معدن صناعي يتفوق على الذهب.. ما معنى ذلك للاقتصاد؟

سجلت مكاسب الفضة تفوقاً بشكل حاد مقارنة بمكاسب الذهب في الأشهر الثلاثة الماضية، وفي الفترة من 31 أكتوبر إلى 31 يناير ارتفعت العقود الآجلة للفضة بما يقارب من 25%، متجاوزة ارتفاع الذهب بنسبة 19%.

وقال مؤسس DataTrek Research، نيكولاس كولاس، إن الفضة معدن صناعي بالدرجة الأولى، بينما يعتبر الذهب بشكل رئيسي أداة استثمار ومجوهرات، لذا فإن الأداء الأفضل لأسعار الفضة يدعم فكرة أن الاقتصاد العالمي في حالة أفضل من توقعات منتصف 2022.

ويعزو الخبراء السبب الأول وراء انتعاش الفضة، إلى إعادة فتح الصين لاقتصادها، حيث صاحب ذلك العديد من توقعات ارتفاع الطلب على النفط والطاقة، مما أدى مؤقتاً إلى ارتفاع أسعار الخام لأعلى مستوياتها منذ نوفمبر.

وحققت العديد من المعادن الصناعية مكاسب مع تخفيف الصين للقيود المتعلقة للوباء، حيث تعتبر الصين أكبر مستهلك للمعادن في العالم، وارتفعت ارتفعت العقود الآجلة للنحاس وخام الحديد بما يقرب من 11% في يناير.

وقال الخبير الاقتصادي مايكل كوجينو، إن سبب تفوق أداء الفضة على الذهب في الأشهر الثلاثة الماضية، يرجع في المقام الأول إلى الطلب الحقيقي أو المتوقع في المستقبل على الفضة بسبب عوامل الاستخدام الصناعي مثل إعادة فتح الصين والاقتصادات الأخرى التي تنشط ببطء ، وقيود العرض، والزيادة المتوقعة في إجمالي الطلب.

وأشار كوجينو إلى أن من المتوقع أن تأتي زيادة الطلب على الفضة ليس فقط من الاحتياجات الصناعية التقليدية، مثل البناء والتكنولوجيا، ولكن أيضًا من الدفع العالمي نحو إنتاج الطاقة النظيفة والسلع ذات الصلة مثل السيارات الكهربائية.

من المحتمل أيضًا أن تدعم قيمة الفضة كمعدن ثمين الأسعار، حيث استقرت العقود الآجلة للفضة عند 23.609 دولار للأوقية في 1 فبراير.

ويعتبر المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Monetary Metals، كيث وينر، أن الفضة معدن نقدي وليس صناعياً، ويعتقد أن سعر الفضة يرتبط بالذهب أفضل من سعره بالنحاس.

وأوضح وينر إن مسار الفضة أعلى لأن الدولار الأميركي سيستمر في فقدان قيمته، مشيراً إلى أن أسعار المعادن النقدية - الذهب والفضة - "معكوسة للدولار".

وخلال الأشهر الثلاثة الماضية ارتفع كل من الذهب والفضة بينما خسر مؤشر الدولار الأميركي ICE ، وهو معيار للقيمة الدولية للدولار، أكثر من 8%.