تواجه تركيا أزمة خطيرة في قطاع الثروة الحيوانية بعد الانتشار السريع لسلالة جديدة شديدة العدوى من مرض الحمى القلاعية، يُعتقد أنها أصابت نحو ثلث الحيوانات المنتجة للحوم والألبان في البلاد، بحسب تقرير نشره موقع AGBI.
في 2 يوليو، أصدرت وزارة الزراعة قراراً بإغلاق جميع أسواق المواشي في البلاد، في خطوة غير مسبوقة على المستوى الوطني، وكانت تركيا قد تعاملت في السابق مع تفشي المرض من خلال إجراءات حجر صحي محلية وعمليات إعدام ولقاحات، لكن هذه المرة الأولى التي يتم فيها فرض حظر شامل على تجارة المواشي.
أكد وزير الزراعة التركي، إبراهيم يوماكلي، أن التفشي الحالي ناتج عن سلالة جديدة من فيروس الحمى القلاعية تُعرف باسم «النمط المصلي» (SAT-1)، والتي تُعد أكثر ضراوة، وقد انتشرت السلالة بسرعة خلال عطلة عيد الأضحى وبعدها، وهي الفترة التي تشهد عادةً نقل مئات الآلاف من الحيوانات إلى مختلف أنحاء البلاد للذبح، ما ساهم بشكل كبير في تفاقم انتشار المرض.
وفقاً لتقرير حديث صادر عن «مركز تطوير الاستراتيجيات والسياسات الزراعية» (TARPOL)، فإن التكلفة المباشرة لتفشي المرض، بما في ذلك عمليات الإعدام، والعلاج، والتلقيح، وإتلاف اللحوم والحليب والعلف والنفايات الملوثة، فضلاً عن تعطّل سلاسل التوريد، تتجاوز 4 مليارات دولار.
يحذر التقرير من أن الخسائر مرشحة للزيادة، وسط تشديد القيود على صادرات اللحوم ومنتجات الألبان التركية من قبل الأسواق الدولية خشية العدوى، إلى جانب ارتفاع محتمل في أسعار الغذاء نتيجة تزايد الطلب على بدائل مثل لحوم الدواجن.
يبلغ عدد رؤوس الأبقار في تركيا أكثر من 16.5 مليون رأس، بينما يتجاوز عدد رؤوس الأغنام والماعز 53 مليوناً، وجميعها عرضة للإصابة بالمرض، وتشير بيانات «مركز تطوير الاستراتيجيات والسياسات الزراعية» إلى أن أكثر من 30% من القطيع الوطني قد يكون مصاباً.
رغم التوقعات بارتفاع أسعار اللحوم على المدى المتوسط نتيجة نقص الإمدادات، تشهد السوق حالياً تراجعاً في الأسعار، بسبب حالة الذعر التي دفعت عدداً من المربين إلى ذبح مواشيهم بشكل عاجل، بحسب رئيس «جمعية منتجي اللحوم الحمراء» في تركيا، بولنت تونتش.
أوضح تونتش في حديثه لـ AGBI: «هناك حالة من الهلع بين المنتجين بسبب هذه السلالة الجديدة من الحمى القلاعية، ولذلك يتجه الكثيرون إلى ذبح حيواناتهم»، مضيفاً: «هذا سيؤدي إلى تراجع الأسعار في الوقت الحالي، لكن تركيا بالفعل مستورد رئيس للحوم، وهذا التفشي سيزيد اعتمادها على الواردات».
أشار تونتش إلى أن التفشي يشكل ضربة كبيرة لخطة الحكومة التي أُعلنت في وقت سابق من هذا العام لتعزيز قطاع الثروة الحيوانية من خلال تحسين برامج التربية والتلقيح.
وتسارع السلطات إلى احتواء المرض من خلال توزيع لقاح جديد محلي الصنع مخصص لمكافحة سلالة (SAT-1)، حيث تم حتى الآن إنتاج 4.5 مليون جرعة، ويتم تصنيع مليون جرعة إضافية أسبوعياً، إلا أن الخبراء يحذرون من أن حجم التفشي يفوق قدرات السيطرة الحالية، ومن المرجح أن يواجه قطاع الثروة الحيوانية خسائر فادحة في الأشهر المقبلة.