الترخيص لمنتجي الإيثان والرقائق بالتصدير إلى بكين
واشنطن تتجه إلى فرض ضريبة 10% على 100 دولة
في الوقت الذي يلوح فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإطلاق وابل من رسائل تحديد التعريفات الجديدة لنحو 170 دولة في العالم تضم أبرز الحلفاء التجاريين، يأتي التقارب بين قطبي الاقتصاد العالمي بكين وواشنطن وسط تقدم ملحوظ لاتفاق تجاري كبح اندلاع حرب حمائية بين القطبين.
ففي أحدث تهديداته إلى خصومه وشركائه في آنٍ واحد، أكد ترامب أنه لا يعتزم تأجيل أو تمديد مهلة سريان التعريفات الجمركية التي أطلق عليها تعريفات «يوم التحرير» وهي المهلة التي تنتهي، يوم الأربعاء المقبل 9 يوليو الحالي، مهدداً بوابل يومي من الرسائل التي تحدد التعريفات الجديدة.
بالمقابل، في أحدث إجراء يبرز سعي واشنطن لتهدئة حرب التعريفات مع الصين، رفعت الولايات المتحدة حظر تصدير قطاع غيار وتقنيات محركات الطائرات الأميركية الصنع إلى الصين.
وفقاً للأنباء، أبلغت وزارة التجارة الأميركية شركة «جنرال إلكتريك» بإمكانية استئناف شحن وتوريد المحركات لشركة صناعة الطائرات التجارية الصينية المملوكة للدولة «كوماك».
وكانت التراخيص المفروضة على «جنرال إلكتريك» تؤثر على المحركات المباعة لشركة «كوماك»، وهي شركة تصنيع طائرات مملوكة للدولة في الصين، والتي تريد المنافسة ضد شركات صناعة الطائرات المهيمنة، مثل: «إيرباص» و«بوينغ».
في إشارة إضافية، على تحسن العلاقات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، ذكرت شركات أميركية هذا الأسبوع أن الحكومة ألغت القيود على تصدير برمجيات تصميم الرقائق إلى الصين.
وفي بيان صادر عن «سيمنس»، تلقت شركة التكنولوجيا الألمانية إشعاراً من الحكومة الأميركية يفيد برفع القيود المفروضة على تصدير برمجيات تصميم الرقائق إلى الصين.
ووفقاً للبيان، فإن «سيمنس» استعادت إمكانية تصدير برامجها وتقنياتها للعملاء الصينيين كاملاً.
وأمس الأول، أرسلت الحكومة الأميركية خطابات إلى منتجي الإيثان في البلاد حول إلغاء متطلبات الترخيص للشحن للصين، ما يسمح بالتسليم لموانئ البلاد دون الحصول على موافقات إضافية، لإلغاء شرط الترخيص على الصادرات إلى الصين الذي فُرض الشهر الماضي.
في بارقة أمل لإنهاء حرب التعريفات والرسوم الجمركية المضادة بين أكبر اقتصادين في العالم، أعلن البيت الأبيض، نهاية الأسبوع الماضي، عن توصل الولايات المتحدة إلى اتفاق مع الصين لتسريع شحنات المعادن النادرة، وسط جهود لإنهاء الحرب التجارية.
ولفت وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك إلى إلغاء التدابير المضادة الأميركية بمجرد حصول الولايات المتحدة على المعادن النادرة.
جاء ذلك بعد توصل واشنطن إلى اتفاق مع بكين بشأن كيفية تسريع شحنات المعادن الأرضية النادرة إلى الولايات المتحدة.
رجح وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت فرض رسوم تعريفة جمركية تبادلية بنسبة 10% على حوالي 100 دولة، وذلك مع قرب انتهاء مهلة التفاوض التي حددها الرئيس دونالد ترامب.
كما توقع الإعلان عن مجموعة صفقات تجارية قبل نهاية المهلة، موضحاً أن الأمر يتوقف على معرفة كيف يعتزم الرئيس التعامل مع الدول المُفاوضة، وما إذا كان راضياً عن نواياها.
في الوقت الراهن، تُجري واشنطن مفاوضات مع أكثر من 12 دولة، منها الهند واليابان إضافة إلى الاتحاد الأوروبي، بعد توصلها إلى اتفاقيات مع كل من: الصين، والمملكة المتحدة، وفيتنام.
قال ترامب للصحفيين، أثناء مغادرته واشنطن لحضور فعالية في ولاية أيوا: «من المحتمل أن نرسل بعض الرسائل، بدءاً من الجمعة على الأرجح، ربما 10 رسائل يومياً إلى مختلف الدول نذكر فيها ما سيدفعونه مقابل التعامل التجاري مع الولايات المتحدة».
كان ترامب هدد منذ فترة طويلة بأنه إذا فشلت الدول في التوصل إلى اتفاقيات مع الولايات المتحدة قبل الموعد النهائي في الأسبوع المقبل، فإنه سيفرض عليها ببساطة أسعار فائدة، ما يزيد من المخاطر بالنسبة لشركاء التجارة الذين سارعوا إلى تأمين اتفاقيات مع إدارته.
قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إنه من المستحيل التوصل إلى اتفاق تجاري نهائي مع الولايات المتحدة قبل انتهاء مهلة المفاوضات التي حددها الرئيس دونالد ترامب في 9 يوليو الحالي.
وأضافت في مؤتمر صحفي، أمس الخميس، أن الطرفين يتطلعان إلى التوصل لاتفاق مبدئي أقل تفصيلاً في المرحلة الحالية.
لكنها جزمت بالمقابل بصعوبة التوصل إلى صيغة اتفاق نهائي لأن حجم التبادل التجاري بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأكبر على مستوى العام، إذ يبلغ 1.5 تريليون يورو «1.76 تريليون دولار» سنوياً.
في الوقت ذاته لم تكن العلاقات الوطيدة بين واشنطن من جانب وسيؤول وطوكيو كافية لتجنيب الحليفين الاستراتيجيين للولايات المتحدة التعريفات الجمركية.
فقد أوضح الرئيس الكوري الجنوبي لي جاي ميونغ أمس، إن إدارته تبذل أقصى ما في وسعها للتوصل إلى اتفاق، قائلاً: «لا أستطيع الجزم بأننا سنتمكن من إنهاء كل شيء بحلول الموعد النهائي».
بينما أشار ترامب، هذا الأسبوع، عبر منصته «تروث سوشيال»: إلى اليابان بصفتها واحدة من الدول المحتملة التي من المقرر أن تتلقى الرسالة تقول: «عزيزتي اليابان: ستدفعون تعريفة جمركية بنسبة 25% على سياراتكم وتعريفات أخرى تصل إلى 35%».