وتعتزم المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، إلغاء خطة لخفض استخدام المبيدات الحشرية إلى النصف، بحسب شبكة "سي إن بي سي" الأميركية.
بالإضافة إلى ذلك، قررت المؤسسة أيضًا، الأسبوع الماضي، حذف القطاع الزراعي من جدول زمني صارم، لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 90% قبل عام 2040.
وقال يانوش فويتشيكوفسكي، مفوض الزراعة بالاتحاد الأوروبي، للشبكة الأميركية يوم الخميس، إنه "سعيد" بشأن المنعطفات لأنها لم تكن "عادلة تمامًا".
وأوضح: "نحن بحاجة إلى الحد من استخدام المبيدات الحشرية، ولكن ليس إجبار المزارعين على القيام بذلك"، مضيفاً أن الحل هو تقديم المزيد من الدعم المالي للقطاع، لتحفيزهم على اتباع ممارسات أكثر مراعاة للبيئة.
وبالعودة للأهداف المنشودة، يريد الاتحاد الأوروبي أن يصبح محايدا للكربون بحلول عام 2050، كما يريد خفض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 55% على الأقل بحلول عام 2030، مقارنة بمستويات عام 1990.
وعندما سئل عما إذا كانت هذه التغييرات الأخيرة في السياسة يمكن أن تضر بهذه الأهداف الطموحة، قال فويتشيكوفسكي: "هذا هو الهدف العام للاقتصاد بأكمله، ولكن في الزراعة، يجب أن نأخذ في الاعتبار خصوصيات الزراعة".
ليس ذلك فحسب، بل تأتي إعادة تقييم أوروبا لسياساتها المناخية مع اقتراب الكتلة من الانتخابات البرلمانية للاتحاد الأوروبي، في يونيو المقبل، ويتوقع أن يجلب ذلك المزيد من المشرعين اليمينيين المتطرفين إلى البرلمان.
وقال ألبرتو أليمانو، الأستاذ في كلية باريس للأعمال، إنه "من المتوقع أن تهيمن مسألة المزارعين على المنافسة الانتخابية قبل انتخابات البرلمان الأوروبي عام 2024".
وأضاف أن الدورة السياسية المقبلة للاتحاد الأوروبي (2024-2029)، يمكن أن تشهد تشكيكا، إلى حد ما، في تنفيذ البرنامج الأخضر وإبطاء فصوله.
كانت هناك ذروة للعوامل التي دفعت المزارعين إلى الاحتجاج في الأسابيع الأخيرة، مما تسبب في بعض الأضرار في عواصم مثل باريس، وتشمل هذه العوامل ارتفاع التكاليف وارتفاع الديون، والمنافسة من الأسواق الأرخص، وانخفاض أسعار البيع.
على سبيل المثال، انخفض متوسط سعر المنتجات الزراعية، التي يتلقاها المزارعون بنسبة 9% في الربع الثالث من عام 2023، مقارنة بالعام الماضي.
وقال لوك فيرنت، الأمين العام لمركز أبحاث Farm Europe، إن المزارعين بحاجة إلى مزيد من الدعم الاستثماري.
وأضاف: "لم يعد المزارعون قادرين على الوصول إلى الأموال الرخيصة، وأصبح المصرفيون أكثر ترددًا في إقراض الأموال لقطاع الزراعة. لذلك، نحن بحاجة حقًا إلى التفكير داخل الاتحاد الأوروبي".