وبشكل خاص، بدأ الأميركيون الشباب يشعرون بوطأة التضخم، إذ اعتبر 54% منهم أن ارتفاع تكاليف الغذاء كان أكثر ما ألحق بهم الضرر، وفقا لشبكة "سي إن بي سي" الأميركية.
وتأتي هذه النتائج ضمن استطلاع أجرته "سي إن بي سي" وشركة Generation Lab، والذي استطلع آراء 1033 شخصاً تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عاماً.
وعندما سُئلوا عن الجانب الذي أثر فيه التضخم في ميزانيتهم الشخصية أكثر من غيره، اختار المشاركون الطعام بهامش كبير.
وتفصيلا، قال 54% من المشاركين إن تكاليف الغذاء هي أكثر ما تسبب في ضرر لميزانياتهم الشخصية، فيما اعتبر 22% منهم أن نفقات الإيجار هي العائق الأكبر وسط ارتفاعات التضخم.
ومن جهة أخرى، يرى 10% من المشاركين في الاستطلاع أن الإنفاق التقديري هو أكثر ما يضر الميزانية الشخصية لهم، بينما قال 6% منهم إن الرعاية الصحية تسببت في أكبر الأضرار، واعتبر 5% من المشاركين أن نفقات المرافق هي المتهم الأكبر في الأضرار.
وتباطأ معدل التضخم الإجمالي في أميركا منذ أن بلغ ذروته على أساس سنوي بنسبة 9.1% في يونيو 2022، لكن أحدث البيانات المتاحة من مؤشر أسعار المستهلك، والذي يتتبع أسعار السلع والخدمات مع مرور الوقت، توضح أن التضخم يواصل الارتفاع بمعدل 3.5% على أساس سنوي اعتبارا من مارس الماضي، وفقا للشبكة الأميركية.
كما وجد استطلاع أجرته شركة Intuit Credit Karma، مؤخراً، أن تكاليف الاقتراض المرتفعة تعتبر عاملاً آخر يؤدي إلى شعور الشباب بالتوتر، حيث زاد متوسط رصيد بطاقة الائتمان للجيل Z وجيل الألفية بنسبة 62% و50% على التوالي، بين مارس 2022 وفبراير 2024.
ووفقا لـ"سي إن بي سي"، فإنه ليس من المستغرب أن تكون تكاليف الغذاء هي الأكثر تأثيراً على الشباب، إذ ارتفعت بنسبة 25% في السنوات الأربع الماضية، مقارنة بنسبة 21% لجميع العناصر التي يتتبعها مؤشر أسعار المستهلك.
وفي حين أن نمو الأجور تجاوز التضخم منذ أوائل عام 2023، إلا أنه كان من الصعب تجاهل الارتفاع الكبير في أسعار البقالة والمواد الغذائية الجاهزة على مدى السنوات الأربع الماضية، خاصة بالنسبة لأصحاب الدخل المنخفض.
ويكسب العمال الأصغر سنا أموالا أقل لأنهم في مرحلة مبكرة من حياتهم المهنية، لذلك يمكن للنفقات الضرورية مثل تكاليف الطعام أن تأخذ حصة أكبر في ميزانيتهم الإجمالية.
وفي هذا السياق، قالت كارلا آدامز، وهي خبيرة ومخططة مالية: "كانت الطريقة التي اعتاد الناس بها على خفض الإنفاق على الطعام هي تناول كميات أقل من الطعام بالخارج. لا يزال هذا خيارا بالطبع، ولكن مع ارتفاع تكلفة البقالة، يشعر الناس بمزيد من الضغط".
وبالتالي فإن تكاليف الغذاء قد تكون محسوسة على أساس يومي، مقارنة على سبيل المثال بتكاليف الإيجار، التي ارتفعت أيضاً بشكل كبير في السنوات الأربع الماضية.
كما أثرت تكاليف الغذاء المتزايدة على السلع الأساسية المنخفضة التكلفة مثل الوجبات السريعة، والتي تجاوزت أسعارها مؤخراً المعدل الإجمالي للتضخم.
وأضافت آدامز: "يحتاج الجميع إلى تناول الطعام كل يوم، وأي شيء يتجاوز خطوة الميكروويف هو متعة صغيرة كانت في متناول الكثيرين دون إنفاق الكثير من المال -الآن- الأمر ليس كذلك".