تراجع علاوة المخاطر لانحسار التوترات السياسية
توقعات بتباطؤ نمو الطلب الأميركي مستقبلاً
عندما اندلعت حرب الـ 12 يوماً بين إسرائيل وإيران، توقع بنك «باركليز» البريطاني في مذكرة، حينذاك، أن أسعار النفط مرشحة للصعود في أسوأ السيناريوهات إلى مستويات قرب 100 دولار للبرميل، وبعد إنقضاء الحرب عدل البنك من توقعاته لسعر البرميل خلال 2025 إلى مستويات قرب 66 دولاراً.
في مذكرة بحثية صدرت حديثاً، عدّل اقتصاديو «باركليز» توقعاتهم لسعر خام برنت بالزيادة، لترتفع تقديرات البنك لعام 2025 بمقدار 6 دولارات ليصل إلى 72 دولاراً للبرميل، وتقديراته لعام 2026 بمقدار 10 دولارات ليصل إلى 70 دولاراً للبرميل.
في ذروة الصراع الإيراني الإسرائيلي، رجحت بنوك عالمية أن يقفز سعر البرميل إلى مستويات 130 دولاراً للبرميل، ولكن مع نجاح إعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، هدأت مخاوف الأسواق من انقطاع أو تعثر الإمدادت، سواء كان التراجع نتيجة لتقليص الإمدادات أو إغلاق مضيق هرمز.
كتب اقتصاديو بنك «باركليز» في المذكرة التي صدرت، مساء أمس الخميس: «يعكس هذا التعديل تحسناً في توقعات الطلب، على الرغم من انحسار التوترات الجيوسياسية الأخيرة، وانخفاض علاوة المخاطر التي كانت تدفع الأسعار إلى الارتفاع سابقًا».
كانت بنوك استثمار مثل «غولدمان ساكس» و«باركليز بنك»، قدرت علاوة مخاطر انقطاع الإمدادات أو تعطلها جراء الحرب التي اندلعت، في 12 يونيو، بحوالي 5 إلى 10 دولارات، وهى العلاوة التي تلاشت مع إعلان وقف إطلاق النار.
وفقًا لخبراء بنك «باركليز»، «على الرغم من توقعات نمو إنتاج أوبك+، فقد انخفضت مخزونات النفط الخام العالمية في الربع الثاني».
كتب خبراء البنك في مذكرة حديثة: «يؤدي الطلب العالمي القوي على النفط، وضعف نمو المعروض من الدول غير الأعضاء في أوبك، إلى تضييق توازن السوق».
تتزامن توقعات «باركليز» المتفائلة بشأن زيادة الطلب مع توقعات مماثلة صدرت عن وكالة الطاقة الدولية (IEA) تقديراتها الأساسية للطلب مؤخرًا.
بدأ تحالف «أوبك+» مناقشات حول إقرار زيادة رابعة لسقف الإنتاج في أغسطس المقبل، بواقع 411 ألف برميل، وذلك قبل اجتماع الدول الثماني المقرر عقده خلال عطلة نهاية الأسبوع.
عدّل «باركليز» توقعاته لنمو الطلب العالمي على النفط بزيادة قدرها 260 ألف برميل يومياً، وتأتي معظم هذه الزيادة من دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، حيث تجاوز الطلب التوقعات.
أما بالنسبة للولايات المتحدة، فيتوقع اقتصاديو «باركليز» الآن زيادة قدرها 130 ألف برميل يومياً في الطلب على النفط هذا العام، بزيادة قدرها 100 ألف برميل يوميًا عن التقديرات السابقة، وذلك بسبب عوامل الطقس السابقة، في الوقت ذاته توقع اقتصاديو «باركليز» أن يتباطأ نمو الطلب في الولايات المتحدة مستقبلًا.
على صعيد العرض، أشار اقتصاديو «باركليز» إلى انه بينما قد تواصل «أوبك+» تسريع وتيرة التراجع عن تخفيضات الإنتاج الطوعية، قد يتأخر نمو الإنتاج الفعلي. يواجه بعض أعضاء «أوبك+» ضغوطًا للحد من الإنتاج لتعويض فائض الإنتاج السابق.
لفت اقتصاديو «باركليز» إلى أنه، خلال الفترة من مارس إلى مايو 2025، زادت «أوبك+» هدفها الإنتاجي بمقدار 5.48 مليون برميل يومياً، إلا أن الإنتاج الفعلي ظل ثابتاً، محققاً بذلك التزاماً أعلى بشكل عام.
تصنف توقعات بنك «باركليز» بالمتفائلة مقارنة بتوقعات بنك «مورغان ستانلي» الأميركي الذي افتتح خفض توقعات أسعار النفط، إذ كتب محللو البنك في مذكرة حديثة أنه من المتوقع وصول سعر خام برنت إلى 60 دولاراً للبرميل بحلول أوائل العام المقبل (2026).
توقع المحللون لدى «مورغان ستانلي» أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 57.50 دولار للبرميل خلال النصف الثاني من 2025، وأن يتراجع إلى مستويات بين 55 دولاراً، و60 دولاراً للبرميل في النصف الأول من 2026.
في الوقت ذاته حذّر محللو «مورغان ستانلي» من أن هذه القوة قد تتلاشى بنهاية العام مع تزايد تأثير الرسوم الجمركية الأميركية، وارتفاع إمدادات النفط من خارج «أوبك+».
توقع محللو بنك «مورغان ستانلي» في مذكرة منفصلة أن يواصل تحالف «أوبك+» زيادة إنتاجه النفطي خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، ما يعني أن الخفض الكامل البالغ 2.2 مليون برميل يومياً سيلغى بالكامل بحلول أكتوبر»، وهو ما سيسهم في دفع أسعار النفط إلى مستويات أدنى.
كتب المحللون، ومن بينهم مارتن راتس، في المذكرة أن 8 أعضاء رئيسين في تحالف «أوبك+»، كانوا قد خفضوا إنتاجهم طوعاً في نوفمبر 2023، أعلنوا، الشهر الماضي، عن استعادة جزء من تلك التخفيضات للمرة الرابعة على التوالي.
توقع محللو بنك «مورغان ستانلي» نمواً قوياً في الإمدادات من الدول غير الأعضاء في أوبك خلال الفترة 2025-2026 بنحو مليون برميل يومياً، وهو ما يكفي لتلبية نمو الطلب خلال تلك الفترة.
بعدما اندلعت حرب الـ 12 يوماً بين إسرائيل وإيران، توقع «باركليز» ارتفاع أسعار الخام إلى مستويات 85 دولاراً للبرميل إذا ما انخفضت الصادرات الإيرانية إلى النصف تقريباً.
كتب خبراء «باركليز» في المذكرة، حينذاك، أنه «من المرجح أن تتجاوز أسعار النفط مستويات 100 دولار للبريمل في أسوأ السيناريوهات، وهو اندلاع حرب أوسع نطاقاً».
في منتصف يونيو، ومع تصاعد المواجهات بين إسرائيل وإيران، قدّر خبراء بنك «جيه.بي مورغان» أن أسعار النفط قد ترتفع إلى ما بين 120 و130 دولاراً للبرميل في أسوأ السيناريوهات التي تتضمن توسع الصراع في المنطقة، بما يشمل إغلاق مضيق هرمز.
بينما قال بنك «غولدمان ساكس» إن خام برنت قد يصل إلى ذروته لفترة وجيزة عند 110 دولارات للبرميل إذا انخفضت تدفقات النفط عبر الممر المائي الحيوي إلى النصف لمدة شهر، وإذ ظلت منخفضة بنسبة 10 % خلال 11 شهرا التالية.