logo
طاقة

هل يعود الغاز الروسي بكميات كبيرة إلى أوروبا؟

هل يعود الغاز الروسي بكميات كبيرة إلى أوروبا؟
عامل أمام أنبوب غاز يربط وحدة التخزين وإعادة التحويل العائمة "هوغ إسبيرانزا" في أثناء افتتاح محطة الغاز الطبيعي المسال في فيلهلمسهافن، ألمانيا، 17 ديسمبر 2022.المصدر: رويترز
تاريخ النشر:5 مارس 2025, 11:23 ص

رغم تأكيد المفوضية الأوروبية على نيتها التخلص تماماً من الغاز الروسي بحلول عام 2027، إلا أن بعض الأصوات المعارضة بدأت ترتفع، وتدفعهم احتمالية التوصل إلى اتفاق سلام في أوكرانيا إلى التفكير في العودة إلى الغاز الروسي بحسب تقرير لصحيفة «لي زيكو» الفرنسية.

وقد خفضت أوروبا بشكل كبير اعتمادها على الغاز الروسي منذ عام 2022، بعد قرار موسكو و«غازبروم» تقليص الإمدادات عبر أنابيب الغاز. حيث يمثل الغاز الروسي الآن حوالي 14% من الطلب الأوروبي (مقابل أكثر من 40% قبل الحرب)، ويصل 9% منه عبر البحر في شكل غاز طبيعي مسال، بينما تصل 5% منه عبر أنبوب «توركستريم»، الذي يعد الوحيد الذي يمد أوروبا الشرقية - وخاصة المجر - بعد انتهاء عقد النقل مع أوكرانيا في 31 ديسمبر الماضي.

في ألمانيا، بدأ بعض المسؤولين طرح الموضوع علناً. فقد دافع كريستوف غونتر، الذي يدير الموقع الكيميائي في «ليونا» في ألمانيا الشرقية السابقة، عن فكرة أن استيراد الغاز الروسي هو السبيل الوحيد لإحياء أجزاء كبيرة من الصناعة الألمانية، مثل قطاع الكيمياء القوي.

وقال في مقابلة مع «بلومبرغ» قبل أيام: «إذا تم التوصل إلى اتفاق سلام، بالطبع سيتعين علينا التأكد من أن الأضرار الأخرى الناتجة عن الحرب تم إصلاحها»، وأضاف أن عودة الغاز الروسي إلى ألمانيا ستكون نتيجة منطقية للسلام، وقد لاقت دعماً من وزير الاقتصاد في ولاية ساكس-أنهالت، الذي ينتمي إلى حزب «الاتحاد الديمقراطي المسيحي»، الذي كان في البداية يعارض عودة الغاز الروسي.

حجة السعر

دليل آخر على الدفع الروسي في أوروبا هو ما كشفته صحيفة «فايننشال تايمز» هذا الأسبوع، من أن أحد المقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ماتياس وارنيغ، الذي كان يعمل في جهاز «الستازي» وأدار «نورد ستريم» حتى عام 2023، يجري حالياً مناقشات مع مستثمرين أميركيين لإعادة تفعيل أنبوب الغاز الذي يربط روسيا بألمانيا.

وذكرت الصحيفة أن مجموعة من المستثمرين قد وضعت أساس اتفاق ما بعد العقوبات مع «غازبروم»، التي لا تزال ترى في أوروبا سوقاً حيوياً لها. وقال تييري برو، أستاذ في «ساينس بو»: «ليس من الضروري إعادة تشغيل «نورد ستريم» بالذات. إذا تم دمج القدرات المتاحة عبر «توركستريم» وتلك التي كانت تمر عبر أوكرانيا، ولم تُستخدم بعد، ولم يتم قصفها من قبل الروس، يمكن الوصول إلى قدرة إجمالية تصل إلى 60 مليار متر مكعب وهو رقم قريب جداً من استهلاك ألمانيا السنوي.

الغاز الروسي يمتلك فعلاً حجة قوية: سعره، فالعقود التي كانت سارية قبل عام 2022، والتي كانت معظمها مرتبطة بسعر النفط، كانت تتداول للأوروبيين بسعر يقل عن نصف السعر الفوري للغاز اليوم في الأسواق، ولكن أوروبا مقتنعة بأن أسعار الغاز ستنخفض في السنتين إلى الثلاث سنوات القادمة مع بدء تشغيل قدرات جديدة للتكثيف في الولايات المتحدة وقطر. بالإضافة إلى ذلك، فهي بصدد زيادة إنتاجها من البيومتان وتقليص استهلاكها.

وفي حال استؤنف التبادل مع روسيا، سيكون من الضروري أولاً توضيح وضع الأطراف المختلفة. فمنذ نهاية إمدادات «غازبروم»، عاد العديد من عملاء الشركة الروسية ضدها، وتمكنوا من الحصول على حكم لصالحهم في المحاكم. على سبيل المثال، حصلت شركة «أو إم في» النمساوية و«يونيبر» الألمانية على إذن من محكمة تحكيم الصيف الماضي للمطالبة بأكثر من 13 مليار دولار من «غازبروم» بسبب عدم وفائها بالالتزامات.

احتمال العودة

من جهتها، رفعت شركتا «آر دبليو إي» و«إنجي» القضايا أمام القضاء، وبدأتا في ملاحقة دعوى ضد مزودهما السابق. لكن الشركة الفرنسية، التي كانت جزءاً من دائني «نورد ستريم» وسجلت خصماً قدره 987 مليون يورو على هذا الأساس، لا تستبعد إمكانية العودة إلى التوريد من روسيا، مع المحافظة على الحذر. فقد اعتبرت مديرة الشركة العامة كاثرين ماكغريغور المسألة مبكرة في أثناء عرض نتائج «إنجي» السنوية الأسبوع الماضي.

وأوضحت ماكغريغور: «إذا تخيلنا في عالم يتم فيه التوصل إلى اتفاق سلام، فسيكون علينا النظر في الوضع مع مزودينا السابقين. لدينا عقود لا تزال سارية، رغم أنها تخضع للنزاعات القانونية».

وخلصت إلى أنه سيكون هناك عمل عقدي ولوجستي يجب إنجازه في البداية، خاصة أن البنية التحتية قد تضررت، وقالت: «سيستغرق الأمر وقتاً، وفي الأحوال جميعها، لن نعود إلى الوضع السابق للأزمة بالكامل. سيظل المفتاح هو تنويع مصادر الإمدادات بالنسبة للأوروبيين». 

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC