الرسوم الجمركية والتباطؤ الأوروبي يعيدان تشكيل تجارة الألواح الشمسية

عزز مصنعو الألواح الشمسية في لاوس وإندونيسيا، ومعظمهم مملوكون لشركات صينية، حصتهم في السوق الأميركية بعد أن فرضت الولايات المتحدة رسوماً جمركية مرتفعة على واردات مماثلة من دول آسيوية أخرى مثل كمبوديا وتايلاند، وفقاً لبيانات تجارية.

وكانت واشنطن قد أقرّت في أبريل الماضي، رسوماً نهائية على واردات الخلايا والوحدات الشمسية من فيتنام وماليزيا وتايلاند وكمبوديا، في أعقاب جولتين سابقتين في يونيو ونوفمبر، وذلك بهدف التصدي لممارسات الإغراق من مصانع مملوكة في الغالب لصينيين في تلك الدول.

لكن، ووفقاً لوكالة «رويترز»، بادرت الشركات الصينية إلى تحويل خطوط إنتاجها إلى إندونيسيا ولاوس، وزادت من صادراتها إلى السوق الأميركية. وتُظهر بيانات أميركية حللتها «رويترز» أن الحصة المجمعة لإندونيسيا ولاوس من سوق الألواح الشمسية الأميركية ارتفعت من أقل من 1% في عام 2023 إلى 29% خلال الأشهر الثلاثة التي تلت الجولة الثانية من الرسوم في نوفمبر.

ويرى محللون وخبراء أن قدرات التصنيع التي أنشأتها الشركات الصينية في جنوب شرق آسيا كانت تهدف أساساً إلى الالتفاف على الرسوم وتلبية الطلب الأميركي بأسعار أعلى من الأسعار العالمية، وهو ما يكشف حدود التدخلات التجارية الأميركية.

وقالت يانا غريشكو، رئيسة أبحاث سلسلة التوريد الشمسية في شركة «وود ماكنزي»، إن معظم قدرات التصنيع في الدول الأربع المتأثرة بالرسوم «أُغلقت أو تم تقليصها بشكل حاد».

تحوّل في المسارات التجارية

تراجعت صادرات الألواح الشمسية من فيتنام وماليزيا وتايلاند وكمبوديا إلى الولايات المتحدة بنسبة 33% على أساس سنوي خلال الأشهر التسعة التي تلت الجولة الأولى من الرسوم، بينما ارتفعت صادرات إندونيسيا ولاوس إلى السوق الأميركية بثمانية أضعاف خلال الفترة نفسها.

كما انخفض إجمالي واردات الألواح الشمسية إلى الولايات المتحدة بنسبة 26% منذ يونيو، وتراجعت حصة الدول الأربع من 82% عام 2024 إلى 54% في الأشهر الثلاثة التي أعقبت الجولة الثانية من الرسوم.

واردات الولايات المتحدة

وفي المقابل، تضاعفت واردات الولايات المتحدة من الخلايا الشمسية — التي يمكن تجميعها محلياً لصنع الألواح — رغم ارتفاع كلفة الاستيراد من الدول المستهدفة، وشهدت صادرات إندونيسيا ولاوس من هذه الخلايا ارتفاعاً بنحو 17 ضعفاً.

وأصبحت الخلايا الشمسية تمثل نحو 28% من واردات الطاقة الشمسية الأميركية منذ فرض الرسوم، مقارنة بـ6.5% فقط عام 2023. وقالت فاي تشين، محللة الطاقة الشمسية في شركة «ريستاد إنرجي»، إن الشركات الصينية بدأت بالفعل في إعادة النظر في استراتيجياتها التصديرية تحسباً لفرض رسوم جديدة على إندونيسيا ولاوس.

وأضافت أن «عدة شركات تخطط لتأسيس مصانع خارج جنوب شرق آسيا، في دول مثل تركيا وعُمان والسعودية والإمارات وإثيوبيا، لتوريد السوق الأميركية».

وفي ظل استبعادها من السوق الأميركية منذ أكثر من عقد بسبب الرسوم المرتفعة، زادت المصانع الصينية من صادراتها نحو آسيا وأفريقيا، وفقاً لبيانات صادرة عن مركز أبحاث الطاقة «إمبر».

وارتفعت حصة آسيا من صادرات الصين الشمسية إلى 37% في الربع الأول من 2025، مقارنة بـ25.4% عام 2024، بينما تراجعت حصة أوروبا إلى 34% مقابل 41% العام الماضي.

ورغم انخفاض الطلب الأوروبي بسبب وفرة المخزون، حافظت صادرات الصين الإجمالية على استقرارها.