السوق تعيد تقييم ارتفاع مخزونات واشنطن
ترقب لزيادة جديدة محتملة في إنتاج «أوبك+»
تخلت أسعار النفط عن ارتفاعاتها الكبيرة أمس الأربعاء، لتستهل تعاملات اليوم على تراجع ملحوظ مع استيعاب الأسواق وتقييم المتداولين لتطورات مفاوضات الملف النووي الإيراني.
في غضون ذلك، عاد المتداولون لتسعير الزيادة المفاجئة في مخزونات النفط الأميركية جنباً إلى جنب، وترقب السوق لزيادة جديدة في إنتاج «أوبك+» في الاجتماع المزمع عقده هذا الأسبوع.
◄ انخفضت العقود الآجلة لخام برنت تسليم سبتمبر ما يقرب من 0.6 دولار أو ما يعادل 0.8%، لتبلغ مستويات قرب 68.4 دولار للبرميل، بحلول الساعة 6:00 صباح اليوم بتوقيت غرينتش.
◄ نزلت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم أغسطس بمقدار 0.65 دولار في البرميل أو ما يعادل 0.9% لتصل إلى مستويات 66.8 دولار للبرميل.
◄ عند نهاية تعاملات أمس صعد خام برنت دولارين بما يعادل 3% وسجل عند التسوية 69.11 دولار للبرميل، وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميريكي دولارين أو 3.1 % إلى 67.45 دولار للبرميل.
◄ في الأسبوع الماضي، سجل الخامان القياسيان «برنت وغرب تكساس» الأسبوع الماضي أكبر خسائرهما الأسبوعية منذ مارس 2023، بعدما فقدا ما يقرب من 13%.
ارتفع الخامان القياسيان أمس الأربعاء، بقوة بعد تعليق إيران تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، ما أثار المخاوف من أن الخلاف القائم حول البرنامج النووي الإيراني قد يتحول مجددا إلى نزاع مسلح.
وبدأت إيران أمس، تطبيق قانون ينص على أن أي تفتيش مستقبلي للمواقع النووية من وكالة الطاقة الذرية يتطلب موافقة المجلس الأعلى للأمن القومي في طهران.
في الوقت ذاته، اتهمت طهران الوكالة بالانحياز إلى الدول الغربية، وتقديم ما يبرر الضربات الجوية الإسرائيلية، وردت الولايات المتحدة بشجب القرار الإيراني في إشارة إلى احتمال تجدد الصراع.
كتب محلل السلع الأولية لدى «يو.بي.إس» جيوفاني ستونوفو في مذكرة: «تعكف السوق على تقييم نوع من علاوة المخاطر الجيوسياسية بعد خطوة إيران بشأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لكن الأمر يتعلق فقط بالمعنويات، ولا توجد أي اضطرابات تؤثر على النفط».
قالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية، إن مخزونات الخام المحلية ارتفعت 3.8 مليون برميل إلى 419 مليوناً الأسبوع الماضي، على النقيض من توقعات انخفاضها 1.8 مليون برميل.
وتراجع الطلب على البنزين إلى 8.6 مليون برميل يومياً ما أثار مخاوف بشأن الاستهلاك في ذروة موسم القيادة بالصيف في الولايات المتحدة.
كتب مدير شؤون عقود الطاقة الآجلة في بنك «ميزوهو» بوب يوجر: «خلال فصل الصيف، تسعة ملايين برميل يومياً هو الحد الذي تتم من خلاله معرفة حالة السوق، نحن حالياً عند أقل بكثير من ذلك، وهذه ليست علامة جيدة».
دعم ارتفاع الأسعار أمس، إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووسائل علام رسمية فيتنامية إن الولايات المتحدة وفيتنام توصلتا إلى اتفاق تجاري يفرض رسوما جمركية 20% على كثير من صادرات الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا بعد مفاوضات في اللحظات الأخيرة.
كتب محللون في شركة استشارات الطاقة «ريتربوش آند أسوسيتس» في مذكرة: «اتفاق الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة وفيتنام اليوم عزز فيما يبدو الإقبال على المخاطرة».
وفقاً لتقارير من المتوقع أن يتجه «أوبك+» لاتخاذ قرار بزيادة الإنتاج 411 ألف برميل يومياً الشهر المقبل عندما يجتمع في 6 يوليو، وهو نفس مقدار الزيادات التي تبناها لمايو ويونيو ويوليو.
في غضون ذلك، كتبت كبيرة محللي السوق لدى «فيليب نوفا» للوساطة بريانكا ساشديفا في مذكرة، إن السوق أخذت في حسبانها بالفعل احتمال ارتفاع إمدادات «أوبك+» ومن المستبعد أن تتفاجأ الأسواق قريبا مرة أخرى.
تترقب السوق تقرير الوظائف الشهري الرئيس في الولايات المتحدة اليوم الخميس، لرسم توقعات حول مسار أسعار الفائدة الأمريكية في النصف الثاني من العام.
كتب المحلل لدى «آي.جي» بنك توني سيكامور في مذكرة، أن بيانات الوظائف غير الزراعية الأميركية المقرر صدورها الخميس، ستؤثر على التوقعات بشأن مدى وتوقيت خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي «البنك المركزي الأميركي» أسعار الفائدة في النصف الثاني من هذا العام.
يؤدي انخفاض أسعار الفائدة إلى تحفيز النشاط الاقتصادي، الأمر الذي سيعزز بدوره الطلب على النفط.
أظهر تقرير التوظيف الصادر عن مؤسسة «إيه.دي.بي» للأبحاث أمس، أن عدد وظائف القطاع الخاص في الولايات المتحدة هبط 33 ألف وظيفة في يونيو، مسجلاً أول انخفاض في أكثر من عامين.