تعريفات السيارات أكبر عقبة أمام التوصل إلى اتفاق مُرض
ترامب يوافق على صفقة «نيبون» و«يو إس ستيل»
بعد مفاجأة «نيبون» و«يو إس ستيل» تأمل طوكيو أن تشهد المفاوضات مع الحليفة الأولى واشنطن انفراجة حقيقة بعد جولات من المفاوضات المتعثرة بسبب الرسوم والتعريفات التي أقرها الرئيس الأميركي دونالد ترامب خصوصاً في صناعة السيارات، التي تعد إحدى أهم صادرات اليابان.
في تحول مفاجئ على غرار ما شهدته الاسواق من تراجع الرئيس ترامب عن تهديداته بشأن فرض رسوم جمركية على الاتحاد الأوروبي تصل إلى 50%، حدث سيناريو مشابه في ما يتعلق بالموافقة على صفقة استحواذ شركة «نيبون» اليابانية على «يو إس ستيل» الأميركية.
خلال الشهر الماضي عارض الرئيس الأميركي صفقة استحواذ «نيبون» اليابانية على «يو إس ستيل» الأميركي وقال إنها تهدد الصناعة والأمن الوقمي في الولايات المتحدة، وأكد عزمه على استعادة مجد الصناعة الأميركية التي كانت «يو إس ستيل» أحد رموزها التاريخية.
في غضون ذلك، أشار كبير المفاوضين التجاريين اليابانيين، ريوسي أكازاوا، إلى سعيه لحل محادثات التعريفات الجمركية في الوقت المناسب قبل اجتماع يونيو بين ترامب ورئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا.
جاءت تصريحات ريوسي أكازاوا، ذلك عقب التحول المفاجئ للرئيس للسماح بشراكة بين اثنتين من شركات صناعة الصلب في البلدين.
رغم أن اليابان كانت أول من بدأ محادثات التجارة الثنائية مع الولايات المتحدة، إلا أن مفاوضاتها يبدو أنها تعثرت، اكثر من مرة مع تصميم اليابان على الحصول على استثناء في تعريفات واردات السيارات.
الأسبوع الماضي كرر كبير المفاوضين التجاريين اليابانيين، ريوسي أكازاوا، طلب بلاده من الولايات المتحدة رفع الرسوم الجمركية على طوكيو.
وقال أكازاوا إن اليابان لن تتعجل في إبرام اتفاق تجاري إذا كان ذلك يعرض مصالح البلاد للخطر.
كما انخرطت طوكيو في محادثات تجارية مستمرة مع واشنطن، لكنها لم تشهد حتى الآن سوى تقدم ضئيل نحو إزالة جميع الرسوم الجمركية الأميركية.
تخضع اليابان لرسوم بـ25% على صادراتها من السيارات والصلب والألمنيوم إلى الولايات المتحدة، في حين تواجه السلع اليابانية أيضاً رسوماً جمركية «متبادلة» بـ24% والتي تم تعليقها مؤقتاً.
كما تخضع حليفة الولايات المتحدة الرئيسة لرسوم جمركية أساسية بـ10% فرضها ترامب على معظم الشركاء التجاريين.
في وقت سابق قال رئيس الوزراء شيغيرو إيشيبا أن حكومته لن تقبل أي اتفاقية تجارية أولية مع الولايات المتحدة تستثني اتفاقية بشأن إعفاء صادارات السيارات اليابانية من الرسوم الجمركية الإضافية.
أعلن ترامب يوم الجمعة عن شراكة بين شركة «يوناتييد ستيل الأميركية» Knited States Steel Corp، وشركة «نيبون ستيل» اليابانية Nippon Steel Corp اليابانية.
وأثار القرار صدمة في الأسواق بعد أن قال ترامب في وقت سابق إن «يونايتيد ستيل الأميركية» ستبقى شركة أميركية، التي كانت ذات يوم شركة شهيرة، في الولايات المتحدة، دون تقديم أي تفاصيل أخرى.
عقب القرار المفاجئ يوم الجمعة قفزت أسهم شركة «نيبون ستيل» Nippon Steel %7.4 في طوكيو، بينما ارتفعت أسهم شركة «يوناتييد ستيل الأميركية» 21% يوم الجمعة.
وافق الرئيس دونالد ترامب يوم الجمعة على صفقة اندماج بين شركتي «يو إس ستيل» و«نيبون ستيل» اليابانية، معلناً أن الشركتين ستشكلان ما وصفه بـشراكة بعد أن تم حظر عرض الشركة اليابانية للاستحواذ على منافستها الأميركية لأسباب تتعلق بالأمن القومي.
وقال ترامب في منشور على منصته للتواصل الاجتماعي «تروث سوشيال»: «ستكون هذه شراكة مخططا لها بين شركة (يو إس ستيل) وشركة (نيبون ستيل)، وستخلق ما لا يقل عن 70,000 وظيفة، وتضيف 14 مليار دولار إلى الاقتصاد الأميركي».
وأوضح أن المقر الرئيس لشركة «يو إس ستيل» سيبقى في بيتسبرغ، وأن الجزء الأكبر من الاستثمارات سيتم خلال الأربعة عشر شهراً المقبلة.
كان الرئيس جو بايدن قد منع شركة «نيبون ستيل» من الاستحواذ على «يو إس ستيل» مقابل 14.9 مليار دولار في يناير، مشيراً إلى مخاوف تتعلق بالأمن القومي، «إن الصفقة قد تشكل تهديداً لسلاسل التوريد الحيوية للولايات المتحدة».
غير أن ترامب أصدر في أبريل أمراً بمراجعة جديدة لعملية الاستحواذ المقترحة، ووجّه لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة لتحديد ما إذا كانت هناك حاجة لاتخاذ إجراءات إضافية بشأن هذه المسألة.