من 0 إلى 100 كم/س خلال 6.1 ثانية، هذا هو الزمن الرسمي لتسارع سيارة BMW 330e الهجينة القابلة للشحن، وهي نتيجة لافتة لسيارة تُسوق على أنها وسيلة إنقاذ بيئية مع كل رحلة يومية.
لكن بينما تُظهر المواصفات الرسمية معدل انبعاثات يتراوح بين 27 و36 غراماً من ثاني أكسيد الكربون لكل كيلومتر، تكشف اختبارات القيادة الفعلية عن أرقام تتراوح بين 85 و114 غ/كم، أي ما يقارب 3 أضعاف المعدل المعلن. وهذه ليست مجرد فروقات هامشية، ولا تعد BMW استثناءً في هذا المجال.
فلماذا تواصل مبيعات هذه السيارات الارتفاع، متجاوزة في بعض الأحيان مبيعات السيارات الكهربائية بالكامل، رغم هذا التناقض البيئي؟.
عند الانطلاق ببطارية مشحونة بالكامل، يبدو الحلم الكهربائي واقعياً. المقصورة هادئة بشكل غريب، وعزم الدوران الفوري يمنح شعوراً مستقبلياً.
لكن ما إن تنخفض نسبة الشحن تحت مدى محدود (غالباً بضع عشرات من الكيلومترات)، حتى يستفيق محرك البنزين، أولاً بكحة خفيفة، ثم باهتزاز مألوف لمحرك الاحتراق الداخلي. في تلك اللحظة، يرتفع استهلاك الوقود ليصل إلى مستويات مماثلة للسيارات الهجينة التقليدية.
نقطة مهمة: اختبارات WLTP (Worldwide Harmonized Light Vehicles Test Procedure - أي إجراء اختبار موحد عالمياً للسيارات الخفيفة) الأوروبية تُجرى دائماً مع بطارية مشحونة بالكامل وعلى مسافة قصيرة نسبياً، ما لا يعكس الاستخدام اليومي، خاصة في الرحلات الطويلة أو عند إهمال الشحن أو التشغيل المتكرر في الأجواء الباردة.
البيانات الرسمية مقابل الواقع:
المعدل العام للفجوة
البيانات الرسمية تفترض أن المستخدمين يشحنون سياراتهم بانتظام. لكن الاستطلاعات تظهر أن كثيراً من المالكين لا يشحنون إلا نادراً، مما يقلل من المسافة الكهربائية ويزيد استهلاك الوقود.
2. حجم البطارية ووزن السيارة:
البطاريات المدمجة تحدّ من المدى الكهربائي الكامل. وعند نفاد الشحن، يضطر محرك البنزين لتحمّل عبء الوزن الزائد، مما يؤدي إلى استهلاك وقود أعلى.
3. قيود الاختبار المخبري:
الاختبارات لا تأخذ في الحسبان عوامل مثل درجة الحرارة، نمط القيادة، التضاريس، أو استخدام المكيف والتدفئة.
4. إعادة النظر في «عامل الاستخدام الكهربائي»:
هذا العامل يشير إلى نسبة المسافة التي تُقطع بالطاقة الكهربائية فقط. اختبارات WLTP تفترض قيمة مرتفعة في ظروف مثالية، بينما تظهر الدراسات الميدانية نسباً أقل من 60% في كثير من الحالات، خاصة في المناطق الباردة أو لدى أصحاب الرحلات الطويلة.
التكلفة الحقيقية لمجموعة الدفع المزدوج
السيارات الهجينة القابلة للشحن قد تكون حلاً مؤقتاً للانتقال نحو الكهرباء الكاملة، خاصة لمن لا يملكون وصولاً منتظماً لمحطات الشحن. لكنها تتطلب التزاماً صارماً بالشحن، وفهماً واقعياً لمدى فائدتها الكهربائية المحدود.
وعلى النقيض، توفر السيارات الكهربائية الكاملة (BEV) أداءً أكثر استقراراً في تقليل الانبعاثات: لا عادم، مجموعة حركة بسيطة، وشبكات شحن تتحسن باستمرار.
السيارات الهجينة القابلة للشحن تطمس الحدود بين الكهرباء والاحتراق، وتُسوَّق أحياناً بمبالغة في مدى فائدتها البيئية. لكن البيانات المؤكدة تظهر أن انبعاثاتها الحقيقية تتراوح بين ثلاثة إلى أربعة أضعاف الأرقام الرسمية.
إذا كنت تفكر في اقتناء واحدة، كن مستعداً للشحن المنتظم، وراجع مدى ملاءمة مداها الكهربائي لاحتياجاتك اليومية. وإلا، فقد تقود سيارة تعمل بالبنزين.. لكن تحمل شارة "خضراء".