تقارير
تقاريرمصافي النفط الروسية

ضربات أوكرانيا على المصافي الروسية تربك أسواق النفط

وجهت أوكرانيا حربها ضد روسيا إلى مستوى جديد يتمثل في ضربات الطائرات بدون طيار (الدرونز) على مصافي النفط الروسية، ما يضفي تساؤلات ملحة حول التأثير الاقتصادي لحملة أوكرانيا على مصافي النفط الروسية.

وللتوضيح، شنت القوات المسلحة الأوكرانية، بدءًا من يناير وحتى نهاية مارس الماضي، 23 هجومًا على مصافي النفط الروسية ومنشآت التخزين، وفقا لموقع "يورونيوز".

وتلعب مصافي النفط الروسية دورًا حاسمًا في اقتصاد البلاد ووجودها العالمي في مجال الطاقة، وتقوم هذه المصافي بمعالجة النفط الخام وتحويله إلى منتجات بترولية مختلفة، بما في ذلك البنزين والديزل ووقود الطائرات، لتلبية احتياجات الاستهلاك المحلي وأسواق التصدير الدولية.

وباعتبارها واحدة من أكبر منتجي النفط في العالم، تعتمد روسيا بشكل كبير على قدرتها التكريرية للحفاظ على مكانتها في مشهد الطاقة العالمي.

وقد أدت الضربات الأوكرانية على مصافي النفط الروسية إلى تعطيل هذا القطاع الحيوي، مما تسبب في خسائر فورية في الإنتاج وأضرار في البنية التحتية.

ولا تستهدف هذه الضربات البنية التحتية الاقتصادية لروسيا فحسب، بل تعد أيضًا بمثابة تحرك استراتيجي من جانب أوكرانيا للرد على الهجمات الروسية.

ونتيجة لهذه الضربات، تواجه المصافي الروسية تحديات تشغيلية، مما أدى إلى انخفاض الإنتاج وتعطل سلسلة التوريد.

وقالت إيلينا ريباكوفا، مديرة البرنامج الدولي في كلية كييف للاقتصاد، ليورونيوز: "ستتسبب هذه الضربات في إحداث الكثير من الأضرار وإعادة المصافي إلى المسار الصحيح سيكون أمرًا صعبًا للغاية. فهي تعتمد على تكنولوجيا متطورة والكثير من المكونات المستوردة الكبيرة".

وأفاد أسلاك بيرغ، باحث في معهد ستانفورد للتكنولوجيا، بأنه "نظرًا لأن قدرة الاستيراد الروسية من المنتجات النفطية المكررة محدودة على المدى القصير، وبما أنها مهيأة للتصدير، فهي في الواقع طريقة ذكية إلى حد ما لإحداث اضطراب في السوق الروسية مع تأثير محدود على المستوى العالمي".

ويرى أن استراتيجية أوكرانيا حتى الآن تتمثل في شن ضربات ضد مصافي النفط الروسية وليس منشآت إنتاج النفط الخام الروسية أو منصات التصدير.

وأردف: "لقد ضرب الأوكرانيون مصافي التكرير، وليس منشآت إنتاج النفط الخام أو التصدير الروسية، وهذا يسبب مشاكل للسوق المحلية الروسية للمنتجات المكررة، ولكن بالنسبة لبقية العالم، سيتم تعويض الانخفاض في صادرات روسيا من المنتجات من خلال زيادة الصادرات".

لكن محلل السلع في UBS Global Wealth Management، جيوفاني ستونوفو، قال إنه: "يشعر الخبراء أن الحملة الأوكرانية الحالية، إذا اقتصرت على مصافي النفط الروسية، لن تسبب اضطرابات كبيرة في السوق العالمية".

وأضاف: "بعض المشاركين في السوق لا يميزون أو يشعرون بالقلق من أن هجمات الطائرات بدون طيار قد تستهدف أيضًا محطات تصدير النفط الخام في المستقبل القريب. ومن ثم، نرى أيضًا ردة فعل لأسعار النفط الخام".

وعليه، قال ينس نوردفيج، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Exante Data: "إذا استمرت هذه الهجمات، وولدت صعوبات في تصدير النفط الخام، فسيكون من المنطقي افتراض أنه يمكننا إضافة 5 إلى 10 دولارات إلى سعر النفط العالمي".

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com