد في البرازيل، دون الكثير من القلق في هذا البلد. ومن المتوقع أن يصل الإنتاج إلى 38 أو حتى 40 مليون طن، مقارنة بـ 35 مليون طن خلال الموسم السابق، وفق لثوري.

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com