القانون مرّ بأغلبية ضئيلة للغاية وبفارق 4 أصوات فقط
5 تريليونات دولار في طريقها إلى زيادة سقف الدين
وافق مجلس النواب الأميركي منذ ساعات بأغلبية ضئيلة، لا تتجاوز أربعة أصوات، على مشروع قانون شامل لتمديد التخفيضات الضريبية، وتقليص برامج شبكة الأمان الاجتماعي، ما يضع حداً لشهور من الفوضى التي يخوضها الجمهوريون للتغلب على الخلافات العميقة داخل حزبهم وتنفيذ أجندة الرئيس ترامب.
كان ترامب ناشد المشرعين في وقت سابق لتمرير المشروع، لكن الممانعين صمدوا في البداية، تزامنا وتهديد وتلويح رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون بأن ترامب قد يتمكن من تحقيق بعض الأهداف التي يعجز الكونغرس عن الموافقة عليها في العملية التشريعية، من خلال إجراءات تنفيذية.
يعد الإقرار النهائي لمشروع القانون انتصاراً كبيراً للجمهوريين وترامب الذي من المتوقع أن يوقع سريعاً على ما وصفه مراراً بأنه «مشروع قانونه الكبير والجميل».
جاء التصويت النهائي، بأغلبية 218 صوتاً مقابل 214، على أسس حزبية في الغالب، بعد بذل رئيس مجلس النواب جهوداً مضنية ليلاً ونهاراً لقمع المعارضة في صفوفه، والتي هددت حتى اللحظة الأخيرة بعرقلة تشريع الرئيس البارز.
بموافقة جميع الجمهوريين باستثناء اثنين، ومعارضة موحّدة من الديمقراطيين، أجاز هذا الإجراء إحالة مشروع القانون إلى توقيع ترامب، مُلبياً بذلك الموعد النهائي الذي طالب به في 4 يوليو الموافق يوم عيد الاستقلال.
يُمدد التشريع التخفيضات الضريبية التي سُنّت عام 2017 والتي كان من المقرر أن تنتهي بنهاية العام، مع إضافة تخفيضات جديدة وعد بها ترامب خلال حملته الانتخابية، تشمل بعض الإكراميات وأجور ساعات العمل الإضافية، بتكلفة 4.5 تريليون دولار.
كما يزيد تمويل الدفاع وأمن الحدود، ويخفض نحو تريليون دولار من برنامج «ميديكيد»، مع مزيد من التخفيضات على المساعدات الغذائية للفقراء وغيرها من المساعدات الحكومية.
ويُلغي التشريع تدريجياً الإعفاءات الضريبية للطاقة النظيفة، التي أُقرت في عهد الرئيس السابق جو بايدن، والتي طالما استنكرها ترامب والجمهوريون المحافظون.
يتضمن مشروع القانون أيضا زيادة قدرها 5 تريليونات دولار في سقف الدين، وهو الأجراء الذي لا يرغب الجمهوريون عادة في دعمه ولكن كان ضرورياً لتجنب التخلف عن سداد الديون الفيدرالية في وقت لاحق من هذا العام.
قدّر العديد من الاقتصاديين في بنوك الاستثمار العالمية أن أكبر فوائده ستذهب إلى أغنى الأميركيين، الذين سيستفيدون من أكبر التخفيضات الضريبية.
وتوقع مكتب الميزانية في الكونغرس مؤخراً، وهو جهة غير حزبية، أن تخفيضات برنامج «ميديكيد»، بما في ذلك فرض شرط عمل صارم، قد تُفقد 11.8 مليون شخص إضافي تأميناً صحياً بحلول عام 2034.
وكان المكتب، الذي يدرس نسخاً سابقة من مشروع القانون، حذّر أيضاً من خسائر كبيرة في مزايا قسائم الطعام، التي ستتضمن متطلبات عمل جديدة، ما يهدد بترك ملايين الأشخاص دون مزايا.
في الوقت نفسه، وخلافًا لادعاءات الجمهوريين بخفض العجز، أفاد مكتب الميزانية بأن هذا الإجراء سيزيد الدين الوطني المرتفع أصلاً بما لا يقل عن 3.4 تريليون دولار على مدى عقد من الزمن.
تُظهر استطلاعات الرأي، وفقاً لوسائل الإعلام الأميركية، أن مشروع القانون لا يحظى بشعبية كبيرة، وقد أدانه الديمقراطيون بشدة باعتباره خطوة لتقليص برامج حكومية حيوية لتمويل الإعفاءات الضريبية لأغنى الأميركيين.
في خطاب ختامي بقاعة مجلس النواب، والذي امتد لأكثر من ثماني ساعات ونصف الساعة، محطماً الرقم القياسي للغرفة ومؤخراً التصويت النهائي حتى وقت متأخر من بعد الظهر، هاجم زعيم الأقلية النائب الديمقراطي حكيم جيفريز من نيويورك هذا الإجراء ووصفه بأنه «رجس مقزز» من شأنه أن يؤذي الأميركيين.
وفيما يُشبه محاولة أخيرة من المعارضة الديمقراطية لمشروع القانون، أمضى جيفريز وقتاً طويلاً في قراءة شهادات من أميركيين قالوا إنهم يعتمدون على برنامج «ميديكيد»، وبرنامج المساعدة الغذائية التكميلية، وغيرها من المساعدات الحكومية، وخشوا من أن تُؤثر التخفيضات سلباً على حياتهم.
شدد جيفريز على أن العديد من هذه الرسائل وردت من أشخاص يعيشون في دوائر انتخابية جمهورية، وهي من أبرز أهداف الديمقراطيين في انتخابات التجديد النصفي.
وقال: «يُمثل هذا القانون اعتداءً شاملاً على الرعاية الصحية لشعب الولايات المتحدة الأميركية، دافعي الضرائب الأميركيين الفقراء هؤلاء هم من يجب أن ندعمهم، ونعمل جاهدين على رفع معنوياتهم لكنهم في الواقع ضحايا هذا التشريع».
دخل مجلس النواب في حالة شلل يوم الأربعاء وحتى صباح الخميس في الساعات التي سبقت الإجراء النهائي، حيث امتنع عدد قليل من الجمهوريين عن التصويت لطرح الإجراء.
كان ترامب، الذي التقى بالجمهوريين المتمردين طوال يوم الأربعاء للضغط عليهم لدعم الإجراء، قد تدخل من خلال منشورات غاضبة على وسائل التواصل الاجتماعي، مهدداً أي منشقين بعدم دعمهم حزبياً.
في النهاية، حقق رئيس المجلس الجمهوري انتصارا، وهو الأحدث في سلسلة من الحالات التي واجه فيها مقاومة داخل حزبه لأولوية تشريعية رئيسية لتحقيق فوز ضيق بمساعدة ضغوط كبيرة من ترامب.
أوضح محللو «غولد مان ساكس» في مذكرة، أن هذا المزيج من الجدل المثير بشأن الضرائب ومشروع ترامب الجديد إضافة للتعريفات يفتح مسارات أوسع لضعف الدولار ومنحنى أكثر انحداراً لسندات الخزانة الأميركية.
بينما توقع محللو «بنك الكومنولث الأسترالي» في مذكرة، أن يضعف الدولار مجددا عام 2026 بمجرد تلاشي الضبابية المحيطة بالرسوم الجمركية وانخفاض أسعار الفائدة الذي سيدعم انتعاش الاقتصاد العالمي، في حال تم إقرار مشروع الضرائب.
كتب خبير استراتيجيات العملات لدى بنك «يو.بي.إس» السويسري فاسيلي سيريبرياكوف، في مذكرة، إن تخفيض مودير للتصنيف نتيجة لتفاقم الديون كان العامل المحفز في وقت سابق الذي دفع عوائد سندات الخزانة للارتفاع والدولار للانخفاض.
كتب محللو «الكومنولث الأسترالي» في مذكرة: «لا نعتبر أن الدولار الأميركي، والأصول الأميركية عموماً، في بداية دوامة من الانهيار، إلا أنه لا ينكر أحد وجود أزمة ثقة حالياً في الأسواق خاصة مع مشروع الضرائب المثير للجدل».
كما أشاروا إلى أن مشروع قانون ترامب الضريبي سيضيف ما بين ثلاثة وخمسة تريليونات دولار إلى ديون البلاد، ويؤثر تضخم الديون والخلافات التجارية وضعف الثقة على الأصول الأميركية.
في الوقت ذاته، خفّضت وكالة «موديز» التصنيف الائتماني للولايات المتحدة يوم الجمعة الماضي، بسبب مخاوف من عجز الموازنة، وأرجعت ذلك إلى مخاوف بشأن تراكم ديون البلاد البالغة 36.2 تريليون دولار.
◄ مشروع «قانون ترامب الكبير الجميل» يزيد على 1000 صفحة، ويدعو إلى تخفيضات ضريبية تبلغ حوالي 3.8 تريليون دولار، ومعظمها سيأتي من خلال تمديد العديد من التخفيضات الضريبية التي أعلن عنها ترامب خلال رئاسته الأولى في عام 2017.
◄ لتعويض الإيرادات المفقودة جزئياً، اقترح الجمهوريون التخلص التدريجي أو إلغاء الاعتمادات الضريبية للطاقة النظيفة، التي تم تمريرها خلال رئاسة جو بايدن.
◄ يتضمن ذلك زيادة مؤقتة في الخصم القياسي، وزيادة 1000 دولار للأفراد، ليصل إلى 16000 دولار، ومكافأة قدرها 2000 دولار للمتقدمين المشتركين، ليصل إلى 32000 دولار.
◄ يهدف مشروع القانون أيضاً إلى زيادة الائتمان الضريبي للأطفال مؤقتاً بمقدار 500 دولار، ليصل إلى 2500 دولار للفترة من 2025 إلى 2028، ويشير إلى أن هذا الخصم سيساعد في خفض مبلغ الدخل الخاضع لضريبة الدخل.
◄ وفقاً للتشريع، سيُطلب من كبار السن الأميركيين حتى سن 64 عاماً، بدلاً من 54 عاماً، ممن يتمتعون بصحة جيدة وليس لديهم مُعالين، العمل أو المشاركة في برامج مجتمعية لمدة 80 ساعة شهرياً.
◄ سيُطلب من بعض آباء الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 7 سنوات استيفاء شروط العمل، وبموجب القانون الحالي، يُشترط أن يكون عمر الأبناء 18 عاماً.
◄ قدّر مكتب الميزانية في الكونغرس أن عدد المستفيدين من التأمين الصحي سينخفض بمقدار 8.6 مليون شخص مع التغييرات المختلفة على برنامجي ميديكيد وقانون الرعاية الصحية الميسرة.
◄ أشار التقرير إلى أن عدد المستفيدين من برنامج المساعدة الغذائية التكميلية (SNAP) سينخفض بمقدار 3 ملايين شخص شهرياً.
نشر البيت الأبيض مدونة بعنوان من المستفيد: «مشروع قانون واحد، كبير، وجميل يقدم إعفاءات ضريبية للعمال»
كتب في المدونة، يُقدّم مشروع القانون «الواحد، الكبير، الجميل» إعفاء للعمال من خلال جعل تخفيضات ترامب الضريبية لعام 2017 دائمة، ويتضمن أولويات الرئيس ترامب للأميركيين الكادحين: إلغاء الضرائب على الإكراميات، وأجور العمل الإضافي، وفوائد قروض السيارات، وإعفاء ضريبياً لكبار السن.
كما سيحصل العمال، الذين انخفضت قيمة أجورهم الحقيقية 3% بسبب الإنفاق الحكومي الضخم والتضخمي لبايدن، على إعفاء ضريبي قدره 1300 دولار.
ستعمل السياسات الداعمة للنمو، والتي تعمل على تعزيز الشركات الصغيرة والمصنعين والمزارعين أيضاً على زيادة الأجور الصافية بما يصل إلى 11600 دولار، وإنقاذ أو خلق 7.4 مليون وظيفة، بما في ذلك 1.1 مليون وظيفة في قطاع التصنيع.