logo
سيارات

ثورة السيارات ذاتية القيادة من يعيقها: الواقع، القانون أم البشر؟

ثورة السيارات ذاتية القيادة من يعيقها: الواقع، القانون أم البشر؟
سيارة ذاتية القيادة من شركة جاكوار.المصدر: (أ ف ب)
تاريخ النشر:10 يوليو 2025, 07:00 ص

منذ أكثر من عقد، وعدتنا الشركات الكبرى بثورة على الطرقات.. سيارات تقود نفسها، دون سائق، دون تعب، ودون أخطاء بشرية. لكن بينما كنا نتوقع سيارات من دون مقود بحلول 2025، ما زلنا نرى النماذج التجريبية تدور تحت إشراف بشري.. فما الذي يعطّل هذا الحلم؟ ولماذا أصبح تصنيع سيارة ذاتية القيادة موثوقة تحدياً لم يُحل بعد؟

أخبار ذات صلة

«هيونداي موتور» تواجه منافسة شرسة في سوق السيارات الكهربائية الأميركية

«هيونداي موتور» تواجه منافسة شرسة في سوق السيارات الكهربائية الأميركية

الذكاء الاصطناعي لا يرى كما يرى البشر

تعتمد السيارات الذاتية القيادة على مزيج من الكاميرات، الرادارات، وحساسات LiDAR، مدعومة بخوارزميات تعلم آلي تُمكن السيارة من إدراك البيئة المحيطة واتخاذ قرارات لحظية. المشكلة؟ العالم الحقيقي فوضوي.. بل أكثر مما تستطيع الخوارزميات توقّعه.

«حدث نادر» مثل طفل يركض خلف كرة، أو شرطي يلوّح بتغيير المسار، يمكن أن يربك أنظمة القيادة الذاتية بالكامل. فهذه الأنظمة تعتمد على أنماط متكررة، لكن الواقع مليء بالمفاجآت، والانحرافات غير المتوقعة عن القاعدة.

لماذا لا تستطيع الآلات الاستغناء عن البشر حتى الآن؟

رغم التقدم الكبير، لا تزال الشركات مثل Waymo، Tesla، Zoox، وغيرها، تعتمد على مراقبين بشريين أو سائقي أمان خلف عجلة القيادة خلال التجارب. ويعود ذلك إلى:

  • الحاجة للتدخل الفوري في الحالات الطارئة.
  • صعوبة التنبؤ بسلوك السائقين الآخرين.
  • ضعف الفهم السياقي لدى الأنظمة الذاتية (مثل من له الأسبقية عندما تومض الأضواء دون إشارات)

البشر، وعلى الرغم من كل عيوبهم، يقرأون الإشارات الاجتماعية والبصرية بشكل طبيعي، وهذا ما تفتقر إليه الآلات.

سيارة ذاتية القيادة من شركة جاكوار
سيارة ذاتية القيادة من شركة جاكوار المصدر: (أ ف ب)

من المسؤول قانونياً؟ وكيف تُضبط السلامة؟

حتى لو كانت السيارة مثالية تقنياً، يظل السؤال: من المسؤول في حال وقوع حادث؟
القوانين لا تزال متخلفة عن التكنولوجيا، وتختلف من ولاية إلى أخرى، ومن دولة لأخرى. فهل يُحاسب المصنع؟ مالك السيارة؟ المبرمج؟ القانون لا يُعطي إجابة حاسمة بعد.

كذلك، بعض حوادث السيارات الذاتية،  مثل تلك التي تورّطت فيها سيارات Uber وTesla ، أثارت الرأي العام، وأبطأت من وتيرة التجارب بسبب المخاوف المتعلقة بالسلامة.

لكن لا ننسى.. الإيجابيات الهائلة

رغم كل شيء، السيارات الذاتية ليست فكرة فاشلة. بل إنّها تحمل وعوداً ثورية، منها:

  • تقليل الحوادث بنسبة قد تصل إلى 90% (إذا نضجت التقنية بالكامل).
  • تقليل الزحام من خلال قيادة أكثر كفاءة.
  • توفير التنقل لكبار السن وذوي الإعاقات.
  • تقليل التعب والضغط النفسي على السائقين.
  • تقليل الانبعاثات إذا اقترنت بتقنيات كهربية.
  • استثمارات بمليارات الدولارات.. وعوائد مؤجلة

شركات مثل Alphabet (وايمو)، Amazon (زووكس)، و(Tesla)، أنفقت عشرات المليارات على تطوير القيادة الذاتية، لكن دون نموذج تجاري مربح فعلي حتى الآن.

  • ما زالت تكلفة السيارة الذاتية أعلى بكثير من السيارة التقليدية.
  • الحاجة المستمرة لاختبار الطرق، تدريب الخوارزميات، وتحديث الحساسات.
  • تعقيد البنية التحتية المطلوبة (خرائط عالية الدقة، مراكز بيانات، شبكة 5G) يرفع التكاليف، ويُبطئ التوسع.

في المقابل، من يتفوق أولًا في هذا المجال قد يحتكر سوقًا يتوقع أن تتجاوز قيمته 1.5 تريليون دولار بحلول 2035.

القيادة الذاتية ليست مستحيلة.. لكنها ليست قريبة

السيارات الذاتية اليوم أقرب ما تكون إلى «سائق مبتدئ ذكي»، يتصرف جيداً في الظروف المثالية، لكنه قد يرتبك حين تخرج الأمور عن المألوف.

المستقبل قد يكون ذاتي القيادة بالفعل، لكن حتى نصل إلى هناك، نحتاج إلى وقت، وتجارب، وقوانين تواكب الابتكار.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC