logo
اقتصاد

هل يمكن اختراق السيارات الكهربائية؟

هل يمكن اختراق السيارات الكهربائية؟
تاريخ النشر:15 فبراير 2023, 06:13 م

يحذر خبراء الأمن السيبراني من أن المركبات الكهربائية ستكون أهدافًا مغرية للقراصنة ما لم يتم لفت الانتباه بشكل أكبر للمخاطر.

ويقرع بعض خبراء الأمن السيبراني ناقوس الخطر، ويصفون سيناريوهات مزعجة للهجمات المحتملة تشمل خروج المركبات عن الطريق أو اشتعال النار فيها، فالسيارات الكهربائية مليئة بالرقائق والبرامج التي تتحكم في كل شيء، بدءاً من البطاريات والمحركات إلى التحكم في السرعة والكبح، كما تتصل بأجهزة الشحن يوميًا تقريبًا، وترسل المعلومات ذهابًا وإيابًا عبر شبكات الشحن أو الإنترنت، وتتواصل لاسلكيًا مع الشركات التي صنعتها، وتجار السيارات الكهربائية، وشبكات وتطبيقات الواي فاي الخلوية والمنزلية على هواتف مالكيها.

سيوفر هذا المزيج من قوة الحوسبة الهائلة وتعدد الاتصالات عبر الإنترنت فرصة جذابة للمحتالين الرقميين، حيث من المتوقع أن تطرح ملايين المركبات الكهربائية على مدى السنوات القليلة المقبلة، كما يقول خبراء الأمن السيبراني.

"إنه نظام بيئي معقد للغاية من فاعلين مختلفين ومجموعات مختلفة من التقنيات، ويمثل عدداً من الأبواب المحتملة للقراصنة"، كما يقول بنجامين كلاين، الشريك المشارك في شركة ماكينزي وشركاه والمختص في الأمن السيبراني.

تشل الهجمات السيارات إلى أن يدفع أصحابها رسومًا، بالطريقة نفسها التي يمكن بها لبرامج الفدية إغلاق شبكة كمبيوتر حتى يحصل المتسللون على المال، والأسوأ من ذلك، قد يتمكن المتسللون من إفساد نظام شحن السيارة الكهربائية وزيادة تحميل البطارية، مما يؤدي إلى اشتعالها أو التحكم بتسارع السيارة والكبح، ووقوع الحوادث.

يقول ستيوارت مادنيك، الأستاذ وخبير الأمن السيبراني في كلية سلون للإدارة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: "تخيل أن تبدأ السيارات في السير بشكل فوضوي".

ويؤكد الخبراء أن الاحتمالات الأخرى تشمل سيطرة المتسللين على شبكات الشحن واستخدامها لسرقة معلومات العملاء أو حتى إزالة أجزاء من شبكة الطاقة.

حتى الآن، كانت عمليات الاختراق المبلغ عنها صغيرة نسبيًا، ففي فبراير الماضي، بعد حرب روسيا على أوكرانيا، أغلقت أجهزة الشحن على طول الطريق السريع الرئيسِ في روسيا، وبدأت الشاشات تعرض شعارات مؤيدة لأوكرانيا، ةفي أبريل، اخترقت أجهزة الشحن العامة في جزيرة وايت البريطانية لعرض محتويات "مخلة بالآداب" على شاشاتها.

لكن مختبرات سانديا الوطنية التابعة لوزارة الطاقة الأميركية حذرت في تقرير العام الماضي من أنه "لا يوجد حالياً نهج شامل للأمن السيبراني" في صناعات السيارات الكهربائية أو الشاحن، وأن الهجمات الإلكترونية قد تبطئ اعتماد السيارات الكهربائية، وفي الوقت نفسه، عقد مسؤولو إدارة بايدن منتدى مغلقًا في البيت الأبيض في أكتوبر مع صانعي المركبات الكهربائية ومكونات المركبات الكهربائية وأجهزة الشحن للتأكيد على ضرورة وضع ضوابط أمنية أكثر صرامة.

ثمة الكثير من الطرق المحتملة لإدخال البرمجيات الخبيثة في السيارات الكهربائية وإحداث أضرار لا تحمد عقباها، ففي المركبات الكهربائية، استبدلت معظم الميزات الميكانيكية لمركبات الاحتراق الداخلي، المكابس والصمامات وأعمدة الكرنك ومضخات الغاز والمياه، بالإلكترونيات، وتتحكم الرقائق والبرامج في كيفية شحن البطاريات، وكيفية نقل الكهرباء إلى المحركات، وكيفية تسريع المحركات وكيفية إعادة الكهرباء إلى البطاريات أثناء الكبح، من بين أنشطة أخرى.

وفي حين أن السيارة الفاخرة ذات الاحتراق الداخلي يمكن أن تحتوي على حوالي 150 وحدة تحكم إلكترونية، "هذا لا شيء مقارنة بـ 3000 رقاقة التي نراها في المتوسط داخل السيارة الكهربائية"، وفقاً لما ذكره سيد علي، شريك وخبير الأمن السيبراني في شركة الاستشارات Bain & Co.

ولكن على الرغم من هذا الاعتماد الكبير على تكنولوجيا الكمبيوتر، "نحن في مرحلة غير ناضجة ومبكرة للغاية" من حماية الأمن السيبراني للسيارات الكهربائية.

ومما يثير القلق بشكل خاص التحديثات الدورية للبرامج التي يرسلها صانعو السيارات الكهربائية إلى سيارات عملائهم لاسلكيًا، إذا تمكن أحد المتسللين من إدخال برامج ضارة في هذه التحديثات، فمن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى إتلاف مئات الآلاف من السيارات.

"نحن نعلم أنه يمكن القيام بذلك"، يقول جيم غوين، رائد صناعة الإنترنت العالمية في شركة الاستشارات أكسنتشر، ويضيف أنه ليس فقط الرقائق وروابط الاتصالات ووصلات الشاحن المستمرة هي التي تجعل السيارات الكهربائية عرضة للاختراق، بل لأن الصناعة تصنعهم بسرعة واستعجال.

يقول: "إن التبني السريع للمركبات الكهربائية، ودورات الاختبار السريعة، والعدد السريع للوحدات المنتجة تخلق فرصًا لعدم التحقق من نقاط الضعف أو معرفتها".

ورفض "التحالف من أجل الابتكار في مجال السيارات"، المجموعة التجارية الرئيسة لصناعة السيارات في الولايات المتحدة، مناقشة تهديدات محتملة للسيارات الكهربائية، لكنه قال في بيان إن "الأمن السيبراني يمثل أولوية قصوى لشركات صناعة السيارات".

ولم تستجب أكبر شركة لتصنيع المركبات الكهربائية، تسلا، لطلب للتعليق، لكن على موقعها على الإنترنت، تقول إنها تقدر آراء الباحثين في مجال الأمن السيبراني حول نقاط الضعف المحتملة في سياراتها، "سنحقق في التقارير المشروعة ونبذل قصارى جهدنا لتصحيح أي ثغرة أمنية بسرعة".

ويتوقع الخبراء أن تشحن السيارات الكهربائية غالباً في منازل مالكي السيارات، ويمكن أن تترافق أجهزة الشحن المنزلية مع مخاطر أمنية أيضًا، كما ترتبط العديد من أجهزة الشحن المنزلية بشبكة واي فاي الخاصة بالمالك وتطبيق الهاتف الذكي، أو بشبكة خلوية، مما يوفر المزيد من ناقلات الهجوم المحتملة.

في عام 2021، فحصت شركة الأمن Pen Test Partners ست علامات تجارية من أجهزة الشحن "الذكية" المستخدمة في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، والتي تسمح لمالكي السيارات الكهربائية بمراقبة الشحن وإدارته عن بُعد، ووجدت عدداً من العيوب، بعضها يمكن أن يسمح للقراصنة بقرصنة الأجهزة أو تحميل برامج ضارة محتملة عليها.

يمكن للقراصنة العبث بالشواحن عن طريق توصيل أجهزة الكمبيوتر المحمولة أو الأجهزة الأخرى التي تحتوي على برامج ضارة في منافذ USB الخاصة بها أو منافذ الوصول الأخرى، ويمكنهم الاتصال بشاحن عن بعد عبر رابط الإنترنت الخاص به وتثبيت البرامج الضارة، وبعد ذلك، يمكن للقراصنة احتجاز الشبكة كرهينة والمطالبة بدفع فدية، أو حتى مهاجمة شبكة الكهرباء باستخدام شبكة أجهزة الشحن لسحب طاقة أكثر مما تستطيع الشبكة المحلية إرساله.

ومن خلال هذه الهجمات، يمكن للمجرمين سرقة معلومات حساب الشحن لمالكي السيارات الكهربائية واستخدامها للحصول على شحن مجاني، أو محاولة إتلاف النظام الكهربائي للسيارة، من بين أمور أخرى.

ويؤكد الخبراء أن صناعتي السيارات الكهربائية والشحن تحتاجان إلى العمل معًا لإنشاء بروتوكولات أمنية أقوى وأوسع نطاقًا، مثل تلك المتعلقة بجدران حماية شبكات الكمبيوتر ومصادقة المستخدمين ومتابعتها، ويقول آخرون إن هناك حاجة إلى مزيد من الرقابة الحكومية والتنظيم.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC