logo
اقتصاد

خطة الفيدرالي الأميركي لخفض الفائدة.. هل تتسبب في الركود؟

خطة الفيدرالي الأميركي لخفض الفائدة.. هل تتسبب في الركود؟
مواطنون يسيرون في حي ليتل إيتالي في مانهاتن، مدينة نيويوركالمصدر: رويترز
تاريخ النشر:15 يونيو 2024, 08:23 م

مع قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بتثبيت أسعار الفائدة في اجتماعه الأخير، مع التركيز على توقعات بخفص واحد للفائدة في نهاية العام الجاري، بدأت بعض التوقعات الاقتصادية بالتحذير من تسبب ذلك في ركود اقتصادي.

إذ أطلق محمد العريان، الخبير الاقتصادي العالمي ورئيس كلية كوينز في جامعة كامبريدج، تحذيرا بشأن حالة الاقتصاد الأميركي بعد أن اختار محافظو البنوك المركزية الحفاظ على مستويات أسعار الفائدة في اجتماعهم الأخير بشأن السياسة.

ولا يمُثل ذلك التحذير الأول للعريان، إذ كان يشير إلى مخاطر الركود الأميركي على مدى السنوات القليلة الماضية، وفقا لموقع "بيزنس إنسايدر".

وتفصيلا، قال مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي إنهم بحاجة إلى مزيد من الثقة بأن التضخم يسير على الطريق الصحيح ليتراجع إلى هدفه البالغ 2% قبل تخفيف السياسة النقدية.

ووفقًا للتوقعات الصادرة عن بنك الاحتياطي الفيدرالي، خفض المسؤولون توقعاتهم لخفض أسعار الفائدة بحلول نهاية العام، حيث تدعو متوسط تقديرات البنك المركزي إلى خفض واحد فقط بمقدار 25 نقطة أساس في عام 2024، 

وفي غضون ذلك، قال العريان إن محافظي البنوك المركزية اقترحوا أن خطوتهم الأكثر ترجيحًا ستكون إصدار خفض لسعر الفائدة مرة واحدة في ديسمبر، لكنه حذر من أن خفض سعر الفائدة بحلول نهاية العام سيكون "متأخرًا جدًا"، نظرا لأن الاقتصاد يواجه بالفعل خطرا متزايدا للركود.

وأضاف العريان، في مقابلته مع ياهو فاينانس، أنه "بحلول ذلك الوقت، فإن الآثار المتأخرة لما كان بمثابة زيادة كبيرة في أسعار الفائدة ستكون مؤلمة بشكل أكبر".

العريان عبر عن شعوره بالقلق "من أنه إذا واصلوا ما هو قائم (أسعار الفائدة المرتفعة) في سبتمبر، فسيكون قد فات الأوان"، على الرغم من أنه أشار إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يختار المزيد من تخفيف السياسة النقدية عند الأخذ في الاعتبار بيانات التضخم الضعيفة لشهر مايو.

وأشار إلى أن الاقتصاد "يواجه في هذه المرحلة خطر الركود أكبر من خطر التضخم المتفشي"، ويعتقد أن هناك فرصة بنسبة 35% لدخول الاقتصاد في حالة من التباطؤ.

وفي السياق، لا تزال آفاق الركود متباينة، نظرا لمزيج الظروف المالية الصعبة والنمو الاقتصادي المرن حتى الآن.

إذ يرى خبراء الاقتصاد في بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك أن احتمال انزلاق الولايات المتحدة إلى الركود، بحلول شهر مايو من العام المقبل، يبلغ 52%.

معاناة وقلق رسمي

إلى ذلك، يعاني المستهلكون الأميركيون بالفعل من ارتفاع تكاليف المعيشة، إذ رجح بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو أن يكون قد تم بالفعل إنفاق كومة الأموال الزائدة، مع تقدير أن المدخرات الوبائية قد استُنفدت في مارس. 

كما أبرزت بيانات بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك ارتفاع مستويات ديون الأسر إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 17.6 تريليون دولار، في حين تحول عدد متزايد من قروض السيارات وبطاقات الائتمان إلى حالة السداد المتأخر.

ووفقًا لأداة CME FedWatch، فعلى الرغم من أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد أشار إلى خفض واحد فقط، إلا أن المستثمرين ما زالوا يتوقعون تخفيضين إلى ثلاثة تخفيضات بحلول نهاية العام.

وفي الوقت نفسه، يبدو أن رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، يعترف بمخاطر إبقاء أسعار الفائدة مرتفعة للغاية لفترة طويلة جدًا. 

وقال باول في مؤتمر صحفي، يوم الأربعاء، إن أسعار الفائدة المرتفعة قد تؤثر على النشاط الاقتصادي والتوظيف.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC