ومنذ اندلاع الحرب ظهرت العديد من المخاوف من حدوث اضطرابات غير عادية في تدفق النفط والغاز الطبيعي إلى أوروبا.
وقال المحلل الاقتصادي في شركة DTN برايان ميلن، إن اعتماد أوروبا المفرط على الغاز الروسي جعل الأوروبيين رهائن خلال الشتاء، بعد أن قطعت روسيا إمدادات الغاز عن أوروبا.
قال كبير الاقتصاديين في ويلمنجتون ترست، لوك تيلي، إن الولايات المتحدة كانت غير محصنة من تأثيرات أسعار الطاقة التي ارتفعت عقب بدء الحرب.
وبعد أقل من أسبوعين من اندلاع الحرب، ارتفعت أسعار النفط الأميركية بنحو 38%، مما أثر على معدلات التضخم على نحو مباشر.
وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي من حوالي 92 دولاراً للبرميل في اليوم السابق لبدء الحرب، إلى أعلى مستوى له عن 126.84 دولار في 9 مارس.
أوضح ميلن أن الطلب الأجنبي القوي على الخام الأميركي، سيوجه تدفق الخام إلى موانئ تكساس، وسيستمر هذا الاتجاه مع تراجع صادرات الخام الروسية وإنتاجها وسط العقوبات ورفض معظم دول الاتحاد الأوروبي استيراد النفط من روسيا.
ويقول: "الطلب الأجنبي القوي على الخام الأميركي... سيوجه تدفق الخام إلى موانئ تكساس مثل كوربوس كريستي للتصدير". وسيستمر هذا الاتجاه مع تراجع صادرات الخام الروسية وإنتاجها وسط "عقوبات ورفض معظم دول الاتحاد الأوروبي استيراد النفط من روسيا".
يقول ميلن إن الحرب الروسية الأوكرانية نتج عنها اضطرابات حقيقية، ولكن الأمر الذي خفف من وطأة الأمر هو جهود الأوروبيين لتقليل الطلب الذي كان عاملاً حاسماً في التخلص من أزمة مدمرة.
وأشار إلى أن المفاوضات الهادئة من قبل أعضاء الاتحاد الأوروبي الذين تحركوا لمعاقبة موسكو، ساعدت على إعادة توجيه تدفق النفط والغاز العالمي، والسماح بتراكم المخزونات.
وأوضح تيلي أنه كان هناك تراجع طفيف بنسبة تقل عن 1% في إمدادات النفط العالمية بعد الحرب في الفترة من مارس إلى أبريل 2022، مقارنة بانخفاض 13% في بداية جائحة كورونا.
وأشار تيلي إلى أن بعض الشركاء التجاريين كانوا مستعدين تماماً للشراء من روسيا، والتهرب من العقوبات في الوقت نفسه، مما أدى إلى استمرار تدفق النفط الروسي.
واعتباراً من 8 فبراير انخفض خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 38% عن ذروة أسعاره العام الماضي.
يقول رئيس قسم تحليل النفط في GasBuddy، باتريك دي هان، إن تدفقات النفط أصبحت أكثر إبداعاً للتنقل عبر شبكة العقوبات المعقدة.
وحظر الاتحاد الأوروبي واردات النفط والمنتجات النفطية الروسية المنقولة بحراً، واعتمد بالاشتراك مع مجموعة السبعة ، حدودًا قصوى لأسعار النفط والمنتجات النفطية الروسية المنقولة بحراً.
وفي الوقت نفسه يقول ميلن إنه كان هناك رد صامت على العقوبات المتعلقة بالنفط الروسي، ولكن مصافي التكرير الأميركية ستستفيد في الوقت الذي تفقد فيه روسيا عملاءها، ويتراجع إنتاجها النفطي على المدى القصير.
وأدى تأثير العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، إلى خفض الناتج المحلي الإجمالي في روسيا على المدى القصير، مما أدى إلى تباطؤ نمو الطلب على النفط والغاز الطبيعي والديزل، وأوضح ميلن أن مقاومة موسكو أدت أيضاً إلى المزيد من القلق بشأن أمن الطاقة.
وأضاف أن ذلك من شأنه أن "يدفع البلدان إلى الاقتراب أكثر من بلدانها عوضا عن البحث عن أرخص سعر للطاقة حيث أدت الحرب الروسية الأوكرانية إلى قلب التدفقات التجارية العالمية التي نشأت في العقود الأخيرة".