دراسة: العمل عن بعد ضغط أقل مقابل تحديات في الترقية

توصلت دراسة حديثة أجرتها شركة Resume Builder هذا الأسبوع، إلى أن العمال الذين لا يعملون في المكتب على الأقل بشكل جزئي كانت فرصتهم أقل في الترقيات أو الزيادات، ولكن العاملين عن بعد أبلغوا عن وجود توازن جيد بين العمل والحياة.

وأجرت الشركة استطلاعاً لآراء 417 موظفًا عن بعد، و567 موظفًا يعملون بنظام العمل الهجين، و206 موظفين بدوام من المكتب، وكانت النتيجة أن أكثر من ثلاثة من كل أربعة موظفين يعملون من المكاتب حصلوا على زيادة في عام 2023، وأفاد نصفهم بحصولهم على زيادة تزيد على 10%. وحصل الموظفون المؤقتون أيضاً على زيادات في الرواتب، ولكن ليس بالقدر نفسه.

وبالنسبة لبعض العمال، كان الضغط المتزايد ثمناً لتلك المزايا النقدية. وقال 43% من العاملين من المكاتب إنهم "مضغوطون جداً في العمل"، في حين أفاد 30% من العاملين عن بعد بأنهم أيضاً يعانون من هذا الضغط. وكان العاملون بالنظام المدمج في المنتصف، إذ أفاد 37% منهم بالشعور بضغط العمل الشديد. وواجه العاملون من المكاتب مشكلات أخرى، إذ قال 37% منهم أنهم غير راضين عن وظائفهم، مقارنة بـ 11% ممن يعملون عن بعد، و14% من العاملين بالنظام المدمج.

وقالت ستيسي هالر، كبيرة المستشارين المهنيين في شركة Resume Builder، لموقع ماركت ووتش: "يريد الناس أن يكون لهم رأي في كيفية عملهم، لكنهم لا يريدون أن يفقدوا الزخم في حياتهم المهنية".

وشددت هالر على أن الاستطلاع لم يكن على أساس علمي، وأنه يجب أخذ العديد من العوامل بعين الاعتبار عند مناقشة السعادة أو الضغط أو الرضا في العمل.

على سبيل المثال، قالت هيلر إن العديد من العمال، مثل الأشخاص ذوي الإعاقة والذين لديهم أطفال في المنزل أو مسؤوليات عائلية أخرى، شهدوا  قيمة في المرونة في مكان العمل.

وفي أغسطس، أفاد بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك بأن معظم الشركات التي شملها الاستطلاع  قالت إن "هناك آثارًا إيجابية للعمل عن بعد بالنسبة للاحتفاظ بالموظفين، بينما أفادت نصف تلك الشركات بأن عرض العمل عن بعد ساعد في عملية التوظيف".

ووجد تقرير نُشر في سبتمبر من شركة ماكينزي وشركائه أنه داخل الشركة، "من المرجح أن يزدهر الموظفون "النجوم المزدهرون" في نماذج العمل المدمجة والعمل عن بعد، مقارنة بالنموذج الذي يعتمد في الغالب على العمل الشخصي". أظهر التقرير أن "النجوم المزدهرة" - الذين تم تعريفهم على أنهم أفضل 4% من الموظفين الذين "يجلبون قيمة مضافة للشركة" - كانوا أكثر ميلاً للعمل عن بعد أو بنظام العمل الهجين.

يقول فيل كيرشنر، أحد كبار الخبراء في شركة ماكينزي، "إنه لا يزال بعض المديرين لا يتقبلون فكرة أن موظفيهم لا يجلسون في مكان يمكن للمدير رؤيتهم فيه".

وقال كيرشنر: "لم يسأل معظم أصحاب العمل موظفيهم قبل جائحة كوفيد-19 ما يعتقدونه تجاه ما يريده الأشخاص الذين يقضون 8 إلى 10 ساعات في المكتب"، وأضاف: "لم ينجح الأمر دائماً مع الجميع، ولدى المكاتب طريق طويل لجعل الأمور أفضل بالنسبة لموظفيها.

وفي استطلاع Resume Builder ، فإن 52% من العاملين في المكاتب قالوا إنهم يبحثون عن وظيفة جديدة، مقارنة بـ 36% من العاملين عن بعد. قال جميع العاملين عن بعد؛ أي 93% منهم تقريباً، إنهم راضون عن ترتيباتهم، بينما قال 69% من العمال بالنظام الهجين، و35% من العاملين من المكتب، الشيء نفسه.

ولكن رغم أن تطوير مواهب العاملين عن بعد أمر ممكن، إلا أن شركتي McKinsey وResume Builder صرحتا أن ذلك يتطلب مرونة من قبل المديرين.

وقالت هالر: "قد لا يساعد المديرون بعض العاملين عن بعد على النمو". وشدد كل من هالر وكيرشنر على أنه يتعين على المديرين إيجاد طرق لتحديد المواهب بشكل أفضل؛ خاصة عندما تكون هذه الموهبة موجودة في العمل عن بعد.

ومع توقع بنك الاحتياطي الفيدرالي أن يصل معدل البطالة في الولايات المتحدة إلى 4.1% نهاية العام المقبل، فإن أولئك الذين يبحثون عن عمل عن بعد ربما لا تزال لديهم ميزة.

وقالت هالر: "بقدر ما تقول الشركات إننا نريد عودتكم جميعاً، فإن هذا لا يتم بالقدر الذي يريدونه". وأضافت: "أنهم يفقدون الناس. أنتم لا تريدون أن تفقدوا أفضل موظفيكم بسبب عدم رغبتهم بالحضور إلى المكتب في نفس اليوم؛ ولهذا السبب نحن في حالة تغير مستمر."