"عندما كانت الحدود مفتوحة، تم تشجيعنا كثيراً للمتاجرة مع القارة، وبالتالي أصبحت أعمالنا الآن تعتمد على السوق الأوروبية" بحسب كريغ مارشال، وهو صاحب مشتل مقيم في جنوب لندن.
واعرب عن مخاوفه مع صحيفة التايمز اليومية، يوم الثلاثاء، وهو اليوم الذي بدأت فيه الضوابط الجمركية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي حيز التنفيذ في المملكة المتحدة.
وأوضحت الصحيفة المحافظة أنه لا بد في نهاية الأمر من فحص الواردات التي تعتبر خطرة جداً، مثل الحيوانات الحية والبيض والبذور، وأن ثلث المنتجات ذات المخاطر المتوسطة، مثل منتجات الألبان والزهور، ستخضع لفحوصات عشوائية.
ومنذ ثلاثة أشهر، كان لا بدّ للشركات البريطانية من الحصول على شهادات صحية وغيرها قبل استيراد بعض السلع، وهذا كان يتطلب معاملات إدارية وتكاليف إضافية بحسب صحيفة "ذي غارديان" الأمر الذي دفع عدداً من الشركات لأوروبية على عدم التعامل مع المملكة البريطانية.
وتأتي هذه المرحلة الجديدة من العلاقة التجارية بين جانبي القناة متأخرة، أي بعد أكثر من ثلاث سنوات من الخروج الرسمي للمملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي.
وقالت صحيفة لندن اليومية: "لقد استفادت الشركات البريطانية من أربعة تأجيلات من أجل الاستعداد على أفضل وجه ممكن". ومن جانبهم، بدأ الأوروبيون بفحص البضائع القادمة من المملكة المتحدة في ربيع 2021.
وتتوقع الصحيفة، التي تنتقد بشدة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أن "هذه الفحوصات المادية ستسلل اضطرابات أكثر من الحصول على شهادات".
وسيتم حتماً احتجاز الشاحنات على الحدود. وفي عام 2021، عندما بدأ الاتحاد الأوروبي، أعرب المصدرون البريطانيون عن أسفهم لفقدان العديد من حاويات اللحوم التي تُركت لتتعفن في الموانئ الأوروبية.
وبالنسبة لصحيفة فاينانشيال تايمز، "كان من الممكن أن يكون أحد الحلول هو الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي على تنسيق المعايير المتعلقة بصحة الحيوانات، الأمر الذي كان من شأنه أن يقلل المشاكبل".
وتابعت الصحيفة الاقتصادية أن الاتحاد الأوروبي، على سبيل المثال، لديه اتفاق بهذا المعنى مع سويسرا، "لكن رئيس الوزراء ريشي سوناك يرفض السماع عن مثل هذا الترتيب".
ونتيجة لذلك، فتكلفة التجارة "سوف ترتفع، باعتراف السلطات نفسها"، حسبما قالت بأسف صحيفة ذي غارديان. والأمر نفسه سيحدث بالنسبة لأسعار الرفوف، حيث ارتفعت الأسعار بنحو 0.2%، بحسب تقديرات الحكومة المحافظة.
وذكرت صحيفة فايننشال تايمز أن المملكة المتحدة عازمة على استعادة السيطرة على حدودها، كما وعد مؤيدو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي خلال استفتاء عام 2016، وحتى لو كان ذلك يعني تحمل بعض المخاطر. ففي ميناء دوفر مثلا، ستتم عمليات التفتيش على بعد حوالي 35 كيلومتراً شمال غرب الميناء".
وتشعر سلطات الموانئ بالقلق إزاء الزيادة في الواردات غير القانونية من منتجات اللحوم التي لوحظت في الأشهر الأخيرة. وتبدو الحكومة، كما تقول صحيفة فاينانشيال تايمز، أكثر قلقاً في هذه المرحلة إزاء الصور السلبية المحتملة للاختناقات المرورية التي لا نهاية لها على الطريق السريع من إنشاء نظام مراقبة موثوق به.