تبحث الدنمارك إمكانية إنهاء الحظر المفروض على الطاقة النووية الذي استمر 40 عاماً، إذ تدرس كوبنهاغن، التي تُعد قوة إسكندنافية في مجال طاقة الرياح، أفضل السبل لتجنب انقطاع التيار الكهربائي على غرار ما حدث الشهر الماضي في إسبانيا والبرتغال.
وقال لارس آغارد، وزير المناخ والطاقة والمرافق العامة في الدنمارك، لصحيفة «بوليتيكن» الدنماركية إن الائتلاف الوسطي في كوبنهاغن سيستغرق عاماً كاملاً لتحليل إيجابيات وسلبيات إحياء الطاقة النووية.
وقالت صحيفة «فايننشال تايمز» إن من شأن رفع الحظر المفروض على الدنمارك منذ عام 1985 أن يضعها في مجموعة متزايدة من البلدان التي تبحث في الطاقة النووية للمساعدة على تحقيق التوازن بين مصادر الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء لديها.
وتحاول الحكومة اليمينية في السويد المجاورة إحياء الطاقة النووية في البلاد، التي لا تزال لديها ثلاث محطات نووية قيد التشغيل، بعد مناقشات كبيرة حول إغلاقها منذ حادث جزيرة ثري مايل في الولايات المتحدة عام 1979.
وتتمتع الدنمارك بإحدى أعلى حصص الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء في أوروبا بفضل مزارع الرياح البحرية الشاسعة على طول ساحلها.
كما أنها تستخدم طاقة الفحم والغاز، بالإضافة إلى وصلات الربط الكهربائي مع دول مثل السويد والنرويج - التي تمتلك موارد نووية ومائية - لضمان مستوى منخفض من انقطاع الكهرباء بالمعايير الأوروبية.
لكن أربعة من أحزاب المعارضة اليمينية في البرلمان الدنماركي، حريصة على إعادة استخدام الطاقة النووية في الدنمارك، وقد طرحت مناقشة مع آغارد يوم الأربعاء.
وقال آغارد لـ«بوليتيكن»: «نلاحظ أن هناك تطوراً جارٍ في تقنيات الطاقة النووية الجديدة: المفاعلات المعيارية الصغيرة».
واجتذبت المفاعلات الصغيرة والمتوسطة، التي يتم بناؤها في المصانع، ومن المحتمل أن توفر أوقات بناء أقصر من المحطات الكبيرة، حماساً كبيراً من المستثمرين على مستوى العالم، ولكن العديد منها لا يزال في مراحل التصميم، أو في انتظار الموافقة التنظيمية.
وقد صرح أندرس فوغ راسموسن، رئيس وزراء الدنمارك السابق والأمين العام السابق لحلف الناتو، لصحيفة «فاينانشيال تايمز» أنه يؤيد رفع الحظر، ووصفه بأنه «سخيف».
في الشهر الماضي، أعلن صندوق مدعوم من الملياردير الدنماركي يواكيم أنتي، عن خطط لجمع 350 مليون يورو (397 مليون دولار) لدعم الصناعة النووية المتقدمة وسلسلة إمداداتها.
وتراهن شركة «92 كابيتال» على نهضة الطاقة النووية؛ بسبب تزايد المخاوف بشأن أمن الطاقة، وقد وضع أنتي، الذي أسس شركة (Unity) لبرمجيات ألعاب الفيديو، حتى الآن 50 مليون يورو من أمواله الخاصة، وفق «فايننشال تايمز».
وهناك جدل خاص في الدنمارك حول مكان إقامة أي محطات طاقة نووية جديدة ومكان تخزين نفايات المفاعلات.
وكان لدى الدنمارك مفاعل أبحاث خارج كوبنهاغن حتى عام 2001 حيث تُخَزَّن النفايات، وقرر برلمانها في عام 2018 إنشاء مرفق آمن للتخلص من النفايات بحلول عام 2073.
وقد تضاءلت شعبية المفاعلات النووية الكبيرة منذ الحوادث التي وقعت بما في ذلك حادثتي تشورنوبل في عام 1986 وفوكوشيما في عام 2011.
وتجاوزت مشاريع الطاقة النووية الكبيرة الأخيرة في دول مثل فرنسا والمملكة المتحدة وفنلندا الميزانية المخصصة لها بشكل كبير، فقد افتتحت فنلندا محطة أولكيلوتو 3 في عام 2023، أي بعد 14 عاماً من الموعد المخطط له وبزيادة أربعة أضعاف الميزانية الأولية تقريباً.