logo
اقتصاد

نقص عدد الشباب العاملين.. كيف يؤثر على الاقتصاد الأميركي؟

نقص عدد الشباب العاملين.. كيف يؤثر على الاقتصاد الأميركي؟
لوحة تعرض وظائف شاغرة في معرض للتوظيفالمصدر: رويترز
تاريخ النشر:15 يونيو 2024, 05:33 م

تفتقر سوق العمل في الولايات المتحدة إلى الشباب، ويقول الخبراء إن هذا الاتجاه سيؤثر في الاقتصاد، وقد يستغرق إصلاحه سنوات. ويرجع ذلك أساساً إلى تسرب الرجال من القوى العاملة منذ عقود.

قالت كارول غراهام، الباحثة في الدراسات الاقتصادية في معهد بروكينغز، إن معدل مشاركة الرجال ممن هم في سن العمل في قوة العمل، كان في انخفاض على مدى السنوات العشرين الماضية، وفقاً لما نقله عنها موقع "بيزنس إنسايدر".

وتُظهر بيانات مكتب إحصاءات العمل، أن نحو 11% من الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و54 عاماً الآن ليست لديهم وظيفة، ولا يبحثون عنها، أي أكثر من ثلاثة أضعاف النسبة المسجلة في عام 1955، عندما كان هناك 3% منهم فقط خارج القوى العاملة.

وعلى مقياس التعداد السكاني، يصل هذا إلى حوالي 7.2 مليون رجل في سن العمل لا يعملون.

قالت غراهام إن ذلك أدى إلى ظهور مجموعة من المشكلات للاقتصاد، إذ ترتب عليه نقص في عدد الموظفين في الصناعات الرئيسية، وزيادة الضغط على الخدمات الحكومية وشبكات الأمان الاجتماعي.

كما أشارت إلى أن العبء الاقتصادي يمكن أن يتفاقم أيضاً عبر الأجيال، نظراً لأن الرجال الذين خرجوا من القوى العاملة يميلون لأن يكونوا من ذوي الدخل المنخفض وأكثر عرضة للإبلاغ عن مشاكل الصحة العقلية والجسدية، مما يؤثر في قدرة أطفالهم على بناء الثروة.

وفي اتفاق لوجهات النظر، رأى زاك مابل، أستاذ الأبحاث في جامعة جورج تاون، أن انخفاض المشاركة في القوى العاملة بين الشباب يمكن أن يؤثر في الاقتصاد لعقود عدة على الأقل. وقال: "إنه اتجاه طويل على مدار عقود عدة، ولا يبدو أنه يتحسن، ويمكن أن تكون له عواقب حقيقية طويلة المدى".

إجهاد الاقتصاد

يبدو أن الاقتصاد بدأ يشعر بالفعل بالانخفاض في مشاركة الذكور في القوى العاملة. وعلى الرغم من التعافي الطفيف بعد جائحة "كوفيد-19"، انخفض الناتج المحلي الإجمالي الأميركي لكل موظف بنسبة 1% في عام 2022، وهو أول انخفاض منذ أن بدأ البنك الدولي في تسجيل بيانات الإنتاجية قبل أكثر من 30 عاماً.

وفي الوقت ذاته، انخفض معدل المشاركة الإجمالية في القوى العاملة إلى 62%. 

ووفقاً لبيانات البنك الدولي، فإن معدل مشاركة القوى العاملة في الولايات المتحدة لم يكن منخفضاً إلى هذا الحد -إلى جانب السنوات التي أعقبت الوباء- منذ السبعينيات.

رأى مابل أن هذا الاتجاه قد يؤثر في الصناعات الرئيسية، مثل البنية التحتية والتصنيع، وبالتوازي، تقل احتمالية سعي النساء في كثير من الأحيان للبحث عن عمل بسبب الوصمة الاجتماعية. 

وأضاف أن هذا يعني أنه قد يكون من الصعب على تلك الصناعات العثور على عمال، وهي مشكلة كبيرة بالنظر إلى الحاجة إلى العمالة في مجالات النمو مثل أشباه الموصلات.

تهديد للقدرات

انخفض عدد الشباب العاملين الذين لا يحملون شهادات جامعية خلال الثلاثين عاماً الماضية. 

وقال مابل: "في وضع حيث يكون لديك ملايين الرجال يتخلون عن الدراسة الجامعية، يصبح هؤلاء أقل إنتاجية وأقل قدرة على الاحتفاظ بوظيفة مستقرة".

واضاف: "نعم، من المؤكد أن هذا سيثير مخاوف من أن إنتاجيتنا الوطنية ستتأثر نتيجة لذلك".

تأثير على الإسكان 

بينما قد تكون سوق الإسكان مزدهرة الآن، فمن الممكن أيضاً أن يؤثر الرجال الذين يغادرون سوق العمل على هذه السوق أيضاً. 

إذ تتوقع ميريديث ويتني، وهي خبيرة اقتصادية في وول ستريت، أن تنخفض أسعار المنازل بنسبة تصل إلى 30% على مدى سنوات بفضل الرجال الذين يعملون أقل، ويكونون أقل اهتماما بتكوين أسر، وأكثر عرضة للعيش مع آبائهم.

وقالت ويتني إن هذه الاتجاهات كلها تؤثر في تكوين الأسرة، وهو العامل الأكثر أهمية في تحديد أسعار المنازل على المدى الطويل.

وفي سياق مشابه، وجدت دراسة أجرتها "مؤسسة بروكينغز" عام 2017 أن 42% من الرجال الذين خرجوا من القوى العاملة يعيشون مع أحد الوالدين على الأقل.

وعلقت ويتني: "هذا تحول زلزالي في البنية الاجتماعية. من الصعب أن نقول كم من الوقت سيستمر".

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC