استهلت أسعار النفط الخام تعاملات اليوم الأربعاء، على ارتفاعات هامشية مع تجدد تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط، وتحديدًا بفعل أزمة الملاحة في البحر الأحمر، بعد البداية المتعثرة في أولى جلسات العام الجديد.
ولم تكن انطلاقة النفط أمس الثلاثاء في أولى جلسات العام الجديد 2024 موفقة، بعدما أضاف خسائر بأكثر من 2% إلى رصيد خسائر 2023 التي بلغت حوالي 10%.
وارتفعت أسعار النفط في وقت سابق من العام السابق، ارتفاعات مؤقتة، بفعل هجوم الحوثيين على بعض الشاحنات مع أشعل مخاوف تعثر الإمدادات من منطقة الشرق الأوسط.
النفط الآن
وارتفعت أسعار النفط بقدر طفيف يوم الأربعاء وسط استمرار المخاوف بشأن اضطرابات الشحن في البحر الأحمر وتصاعد التوتر في الشرق الأوسط.
وارتفع العقود الآجلة لخام برنت 30 سنتا بما يعادل 0.45% وصولًا إلى مستويات 76.11 دولارا للبرميل.
فيما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 0.35 سنتا أو 0.4% إلى 70.67 دولارا.
اقر أيضًا- 2024 خطوة إماراتية جديدة صوب نادي التريليون دولار
النفط أمس
انخفضت العقود الآجلة لخام برنت القياسي -تسليم مارس- بنسبة في حدود 1.5%، وصولا إلى مستويات 75.89 دولارًا للبرميل.
وهبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي -تسليم فبراير- بحوالي 1.7% نزولًا إلى مستويات 70.38 دولارًا للبرميل.
الأوضاع ملتهبة
وقالت ميرسك ومنافستها الألمانية هاباج لويد: "إن سفن الحاويات التابعة لهما ستواصل تجنب طريق البحر الأحمر الذي يتيح الوصول إلى قناة السويس".
وفي غضون ذلك صدت طائرات هليكوبتر أميركية يوم الأحد هجوما شنته قوات للحوثيين على سفينة حاويات تديرها شركة الشحن الدنمركية ميرسك في البحر الأحمر.
وفي وقت لاحق ذكرت وكالة تسنيم الإيرانية شبه الرسمية للأنباء أن سفينة حربية إيرانية دخلت البحر الأحمر يوم الاثنين.
وكانت الولايات المتحدة الأميركية أعلنت عن تكوين تحالف دولي لحماية الشاحنات في البحر الأحمر من هجمات الحوثيين وهو الأمر الذي تعهدت طهران بالرد عليه وفقًا لوزارة الخارجية.
اقرأ أيضًا- 3400 نقطة لم تُفلح.. هبوط تاريخي جديد لليرة التركية
ما الذي يقود السوق؟
يرى محلل "سي إم سي ماركيتس" ليون لي أن سعر برميل النفط قد يتأثر بتصاعد الوضع في البحر الأحمر خلال عطلة نهاية الأسبوع وموسم ذروة الطلب خلال عيد الربيع الصين.
ولفت محلل سي إم سي ماركيتس إلى أن صراعا أوسع في البحر الأحمر قد يؤدي إلى إغلاق الممرات المائية الحيوية لنقل إمدادات النفط مثل البحر الأحمر ومضيق هرمز في الخليج.
النفط الليبي
وفي غضون ذلك هدد عدد كبير من المحتجين الليبيين بإغلاق حقل الشرارة النفطي جنوبي البلاد، بعد دخولهم إليه.
ووفقًا للأنباء تتفاوض إدارة الحقل مع المحتجين، الذين دخلوا إلى الحقل وهددوا بإغلاقه، وهم يمثلون شبابا من الجنوب، والذين يطالبون بعدة نقاط، منها توفير الوقود في مناطق الجنوب.
ويقع حقل الشرارة النفطي، الذي كان يبلغ معدل إنتاجه 340 ألف برميل يوميا، في صحراء مرزق (800 كلم جنوب طرابلس)، واكتشف عام 1980.
زيادة المخاوف
وأعلنت شركة الشحن العملاقة ميرسك عن وقف مرور سفن الحاويات التي تديرها عبر البحر الأحمر لفترة غير محددة في أعقاب عدة هجمات على السفن التجارية هناك.
وبعد قيام الشركة في البداية بتعليق رحلاتها عبر المنطقة المتأثرة بالهجمات لمدة 48 ساعة اعتبارا من أول أمس الأحد إلى أمس الثلاثاء، قررت شركة الشحن الدنماركية العملاقة وقف حركة الشحن عبر البحر الأحمر وخليج عدن حتى إشعار آخر.
وأشارت إلى أنه في الحالات التي ستكون ذات جدوى للعملاء، ستتم إعادة توجيه السفن عبر طريق رأس الرجاء الصالح حول قارة أفريقيا.
وفقا لميرسك، تمكنت السفينة في البداية من مواصلة رحلتها، إلا أن أربعة زوارق اقتربت منها في وقت لاحق وفتحت النار عليها وحاول ركابها الصعود على متن سفينة الشحن.
قناة السويس
وأعلن متحدث باسم شركة هاباج لويد الألمانية للشحن، أن الشركة ستواصل تجنب مرور سفنها عبر قناة السويس لأسباب أمنية.
وقال المتحدث باسم خامس أكبر شركة للشحن بالحاويات في العالم: "نراقب الوضع عن كثب يوما بعد يوم، لكننا سنواصل تغيير مسار سفننا حتى التاسع من يناير".
وأضاف أن "الشركة ستقرر في ذلك اليوم ما إذا كانت ستواصل تغيير مسار السفن أم لا".
اقر أيضًا- خدعة الدولار.. صعود وهمي ومشهد غريب
ارتفاع الأسعار
وتزامنًا مع ذلك أعلنت مجموعة "سي.إم.إيه سي.جي.إم" الفرنسية للشحن، أنها سترفع رسوم شحن الحاويات من آسيا إلى منطقة البحر المتوسط، بما يصل إلى 100% اعتبارا من 15 يناير، مقارنة بأسعار الأول من يناير.
وقالت الشركة: "اعتبارا من 15 يناير -والذي يشير إلى تاريخ التحميل في الموانئ الأصلية- وحتى إشعار آخر، سيكون سعر الشحن بجميع أنواعه من سي.إم.إيه سي.جي.إم، للحاوية التي يبلغ طولها 40 قدما بين آسيا وغرب البحر المتوسط 6000 دولار، ارتفاعا من 3000 في أول يناير".
و زادت الشركة رسوم الشحن إلى شرق البحر المتوسط، والبحر الأدرياتيكي، والبحر الأسود وسوريا زيادة حادة.
استمرار التقلبات
وقال رئيس شركة ليبو أويل أسوشييتس Lipow Oil Associates أندرو ليبو: "سنشهد استمرار التقلبات مع دخولنا عام 2024 في ظل الظروف الجيوسياسية الحالية والخوف من احتمالية توسيع نطاق الصراع في جميع أنحاء المنطقة".
وأضاف ليبو: "أثارت الحرب في الشرق الأوسط مخاوف بشأن انقطاع الإمدادات المحتمل في الأشهر القليلة الأخيرة من عام 2023، والتي من المتوقع أن تستمر حتى عام 2024".
ارتباك السوق
يرى رئيس شركة "إن إس تريدينج" هيرويوكي كيكوكاوا، أن المخاوف بشأن حركة الشحن في البحر الأحمر ستؤدي إلى حالة من الارتباك مع تصاعد حدة التوترات.
بيد أنه ومع استمرار القلق بشأن التوترات في الشرق الأوسط، وخاصة بشأن تورط أطراف جديدة في الصراع يجعل من الصعب تكثيف عمليات البيع" وفقًا لرئيس شركة إن إس تريدينغ.
وقال رئيس شركة إن إس تريدينج: "من المرجح أن تحاول السوق الارتفاع مرة أخرى، ربما في أوائل العام الجديد".
وسيأتي ذلك بفضل توقعات بتعافي الطلب على الوقود، مع التيسير النقدي في الولايات المتحدة وارتفاع الطلب على الكيروسين خلال فصل الشتاء في النصف الشمالي.
غير محسوم
وأوضحت كبيرة محللي السوق لدى فيليب نوفا ريانكا ساشديفا أنه على الرغم من إغلاق قنوات الشحن وإعادة توجيه السفن، فإن مدى تأثر الإمدادات العالمية ما يزال قابلاً للنقاش.
وقالت ريانكا ساشديفا: "ما تزال الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة الفلسطيني محركًا رئيسًا لمشاعر أسواق النفط العالمية".
وأضافت كبيرة محللي السوق لدى فيليب نوفا: "احتمالات تصعيد الهجمات على سفن الشحن في ممرات البحر الأحمر من شأنه أن يغذي ارتفاع الأسعار".
مخاوف مستمرة
وقال هيرويوكي كيكوكاوا رئيس شركة إن.إس تريدينج -وهي وحدة تابعة لشركة نيسان للأوراق المالية-: "ما تزال المخاوف حول الملاحة في البحر الأحمر مستمرة".
وأشار كيكوكاوا إلى استمرار المخاوف من التوترات في الشرق الأوسط، وخاصة بشأن تورط إيران، ما قد يجعل من الصعب بيع المزيد من النفط نتيجة لتعليق حركة الممرات الملاحية.