منذ أكثر من عقد، وعدتنا الشركات الكبرى بثورة على الطرقات.. سيارات تقود نفسها، دون سائق، دون تعب، ودون أخطاء بشرية. لكن بينما كنا نتوقع سيارات من دون مقود بحلول 2025، ما زلنا نرى النماذج التجريبية تدور تحت إشراف بشري.. فما الذي يعطّل هذا الحلم؟ ولماذا أصبح تصنيع سيارة ذاتية القيادة موثوقة تحدياً لم يُحل بعد؟
تعتمد السيارات الذاتية القيادة على مزيج من الكاميرات، الرادارات، وحساسات LiDAR، مدعومة بخوارزميات تعلم آلي تُمكن السيارة من إدراك البيئة المحيطة واتخاذ قرارات لحظية. المشكلة؟ العالم الحقيقي فوضوي.. بل أكثر مما تستطيع الخوارزميات توقّعه.
«حدث نادر» مثل طفل يركض خلف كرة، أو شرطي يلوّح بتغيير المسار، يمكن أن يربك أنظمة القيادة الذاتية بالكامل. فهذه الأنظمة تعتمد على أنماط متكررة، لكن الواقع مليء بالمفاجآت، والانحرافات غير المتوقعة عن القاعدة.
رغم التقدم الكبير، لا تزال الشركات مثل Waymo، Tesla، Zoox، وغيرها، تعتمد على مراقبين بشريين أو سائقي أمان خلف عجلة القيادة خلال التجارب. ويعود ذلك إلى:
البشر، وعلى الرغم من كل عيوبهم، يقرأون الإشارات الاجتماعية والبصرية بشكل طبيعي، وهذا ما تفتقر إليه الآلات.
حتى لو كانت السيارة مثالية تقنياً، يظل السؤال: من المسؤول في حال وقوع حادث؟
القوانين لا تزال متخلفة عن التكنولوجيا، وتختلف من ولاية إلى أخرى، ومن دولة لأخرى. فهل يُحاسب المصنع؟ مالك السيارة؟ المبرمج؟ القانون لا يُعطي إجابة حاسمة بعد.
كذلك، بعض حوادث السيارات الذاتية، مثل تلك التي تورّطت فيها سيارات Uber وTesla ، أثارت الرأي العام، وأبطأت من وتيرة التجارب بسبب المخاوف المتعلقة بالسلامة.
رغم كل شيء، السيارات الذاتية ليست فكرة فاشلة. بل إنّها تحمل وعوداً ثورية، منها:
شركات مثل Alphabet (وايمو)، Amazon (زووكس)، و(Tesla)، أنفقت عشرات المليارات على تطوير القيادة الذاتية، لكن دون نموذج تجاري مربح فعلي حتى الآن.
في المقابل، من يتفوق أولًا في هذا المجال قد يحتكر سوقًا يتوقع أن تتجاوز قيمته 1.5 تريليون دولار بحلول 2035.
السيارات الذاتية اليوم أقرب ما تكون إلى «سائق مبتدئ ذكي»، يتصرف جيداً في الظروف المثالية، لكنه قد يرتبك حين تخرج الأمور عن المألوف.
المستقبل قد يكون ذاتي القيادة بالفعل، لكن حتى نصل إلى هناك، نحتاج إلى وقت، وتجارب، وقوانين تواكب الابتكار.