وتترقب الأسواق بيانات المخزون اليوم الأربعاء، وسط توقعات بارتفاع المخزونات الأميركية، جنبًا إلى جنب تتزايد التوقعات بشأن احتمالية احتواء الصراع في الشرق الأوسط وفي الوقت ذاته يأتي ارتفاع مؤشر الدولار الأميركي بعد تلميحات قوية إلى عدم خفض الفائدة قريبًا وهو ما يمنح الدولار قوة إضافية تمثل رياحًا عكسية لمشتري النفط.
وبعدما استهل النفط تعاملات اليوم الأربعاء على ارتفاع في التعاملات الأسيوية المبكرة، بدلت أسعار النفط توجهاتها خلال هذه اللحظات من التداول لتسجل تراجعًا يضاف إلى انخفاضات أمس الثلاثاء.
وفي غضون ذلك ارتفعت انخفضت العقود الآجلة للخام الأميركي الخفيف نايمكس بحوالي 0.25% عند مستويات 77.5 دولارًا للبرميل.
وفي الوقت ذاته هبط الخام القياسي برنت بحوالي 0.3% عند مستويات قرب الـ 82 دولارًا للبرميل فاقد ما يقرب من 25 سنتًا في البرميل.
وكان قد انخفض كلا الخامين القياسيين لأربعة أسابيع متتالية، وظل المستثمرون حذرين قبل اجتماع أوبك+ المقرر يوم الأحد المقبل.
وفي جلسة يسودها التقلب انهت أسعار النفط تعاملات أمس الثلاثاء على تباين ليتراجع الخام الأميريكي بينما ارتفع خام القياس برنت.
وصعد الخامان يوم الأثنين الماضي، بنحو نسبة 2%، التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) والمنتجين المتحالفين معها، ستدرس تخفيضات إضافية في إمدادات النفط عندما تجتمع في 26 نوفمبر.
وفي غضون ذلك زادت العقود الآجلة لخام برنت القياسي تسليم يناير بنسبة في حدود 0.15%، لتصل إلى مستويات 82.45 دولارًا للبرميل.
وفي المقابل انخفضت العقود الآجلة للخام الأميركي الخفيف نايمكس ، تسليم يناير بنسبة طفيفة في حدود 0.1% لتصل إلى 77.77 دولارًا للبرميل.
ويتوقع المحللون أن يقوم تحالف أوبك+ بتمديد أو حتى زيادة تخفيضات إمدادات النفط في العام المقبل.
وقال رئيس قسم أسواق وصناعة النفط في وكالة الطاقة الدولية: "إنه حتى إذا مددت دول أوبك+ تخفيضاتها إلى العام المقبل، فإن سوق النفط العالمية ستشهد فائضا طفيفا في المعروض في عام 2024".
وفي الوقت ذاته كشفت بيانات المخزون الأولية نقلا عن أرقام معهد البترول الأميركي بأن مخزونات الخام الأميركية ارتفعت بنحو 9.1 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 17 نوفمبر الماضي.
وانخفضت مخزونات البنزين بنحو 1.79 مليون برميل، بينما انخفضت مخزونات نواتج التقطير بنحو 3.5 مليون برميل، ومن المقرر صدور بيانات الحكومة الأمريكية عن المخزونات يوم الأربعاء.
يرى كبير الاقتصاديين في معهد أبحاث إن إل آي (NLI)، تسويوشي أوينو ان المستثمرين اتخذوا موقف الانتظار والترقب لتأكيد القرار الفعلي لأوبك+.
ومن المرجح أن يقوم أوبك+ بتمديد، أو حتى تعميق، تخفيضات إمدادات النفط في العام المقبل، وفق توقعات 8 محللين.
وترى المحللة في آر بي سي كابيتال، هيليما كروفت أن الأسواق ترى بعض المجال أمام تحالف أوبك + لإجراء تخفيض أعمق.
وفي الوقت ذاته توقعت هيليما كروفت أن تسعى أوبك + بزيادة تخفيضات النفط وخصم براميل إضافية من الأعضاء الآخرين لتقاسم عبء التعديل.
ولفتت محللة في آر بي سي كابيتال، هيليما كروفت إلى أن السعودية وروسيا لا يزال ملتزمتان بالخفض الطوعي الذي يصل إلى نحو 1.3 مليون برميل.
وقالت كروفت: "إعادة فتح اتفاقيات الحصص التي تمّ التوصل إليها في يونيو قد تكون أمرًا صعبًا، وقد تؤدي إلى مفاوضات مطولة بين الأعضا".
وقد تتدفع النقاشات المطولة أوبك بلس إلى البحث عن مزيد من التعديلات الطوعية من المنتجين بشكل منفصل.
قال رئيس وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول، خلال مؤتمر للطاقة في النرويج، اليوم الثلاثاء: "إن سوق النفط على حافة الهاوية بسبب الأزمة الأخيرة في الشرق الأوسط".
وأضاف فاتح بيرول: "أن الحرب في غزة بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية ليس لها في الوقت الحالي تأثير كبير على أسعار السوق".
ومع ذلك، قال بيرول: "إذا حدث وكانت دولة أو أكثر من الدول المنتجة للنفط في المنطقة متورطة بشكل مباشر في الصراع، فقد نرى تداعيات ذلك".
وتركز أسواق النفط العالمية حاليا على تداعيات الهجوم البري الإسرائيلي على حماس في غزة وسط مخاوف من أنه قد يؤدي إلى صراع إقليمي أوسع نطاقا، مما يؤثر على صادرات النفط.
وتعد منطقة الشرق مصدرًا لثلث صادرات النفط في العالم، بينما تمر أكثر من خمس صادارت النفط من مضيق هرمز .
ولفت بيرول إلى ثقة الأسواق باتت على حافة الهاوية، مشيرًا إلى تساؤل الجميع بشأن احتمال ارتفاع الأسعار ومخاوف انقطاع الإمدادات.
جنبًا إلى أشار بيرول إلى حالة القلق المسيطرة على الأسواق بشان أسعار الديزل والخوف من قطع امدادات مضيق هرمز.
وإضافة إلى التوترات الجيوسياسة تأتي الأحداث المناخية المتطرفة وتفاقم أزمة المناخ ومحاولة الدلو المنتجة للنفط الوصول إلى الحياد الكربوني.
وفي غضون ذلك أكدت وكالة الطاقة الدولية أنها مستعدة للتحرك من خلال الإفراج المنسق عن المخزونات الاستراتيجية إذا كان لتصعيد الصراع في الشرق الأوسط أن يؤثر على إمدادات النفط من الشرق الأوسط.
ولفتت وكالة الطاقة الدولية إلى أنه لم يكن هناك حتى الآن أي تأثير مباشر على إمدادات النفط الفعلية من الصراع بين إسرائيل وحماس.