ووفق إحصاءات رسمية فإن نسبة الغازات الدفيئة الناتجة عن صناعة السياحة تصل إلى 8% على هذا الكوكب، ومعرضة بشدة للزيادة في ظل توقعات منظمة السياحة العالمية بأن عدد السياح سيبلغ حوالي 1.8 مليار سائح بحلول عام 2030.
وحول كيفية الحفاظ على البيئة مع الاستمرار في السفر، تحدثت "إرم الاقتصادية" إلى مختصين حول أضرار السفر، وكذلك كيفية تقليل انبعاثات الكربون خلال أي رحلة، إضافة إلى سبل ترسيخ مفهوم السياحة البيئية.
وأكد روبتر داون، مسؤول بالمكتب السياحي "لويس ترافل"، أن السياحة البيئية، التي تسمى أيضاً السياحة الخضراء، تقدم نهجا للسفر يحترم البيئة والسكان المحليين.
ونصح الكثيرين الراغبين في قضاء عطلات واقعية ومريحة بالاتجاه للسياحة البيئية، مؤكدا أنها تساهم في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري وفي حماية التنوع البيولوجي وحسن التصرف محليا بهدف الحفاظ على كوكبنا.
وحول مفهوم السياحة البيئية، لفت إلى أنه ظهر في السبعينيات في كوستاريكا، بعد أن تفهم السياح ضرورة الحفاظ على البيئة، ورأى أن أساسيات السياحة البيئية تستند على نهج مسؤول بهدف الحفاظ على التنوع البيولوجي والمحافظة على الطبيعة.
وأضاف: "في عام 1992 حددت الجمعية الدولية للسياحة البيئية السياحة الخضراء بأنها شكل من أشكال السفر المسؤول في المناطق الطبيعية، والذي يساهم في حماية البيئة ورفاهية السكان المحليين".
والتسميات لهذا النوع من السفر عديدة، ومنها السياحة المسؤولة، والسفر البطيء، والسياحة المستدامة، والسياحة الريفية، والسياحة التضامنية، ولكن في النهاية، السياحة البيئية هي جزء من كل هذه التسميات، بحسب المصدر ذاته.
من جهته، قال أدريا ديمي، المسؤول في ألفا تورز، إن تحديات السياحة البيئية عديدة، ومنها زيادة الوعي وتثقيف المسافرين حول التأثير الإيجابي للسياحة الخضراء وتقليل بصمة السياح على البيئة.
وأشار إلى أنها تخلق فرص عمل للسكان المحليين، مع الحفاظ على المناطق المحمية وتكاثرها، وحماية الطبيعة من خلال التمويل المباشر، والمشاركة في نشر الوعي بالقضايا الثقافية والبيئية للمناطق السياحية، فضلا عن تقليل الآثار الجسدية والاجتماعية والسلوكية والنفسية للسياحة على البيئة.
وأشار إلى أن السياحة تعد واحدة من أكبر الصناعات في العالم، لذلك فالسياحة البيئية حل ملموس، ويمكن أن تساهم بفعالية في التنمية المستدامة التي يحتاج إليها كوكبنا، فهي تؤثر على الاقتصاد المحلي وتدفع نحو الحفاظ على الطبيعة وحماية النظام البيئي.
وحول بعض الطرق لممارسة السياحة الخضراء والسفر بطريقة بيئية، قال إنه لا بدّ من اختيار وسيلة النقل المناسبة، فمن المعروف أن الطائرة ليست أكثر وسائل النقل المناسبة للبيئة، لذلك عندما تختار السياحة البيئية، قد يكون من الحكمة الحد من سفرك بالطائرة واختيار الرحلات الجوية المباشرة، أي من دون التوقف في المطارات، عندما يكون ذلك ممكناً، وهذه الطريقة هي أقل استهلاكاً للطاقة وتوفر لك وقتاً ثميناً.
ودعا أيضا إلى اختيار القطار عندما يتعين عليك السفر إلى مناطق تصلها القطارات، وغالبا ما يكون هذا هو الحل الأكثر ملاءمة للبيئة لرحلات المسافات المتوسطة، وعلى سبيل المثال، ينتج عن رحلة بالقطار أقل 20 مرة من ثاني أكسيد الكربون مقارنة بالطائرة، وأقل 40 مرة من السيارة.
ولتعويض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الناتجة عن السفر الجوي، يمكن المشاركة في برامج لتعويض الكربون واتخاذ إجراءات فعالة لصالح المناخ، كما يمكن مشاركة الجمعيات أو الشركات التي تزرع الأشجار وتحمي الغابات وتستثمر في الطاقة الخضراء، وفقاً لديمي.