الثلاثاء 22 يوليو 2025 م
تشير التقديرات الحديثة إلى أن الأطفال المولودين في عام 2025 سيشهدون تغيّرات كبيرة في أنماط العمل ومستوى الدخل مقارنة بجيل آبائهم، مع انخفاض ملحوظ في عدد ساعات العمل على مدار حياتهم المهنية، وزيادات متفاوتة في الدخل الحقيقي.
تُقدَّر ساعات العمل التي سيقضيها الجيل القادم على مدى حياتهم المهنية بنحو 10 آلاف إلى 20 ألف ساعة أقل من الجيل السابق، ما يعادل تراجعاً بنسبة تتراوح بين 10% و20%. فوفقاً لتحليل صادر عن المكتب الأميركي لإحصاءات العمل (BLS)، من المتوقع أن تتراوح ساعات العمل مدى الحياة للمواليد الجدد بين 75,000 و85,000 ساعة، مقابل 90,000 إلى 100,000 ساعة لجيل آبائهم من مواليد الثمانينيات.
ويُعزى هذا الانخفاض إلى مجموعة من العوامل، من أبرزها: تقليص ساعات العمل الأسبوعية إلى 35 ساعة أو أقل، وتأخر دخول سوق العمل نتيجة إطالة مدة التعليم، وتنامي الاعتماد على نماذج العمل المرن والعمل عن بُعد، بالإضافة إلى تزايد فترات التوقف الوظيفي والتقاعد المبكر.
وبحسب بيانات حديثة صادرة عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، فقد انخفض متوسط ساعات العمل السنوية في العديد من دول أوروبا الغربية إلى أقل من 1,500 ساعة، مقابل 1,790 ساعة سنوياً في الولايات المتحدة، وأكثر من 2,000 ساعة في بعض الاقتصادات النامية في آسيا مثل فيتنام وبنغلاديش.
تشير التوقعات إلى أن الجيل المقبل سيحقق زيادات في الدخل الحقيقي (المعدل وفقاً للتضخم) مقارنة بجيل آبائهم، إلا أن حجم هذه الزيادات يختلف بحسب المنطقة:
في أوروبا الغربية، توقعت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أن تتراوح الزيادة بين 10% و20%، وذلك في ظل تباطؤ النمو الاقتصادي وارتفاع متوسط أعمار السكان.
أما في الولايات المتحدة، فقد أشارت تقديرات مؤسسة بروكينغز (Brookings Institution) إلى أن الزيادة المحتملة في الدخل الحقيقي قد تتراوح بين 15% و25%، مع استمرار تحديات عدم المساواة في الأجور، وارتفاع تكاليف التعليم والسكن.
وفي آسيا الناشئة، وخاصة في دول مثل الهند وفيتنام والفلبين، ذكر البنك الدولي في تقريره السنوي لعام 2025 أن الجيل القادم قد يشهد زيادات في الدخل الحقيقي تتراوح بين 50% و150%، مدفوعة بالتحول الرقمي، والتوسع الصناعي، وتحسن فرص الوصول إلى التعليم.
وأكّدت منظمة العمل الدولية (ILO) في تقريرها حول اتجاهات سوق العمل أن التحول التكنولوجي وازدياد عدد الوظائف الرقمية في آسيا سيكونان عاملين حاسمين في تغيير الخريطة الاقتصادية للأجيال المقبلة.
تشير تحليلات صادرة عن مؤسسة بروكينغز إلى أن هذه التغيرات لا تقتصر على الدخل وساعات العمل فحسب، بل تشمل أيضاً مفهوم النجاح المهني لدى الأجيال الجديدة، والذي بات يرتكز على جودة الحياة والتوازن بين العمل والحياة الشخصية، بالإضافة إلى الاعتماد المتزايد على المهارات الرقمية والعمل غير التقليدي.
وفي تصريح لها، أوضحت جيتا جوبيناث، الخبيرة الاقتصادية في المؤسسة، أن «الجيل الجديد لن يقيّم النجاح فقط بمقدار ما يكسب، بل بكيفية عيشه»، وذلك ضمن ندوة بحثية أقيمت في واشنطن في يونيو 2025.
