وصرحت شركة "آب في" (AbbVie) المختصة ببيع مواد البوتوكس والجوفيديرم أن الطلب تراجع خلال الأشهر الستة الأخيرة من عام 2022، لكن الإيرادات ارتفعت بنسبة 17% العام الماضي.
وأكدت كاري ستروم، رئيسة قسم Global Allergan Aesthetics في شركة "آب في" أنه: "قد تكون هناك بعض الضغوط على المدى القصير على المرضى الجدد الذين يدخلون هذه الفئة، لكن قاعدة المرضى تزداد ضخامة تدريجياً من المرضى المستمرين أوالحاليين، حيث ينظرون إلى الأمر على أنه جزء من روتين حياتهم.
كان هناك حوالي 3.6 مليون حالة حقن بـ توكسين البوتولينوم لأغراض تجميلية في عام 2021، بزيادة قدرها 40% عن عام 2020، وفقًا للجمعية الأميركية لجراحة التجميل، ويدفع العملاء، ومعظمهم من النساء، 450 دولارًا في المتوسط لكل حقنة نقدًا.
حتى مع تهديد الركود، وعمليات التسريح المستمرة في قطاعي التكنولوجيا والإعلام، وشهور من التضخم القياسي، لا يوجد من يتوقع تراجع مبيعات حقن البوتوكس أو زيومين أو ديسبورت، إذ تتمتع هذه المنتجات بقوة البقاء التي تشبه عادات الإنفاق الأساسية لدى العديد من مستخدميها.
وتقول دانا بيركويتز، الأستاذة في قسم علم الاجتماع ودراسات المرأة في جامعة ولاية لويزيانا: "لقد أصبح إدمانًا نفسيًا بمعنى أنك تعتاد على رؤية وجهك بطريقة مختلفة تمامًا، وربما تنظر إليه أيضًا على أنه استثمار في صحتك، مثل عضوية النادي الرياضي".
حصل مستحضر البوتوكس على الموافقة أول مرة من قبل "إدارة الغذاء والدواء" (FDA) لاستخدامه في مستحضرات التجميل عام 2002. وعلى مدى السنوات ال 20 الماضية، أصبح عنواناً تقليدياً لأي نوع من الحقن.
وحققت أعمال البوتوكس التجميلية لشركة "آب في" مبيعات بقيمة 2.6 مليار دولار في عام 2022، بزيادة قدرها 17% عن عام 2021، حتى عندما حذر المديرون التنفيذيون المستثمرين من تباطؤ العلاجات التجميلية التي بدأت في الربع الثاني من العام الماضي.
ومنذ ذلك الحين، ظهرت سلسلة من المنافسين في السوق، كان آخرها مستحضر داكسيفاي Daxxify، وهو توكسين طويل الأمد طورته شركة ريفانس لمستحضرات التجميل التي حصلت على موافقة إدارة الغذاء والدواء في سبتمبر، ومستحضر Evolus ’EOLS Jeuveau في عام 2019.
تراجعت مبيعات البوتوكس خلال فترة الركود قبل عقد من الزمان، لكنها عادت إلى الارتفاع بحلول عام 2010 أو نحو ذلك، وفقًا لأوليفييه لوكلير، الشريك الكبير في شركة ماكينزي وشركاه التي استطلعت أواخر العام الماضي آراء 1500 بالغ في الولايات المتحدة حول ما إذا كانوا سيغيرون إنفاقهم على التجميل الطبي في حالة حدوث ركود.
وكان حوالي 80% من المشاركين في الاستطلاع يكسبون ما بين 25,000 دولار و 200,000 دولار في السنة، ووجدت ماكينزي أن 60% من الذين شملهم الاستطلاع سيخفضون الإنفاق بنحو 10%، كما وجد الاستطلاع أن 48% من المستهلكين قالوا إنهم سيستمرون في استخدام نفس العلامة التجارية، و 30% سيتحولون إلى علامة تجارية أرخص ثمناً، و16% سيحاولون خيارًا آخر مثل الليزر، بينما قال 6% فقط إنهم سيتوقفون عن استخدام مواد التجميل الطبية تمامًا.
في الوقت نفسه، فإن تطور إنستغرام من شبكة اجتماعية لمشاركة الصورالمختارة من عطلة نهاية أسبوع ممتعة إلى منصة مليئة بالإعلانات المليئة بالمشاهير والمؤثرين الذين يشاركون تفاصيل خياراتهم الجمالية الخاصة، يعد أيضاً عاملاً آخر في تطبيع الجماليات الطبية، كما هو الحال مع تطبيقات تيك توك وزوم بوم.
وقبل عشر سنوات، كان المستهلك النموذجي في أوائل الخمسينات من عمره، أما اليوم، من المرجح أن يكون في أوائل الأربعينات من العمر، وبات المزيج الاستهلاكي العام أوسع.
أجرت بيركويتز مؤخرًا مقابلات مع نساء في العشرينات من العمر يستخدمن البوتوكس والفيلر الجلدي، وقالت: "لقد أدهشني حقًا ارتياحهن للحقن وفكرة أن الوجه الذي ولدن به ليس الوجه الذي يجب أن يكون لديهن"، و “كل واحدة منهن قالت: ”أنا ألوم الإنستغرام، أنا ألوم كيم كارداشيان".
وأضافت أن "تطبيع فكرة البوتوكس والفيلر، أو الحقن بشكل عام، هو بالتأكيد أحد الأسباب التي تجعلنا لا نرى هذه الأرقام تتراجع من حيث الانكماش الاقتصادي".
في كل مرة يحدث فيها انكماش اقتصادي، ترى عناوين الصحف حول مؤشر أحمر الشفاه، وهي فكرة اقتصادية تشير إلى أن النساء يواصلن إنفاق المال أو زيادة الإنفاق على مستحضرات التجميل الصغيرة مثل أحمر الشفاه بدلاً من السلع ذات الأسعار الأعلى.
يقال إن المصطلح صاغه ليونارد لودر، الرئيس الفخري لـشركة استي لودر Estée Lauder EL، حول الانكماش في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، على الرغم من أنه من غير الواضح ما إذا كانت الفكرة لا تزال سارية.
أخبرت "آب في" المستثمرين مؤخرًا أن المستهلكين يتراجعون عن شراء العلاجات الأعلى سعرًا لمرة واحدة مثل نحت الجسم والفيلر، وتراجعت مبيعات جوفيديرم بنسبة 25.4% في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2022. لكن مبيعات البوتوكس ارتفعت بنسبة 2.6% خلال نفس الربع.
تقول إيكاترينا نيتشيفا، الأستاذة المساعدة في الإدارة والموارد البشرية في كلية إدارة الأعمال HEC باريس، التي نشرت بحثًا عن تأثير أحمر الشفاه: "جزء من أن النساء يلجأن إلى الماكياج خلال الظروف الاقتصادية السيئة يتعلق بمدى تكلفة هذه المنتجات التجميلية، إنها شيء يمكن للمرأة تحمله - حتى خلال فترة الركود".