وارتفعت شعبية الرموز غير القابلة للاستبدال في عام 2021، وفي مايو من العام ذاته باع الفنان بيبل، مطبوعة رقمية من أعماله مقابل 69 مليون دولار، وتعتبر رموز NFT هي رموز تشفير فريدة، يمكن ربطها بالعناصر الرقمية أو المادية، يتم تداولها على منصة بلوك تشين، وهي بمثابة شهادة رقمية تشير إلى الملكية.
ولكن مع تلاشي فورة الميتافيرس والويب 3 والعملات المشفرة، وتراجع التداول بالرموز غير القابلة للاستبدال، كما كان في السابق، إلا أن العلامات التجارية لا تزال مستمر ة في إطلاق المجموعات.
وخلال الأسبوع الماضي أطلقت شركة الألعاب الشهيرة Mattel، Fast and Furious NFTs، قبل إصدار الفيلم، وخلال الشهر الماضي أطلقت ستاربكس مجموعة جديدة من ال NFT، وأصدرت شركة RTFKT المملوكة لشركة نايك، مجموعة أحذية رياضية رقمية من NFT.
وفي نفس الوقت تظهر البيانات أن حجم تداول NFT في أدنى مستوى له على الإطلاق هذا العام، حيث شهد سوق الرموز غير القابلة للاستبدال، تحولا كبيرا في مايو الجاري.
وقالت محللة بلوكتشين في DappRadar، سارة غيرجيلاس، أنه اعتبار من 12 مايو الجاري بلغ حجم تداول NFT 293مليون دولار فقط، وهي المرة الأولى خلال هذا العام، التي يقل فيها حجم التداول الشهري عن مليار دولار.
وانخفض التداول في مشاريع NFT التي يملكها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، والتي بيعت في غضون 24 ساعة، عندما تم إصدارها لأول مرة في ديسمبر، إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق، حيث شهدت انخفاضا بنسبة 80 % من أعلى مستوياتها على الإطلاق وفقا لبيانات OpenSea.
وأوضحت غيرجيلاس أن العلامات التجارية، تستمر في إطلاق العلامات التجارية عبر NFT، على الرغم من التراجع، وذلك لبناء قاعدة من المتداولين الأقوياء في القطاع، حيث يأتي العديد من عمليات الإطلاق مع مزايا مدمجة، لا يمكن الوصول إليها من خلال وسائل أخرى.
وعلى سبيل المثال سيمنح Fast & Furious الذي أطلقته شركة Mattel، أصحابها الفرصة لامتلاك نسخة مادية من سيارة Suki، إذا تمكنوا من جمع المجموعة بأكملها.
وتتواصل مجموعة ستاربكس مع أعضاء NFT، من خلال تقديم المقتنيات والطوابع الرقمية والوصول إلى المزايا الحصرية، ونتيجة لذلك لا تزال الشركات التي تطلق هذه المشاريع تتمكن من بيعها في نهاية المطاف، عندما أطلقت ستاربكس مجموعة NFT في مارس الماضي بيعت في أول 20 دقيقة.
أسباب الانخفاض
ومن العوامل الأخرى التي تساهم في انخفاض حجم التداول، ما لا علاقة لها بالعلامات التجارية، وتشمل ارتفاع رسوم المعاملات، والذي يمكن أن يحدث عندما تكون هناك نوبة قصيرة الأجل حول عنصر معين يتداوله الجميع.
وقالت غيرجيلاس إن هناك اتجاها ملحوظا لتجار NFT للتخلص من الممتلكات الكبيرة بخسارة، وأدت الموجة السابقة من النشاط على منصة بلوكتشين لاحقا، إلى ارتفاع تكاليف المعاملات والتي تجاوزت 100 دولار في بعض الحالات، وقد أثر هذا الارتفاع في تكاليف المعاملات على حجم تداول منخفضة القيمة، وحيث زادت المخاوف بشأن القدرة على تحمل التكاليف بين المتداولين.
وترى غيرجيلاس، أن ستشكل تكاليف المعاملات المرتفعة مسار سوق NFT للمضي قدما، وليس من الواضح ما إذا كان الانخفاض في حجم التداول هذا الشهر، يشير إلى اتجاه أكبر أو مجرد انتكاسة مؤقتة مدفوعة بضجيج قصير الأمد.
وتتفاعل صناعة العملات المشفرة مع حملة وزارة العدل على العملات المشفرة، حيث تحاول صناعة العملات المشفرة معرفة ما يجب القيام به من حملة من قبل وزارة العدل الأميركية على المنصات الرقمية.
وفي مقابلة مع الفايننشال تايمز، قال مدير الفريق الوطني لإنفاذ العملة المشفرة في الوزارة، إيون يونغ تشوي، إن وزارة العدل تركز على الشركات، التي تسمح بارتكاب الجرائم الرقمية أو ترتكبها بنفسها مثل غسل الأموال.
ويقول المطلعون على الصناعة إن هذا أمر جيد، ولكن في نفس الوقت نحن قلقون من أن الإفراط في الإنفاذ دون قواعد واضحة حول كيفية تنظيم القطاع، سيؤدي إلى عمل الشركات خارج الولايات المتحدة.