بنوك عالمية: انضمام السعودية لبريكس سيرفع معاناة الدولار

انضمام السعودية المحتمل لمجموعة بريكس
انضمام السعودية المحتمل لمجموعة بريكسإرم الاقتصادية
من المرجح أن يتأثر الدولار الأميركي في الفترة المقبلة، في حال انضمت المملكة العربية السعودية إلى مجموعة الاقتصادات الناشئة الكبرى بريكس، تزامنًا وسعي دول المجموعة إلى توسيع المعاملات التجارية بالعملات الوطنية بين الدول الأعضاء، وفقًا لبنكي غولدمان ساكس وأي إن جي.
وأعادت اجتماعات قمة بريكس من جديد إلى الواجهة الحديث حول هيمنة الدولار الأميركي على معظم التعاملات التجارية والمالية مع تزايد الرغبة في انضمام العديد من الدول إلى مجموعة الاقتصادات الناشئة الكبرى.

يأتي ذلك، في الوقت الذي أكدت خلاله روسيا والصين أكثر من مرة سعيهما إلى الوصول إلى عالم متعدد الأقطاب اقتصاديًا بعيدًا عن هيمنة الاقتصاد الواحد أو العملة الخضراء، وتبرز خطوة السعودية في الرغبة بالانضمام إلى المجموعة لكون المملكة أكبر مصدر للنفط، السلعة التي يجري تسعيرها وتداولها بالدولار.

وكانت المملكة العربية السعودية، أعلنت مطلع العام الجاري عن إمكانية بيع النفط بعملات بخلاف الدولار الأميركي، وفقًا لتصريحات وزير المالية السعودي محمد الجدعان.

من المحتمل أن يعاني الدولار الأميركي مؤقتاً، إذا اتخذت المملكة العربية السعودية قرارا بالانضمام إلى مجموعة بريكس BRICS.
بنك ING
معاناة مؤقتة

وفي غضون ذلك، لفت خبراء بنك أي إن جي إلى أنه من المحتمل أن يعاني الدولار الأميركي مؤقتاً، إذا اتخذت المملكة العربية السعودية قرارا بالانضمام إلى مجموعة بريكس BRICS.

و أوضح محللو بنك ING أن هذا الأمر قد يؤدي بضرورة الحال إلى المضاربة حول تسعير النفط بعملات أخرى غير الدولار الأميركي الذي يستحوذ على أكثر من نصف المعاملات الدولية.

وأشار محللو البنك إلى أن تلك الخطوة من شأنها أن تسمح بتبادل النفط بين الدول الأعضاء في بريكس وخاصة إذا انضمت إليهم الممكلة العربية السعودية بعملات غير الدولار.

اقرأ أيضًا- تعليق حركة السفن في مضيق البوسفور
إضافة مهمة

وفي غضون ذلك، أشار جيم أونيل ، الاقتصادي البارز في مجموعة غولدمان ساكس إلى أن إضافة دول جديدة إلى كتلة البريكس ستكون مهمة اقتصاديًا.

ولفت الاقتصادي البارز في مجموعة غولدمان ساكس إلى أنه إذا كانت المملكة العربية السعودية واحدة من تلك الدول ستكون إضافة مهمة.

صفقة كبيرة

وقال جيم أونيل: "إن انضمام المملكة العربية السعودية سيكون صفقة كبيرة للغاية بالنسبة لمجموعة بريكس".

وأشار جيم أونيل إلى أن الروابط الوثيقة تقليديا بين السعودية والمجموعة ستصبح أكثر قوة نظرًا إلى أن البلد العربي هو أكبر منتج للنفط في العالم وهو ماسيضيف ثقلًا إلى البريكس.

ولفت أونيل إلى أن توسيع عضوية البريكس يأتي على رأس جدول أعمال القمة التي تستضيفها جنوب أفريقيا هذا الأسبوع في العاصمة التجارية جوهانسبرج.

انضمام المملكة العربية السعودية سيكون صفقة كبيرة للغاية بالنسبة لمجموعة بريكس.
غولدمان ساكس
الدول العربية

ووفقًا لتقارير دولية، كان هناك أكثر من 20 طلبًا رسميًا للانضمام، وفقًا لتصريحات الرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوسا الذي أكد على رغبة المجموعة في توسيع قاعدة الأعضاء.

بينما أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في يونيو، أن المملكة العربية السعودية والإمارات والجزائر ومصر جميعهم من المتقدمين الأقوياء.

اقرأ أيضًا- بيانات خارج التوقعات.. الركود يُحاصر ثالث أكبر اقتصاد بالعالم
ماذا يعني الانضمام؟

وأوضح أونيل: "السؤال المهم إذا قامت المملكة العربية السعودية بالانضمام إلى المجموعة، ماذا يعني ذلك بالنسبة لمبيعاتها النفطية للأعضاء الآخرين؟".

وقال أونيل "الذي أصبح الآن عضواً في مجلس اللوردات: "الأمر الأول هنا سيكون هو ما إذا كان سيتم البدء في تسعير النفط بكل هذه العملات المحلية وليس بالدولار فقط في إشارة إلى اليوان وغيرها من عملات مجموعة بريكس".

الاعتماد على الدولار

ولفت أونيل إلى انه أحد أهداف قمة بريكس الحالية يتلخص في سعي مجموعة البريكس في تقليل الاعتماد على الدولار من خلال تعزيز المدفوعات بعملات الأعضاء.

يأتي ذلك إلى جانب طموح طويل الأجل لإطلاق عملة مشتركة لتحدي العملة الأميركية، وفقًا للاقتصادي البارز في مجموعة غولدمان ساكس.

وقال أونيل: "إن فكرة أن تحل العملة المشتركة لمجموعة البريكس محل الدولار في أي وقت قريب هي فكرة صعبة للغاية الآن".

فكرة أن تحل العملة المشتركة لمجموعة البريكس محل الدولار في أي وقت قريب هي فكرة صعبة للغاية الآن.
جيم أونيل
عملة دولية

وفي وقت سابق، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على ضرروة إيجاد عملة احتياطية دولية جديدة بعيدًا عن الدولار الأميركي.

ودعا بوتين دول بريكس إلى إنشاء عملة موحدة بين الأعضاء لتكون بديلًا للدولار، وهى الفكرة التي أيدتها بكين وكافة دول المجموعة.

لا رجعة

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن التخلص من الدولار "عملية لا رجعة فيها"، وذلك خلال كلمته المنقولة على الإنترنت أمام اجتماع تكتل دول بريكس الذي ينعقد في جوهانسبورغ، أمس الثلاثاء.

وأشار بوتين، إلى أن روسيا تريد التعاون مع دول البريكس وأن يكون هناك تدفق للطاقة لكل دول العالم، وقال: "نحن نريد تصدير الأسمدة من أجل تعزيزالأمن الغذائي".

تكتل قوي

وتكشف البيانات مدى القوة الاقتصادية التي وصل إليه تكتل بريكس، إن مساهمته وصلت إلى 31.5% في الاقتصاد العالمي بنهاية 2022، مقابل 30.7% للقوى السبع الصناعية، وفق بيانات صندوق النقد الدولي.

وإلى جانب ذلك، تعمل دول بريكس على إنجاز عدة أهداف اقتصادية، من شأنها خلق نظام اقتصادي عالمي ثنائي القطبية، عبر كسر هيمنة الغرب بزعامة أميركا بحلول عام 2050.

وحتى نهاية عام 2022، يبلغ حجم اقتصادات بريكس نحو 26 تريليون دولار، وتسيطر على 17% من التجارة العالمية، وفق بيانات منظمة التجارة العالمية.

ماهو البترودولار؟

مصطلح البترودولار يعني آلية تسعير صادرات المملكة العربية السعودية من النفط بالعملة الأميركية.

وانتشر هذا المصطلح مع توصل السعودية وأميركيا في عام 1974 إلى اتفاق يقضي بتسعير النفط بالعملة الأميركية.

الأكثر قراءة

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com