ويأتي ذلك بعد اكتشاف 26 تسربًا كبيرًا لغاز الميثان، الذي يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الكوكب، فوق كازاخستان ومصر والجزائر، بحسب صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.
وأفادت الصحيفة البريطانية بأنه اعتبارًا من أكتوبر 2023، قام اثنان من المشغلين في كازاخستان والجزائر، بسد ثلاثة مصادر كبيرة لغاز الميثان، والتي كانت ينبعث منها مجتمعة 3200 كجم من الميثان في الساعة، أو ما يعادل انبعاثات الكربون كل ساعة، من حوالي 4000 سيارة تعمل بالبنزين.
وفي هذا السياق، أفادت منظمة "مبادرة شركات النفط والغاز للمناخ" (OGCI)، التي تضم بين أعضائها شركات شل وأرامكو السعودية وإكسون موبيل، للصحيفة البريطانية، بأنها تخطط لتوسيع حملة المراقبة التي تستمر لمدة عام، والتي انتهت في أغسطس 2023، لتشمل سبعا أو ثماني دول جديدة، وزعمت أن الحملة تعمل بالفعل على تقليل انبعاثات غاز الميثان.
وتأتي الحملة التي تقوم بها المنظمة، وسط تركيز متزايد من قبل صناع السياسات على التهديد المناخي، الذي تشكله انبعاثات غاز الميثان من البنية التحتية للنفط والغاز.
ومن المقرر أن يتم نشر تقرير جديد، اليوم الاثنين، في CERAWeek، وهو مؤتمر رئيسي للطاقة في هيوستن، يوضح أن المنظمة تعمل مع أربعة مشغلين، لإيجاد حلول لمصادر الانبعاثات المتبقية.
لكن لم يكشف التقرير عن هوية أي من المشغلين المسؤولين عن تسرب الميثان، قائلاً إنه من المهم بناء علاقة ثقة بدلاً من هذه الأزمة.
وقال بيورن أوتو سفيردروب، رئيس اللجنة التنفيذية للمنظمة، والمسؤول التنفيذي السابق في Equinor، وهي شركة طاقة نرويجية: "نحن قادرون على اكتشاف الانبعاثات، ومن ثم استخدام التكنولوجيا المتطورة لجعل الغاز مرئيا".
وأضاف: "ثم نستخدم الوصول الفريد، الذي لدينا كشركات، لنكون قادرين على التعامل مع المشغلين المحليين، حتى في المناطق الجغرافية النائية".
إلى ذلك، يعتبر الميثان أقوى بأكثر من 80 مرة من ثاني أكسيد الكربون، في حبس الحرارة في الغلاف الجوي، على مدى فترة زمنية مدتها 20 عامًا.
ويقدر الخبراء أن غاز الميثان مسؤول عما يقرب من ثلث الزيادات العالمية، في الانبعاثات الناجمة عن درجات الحرارة العالمية، منذ بداية العصر الصناعي.
ويعد الكشف عبر الأقمار الصناعية أداة ذات أهمية متزايدة، في الكشف عن تسربات غاز الميثان، لا سيما في البلدان الناشئة.
وقال أندرو باكستر، المحلل في صندوق الدفاع عن البيئة، إن منظمة OGCI مهمة، لأنها تجمع بين الكشف عن الأقمار الصناعية والمشاركة بين الأقران والدعم الفني والمالي لمعالجة الانبعاثات.
وأكد أنه "طالما تم تخفيض انبعاثات غاز الميثان، فهذا يكفي. لكنني أعتقد أن الشفافية تمثل حافزًا كبيرًا للناس للتحرك".
ولفت إلى أن القمر الصناعي الجديد لاستنشاق غاز الميثان، الذي أطلقته شركة EDF هذا الشهر، سيوفر الشفافية الكاملة.
وعلى الرغم من تعهدات أكثر من 150 دولة، بمكافحة انبعاثات غاز الميثان في مؤتمر الأمم المتحدة، المعني بتغير المناخ (COP28)، في دبي في ديسمبر الماضي، إلا أن الانبعاثات لا تزال قريبة من مستويات قياسية.
وقال تقرير نشرته وكالة الطاقة الدولية، الأسبوع الماضي، إن قطاع النفط والغاز كان مسؤولا، عن إطلاق أكثر من 120 مليون طن متري من غاز الميثان في الغلاف الجوي العام الماضي، وهي زيادة طفيفة عن عام 2022.
وأضافت الوكالة أن الولايات المتحدة، أكبر منتج عالمي للنفط والغاز، كانت أيضًا أكبر مصدر للانبعاثات من عمليات النفط والغاز، تليها روسيا مباشرة.