تتقدم قطر في قطاع الضيافة بثقة، مستفيدة من إرث كأس العالم 2022 لتعزيز مكانتها كوجهة سياحية عالمية.
مع خطط لإضافة أكثر من 1200 غرفة فندقية جديدة بحلول نهاية 2025، وفقاً لـ«فاليو سترات»، وتوقعات بوصول الطاقة الفندقية إلى 56 ألف غرفة، حسب «نايت فرانك»، تتبنى قطر تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) والاستدامة لتلبية تطلعات المسافرين العصريين.
في ظل تنافس خليجي ديناميكي، تبرز قطر بمنصات ذكية وممارسات بيئية، ما يجعلها فرصة استثمارية واعدة في سوق السياحة المزدهر.
بلغ مخزون الغرف الفندقية في قطر نحو 41.8 ألف غرفة في 2024، مع تركيز 67% على فئات الأربع والخمس نجوم، وفقاً لـ«فاليو سترات».
تهدف الخطط إلى استقطاب 7 ملايين سائح سنوياً بحلول 2030، بدعم من فعاليات كبرى مثل سباقات الفورمولا 1 والمؤتمرات الدولية.
سجلت الفنادق معدل إشغال 70% في الربع الأخير من 2024، مع ارتفاع متوسط السعر اليومي بنسبة 5% إلى 428 ريالاً، حسب بيانات السوق، مع توقعات بوصول إيرادات الضيافة إلى 1.5 مليار دولار بحلول 2028، بنمو سنوي مركب 11%، وفقاً لـ«ألبن كابيتال».
تستثمر قطر في الذكاء الاصطناعي لتعزيز تجربة الضيوف، ما يدعم الكفاءة التشغيلية، ويقلل المخاطر المرتبطة بتقلبات السوق، توفر هذه الاستراتيجية عوائد طويلة الأجل لمديري الأصول الباحثين عن أسواق سياحية متنامية.
أطلقت قطر، بالشراكة مع «مايكروسوفت» في قمة الويب 2025، منصة «Visit Qatar GenAI Travel Concierge» المدعومة بـ«مايكروسوفت أزور» ونماذج «أوبن إيه آي» لتعزيز تجربة السفر.
توفر المنصة، المتاحة عبر موقع (Visit Qatar) والتطبيق، خطط سفر مخصصة، ودعماً تفاعلياً بـ50 لغة، واقتراحات ذكية للحجوزات والتنقل.
تستهدف المنصة السياح، بما في ذلك المسافرين عبر مطار حمد الدولي، مقدمة تجارب مخصصة لزيارات قصيرة.
تدمج قطر الاستدامة في توسعها السياحي، مدعومة بمشاريع مثل مدينة لوسيل المستدامة ومشيرب قلب الدوحة. في أغسطس 2024، أصبح فندق (Mandarin Oriental) أول فندق في قطر يحصل على شهادة المجلس العالمي للسياحة المستدامة (GSTC). تدعم شهادة (Green Key)، التي يروج لها مجلس قطر للمباني الخضراء، ممارسات مثل توفير الطاقة وإعادة التدوير. تشمل المبادرات المحلية أنظمة تبريد بمياه البحر، وألواح شمسية، وتقليل النفايات البلاستيكية، بما يتماشى مع هدف خفض الانبعاثات بنسبة 25% بحلول 2030.
يشهد قطاع الضيافة الخليجي تنافساً حيوياً، حيث تتبنى دول مجلس التعاون استراتيجيات مبتكرة تعزز جاذبية المنطقة كوجهة استثمارية رائدة في السياحة العالمية.
الإمارات: تتصدر الإمارات، بقيادة دبي وأبوظبي، عبر التبني السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي، مثل التحليلات التنبؤية وتسجيل الوصول من دون تلامس في فنادق (Central Hotels & Resorts). تدعم الإمارات الاستدامة من خلال شهادات (LEED) وممارسات محلية مثل إعادة التدوير، ما يعزز عوائد الاستثمار في سوقها الناضج.
السعودية: تسعى السعودية، ضمن رؤية 2030، إلى إعادة تشكيل السياحة عبر مشاريع ضخمة مثل نيوم والبحر الأحمر. يدمج نيوم تقنيات ذكية عبر (Tonomus)، تشمل الروبوتات وإنترنت الأشياء، بينما يروج البحر الأحمر للسياحة التجديدية بطاقة متجددة 100% وهدف تحسين قيمة الحفاظ البيئي بنسبة 30% بحلول 2040، جاذباً السياح المتميزين وصناديق الاستثمار طويلة الأجل.
عُمان: تركز عُمان على السياحة البيئية الفاخرة، مستفيدة من طبيعتها الخلابة. يبرز منتجع Six Senses Zighy Bay بإعادة تدوير 49 مليون لتر من المياه وتجنب 287 ألف زجاجة بلاستيكية في 2024. تهدف رؤية 2040 إلى جذب استثمارات سياحية بقيمة 31 مليار دولار بحلول 2040، ما يعزز الأرباح من السياحة المستدامة.
التنوع الخليجي يعزز استقرار المنطقة، ما يجذب مستثمرين بتوقعات نمو استثماري بنسبة 8% في 2025.
تواجه قطر تحديات في استثمارات الذكاء الاصطناعي مقارنة بالإمارات (G42، جامعة محمد بن زايد) والسعودية (صندوق Alat بـ100 مليار دولار)، حيث تعتمد قطر على شراكات مثل مايكروسوفت لسد الفجوة، ما يقلل تكاليف التطوير، كما تحتاج إلى سياسات لجذب المواهب التكنولوجية، خاصة مع برنامج التأشيرة الذهبية الإماراتية، لكن توسعها الفندقي يعزز الطلب على العمالة، ما يحد من تأثير الأتمتة، ويوفر فرصاً لتطوير المهارات.
تتطلب توقعات المستثمرين خططاً واضحة للذكاء الاصطناعي وESG. يعزز التزام قطر بمعايير ISSB الشفافية، ما يجذب صناديق الاستثمار العقاري (REITs) وصناديق الثروة السيادية مع توقعات إيرادات فندقية بـ609 ملايين دولار بحلول 2029 وفق بيانات «ستاتيستا».