انخفاض دون التوقعات.. النفط يصطدم بالمخزونات الأميركية

صدرت بيانات مخزونات النفط الأميركية اليوم الأربعاء، والتي كشفت عن تراجع أقل كثيرًا من توقعات الأسواق، ما يضع مزيدًا من الضغط على أسعار النفط الخام، والذي تزامن مع ترقب الأسواق لقرار الفائدة الصادر عن الفيدرالي الأميركي.

وفي التعاملات المبكرة انخفضت أسعار النفط من أعلى مستوياتها في ثلاثة أشهر، بعد أن أظهرت مؤشرات أولية عن معهد البترول ارتفاع مخزونات الخام الأميركية.

وفي غضون ذلك حدت مؤشرات على تقلص الإمدادات العالمية وآمال في حفز الصين لاقتصادها، حدت من الخسائر وخفض كبار المصدرين للصادرات من اتساع التراجعات.

أقل من التوقعات

وكشفت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية اليوم الأربعاء عن تراجع مخزونات النفط الخام بواقع 0.6 مليون برميل مقابل توقعات بتراجع 2.348 مليون برميل، ومقابل تراجع فعلي 0.708 مليون برميل.

وانخفض نشاط مصافي النفط الخام من إدارة معلومات الطاقة الأميركية (أسبوعيا) إلى 0.107 مليون مقابل 0.074 مليون في الأسبوع قبل الماضي.

وانخفضت واردات النفط الخام إلى 1.584 مليون برميل مقابل توقعات بانخفاض 1.937 مليون برميل، ومقابل تراجع فعلي 0.376 مليون برميل.

وانخفض مؤشر معهد البترول الأميركي الأسبوعي لمخزون النفط المقطّر بأقل من التوقعات بواقع 0.245 مليون برميل، مقابل توقعات 0.301 مليون برميل، ومقابل ارتفاع فعلي في الأسبوع قبل الماضي بواقع 0.014 مليون برميل.

وانخفض مخزون البنزين أقل من التوقعات بواقع 0.786 مليون برميل، مقابل توقعات بانخفاض 1.67 مليون برميل، ومقابل تراجع فعلي في الأسبوع قبل الماضي 1.066 مليون برميل.

اقرأ أيضًا- انخفاض غير متوقع.. بيانات سلبية تضغط على الفيدرالي

هبوط إيجابي

وفي المقابل انخفض مخزون كوشينغ من النفط الخام بأعلى من التوقعات بواقع 2.6 مليون برميل، مقابل توقعات بانخفاض 1.442 مليون برميل ومقابل تراجع فعلي بواقع 2.891 مليون برميل.

وانخفض إنتاج الوقود المقطر بواقع 0.251 مليون برميل، مقابل توقعات بارتفاع 0.002 مليون برميل، ومقابل تراجع فعلي 0.054 مليون برميل.

وانخفض إنتاج البنزين 0.035 مليون بنزين، مقابل توقعات بارتفاع 0.045 مليون برميل، ومقابل تراجع فعلي بواقع 0.584 مليون برميل.

وانخفض مخزون وقود التدفئة بواقع 1.002 مليون برميل، مقابل توقعات بارتفاع 0.222 مليون برميل، ومقابل ارتفاع فعلي بواقع 0.223 مليون برميل.

عمليات بيعية

وفي غضون ذلك قال هيرويوكي كيكوكاوا، رئيس إن.إس تريدينج، وهي وحدة تابعة لنيسان سيكيوريتيز: "إن زيادة مخزونات الخام الأميركية الأسبوع الماضي تسببت في بعض عمليات البيع".

وأضاف هيرويوكي كيكوكاوا: "إن المستثمرين عمدوا أيضا إلى ترتيب مراكزهم قبل قرار السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي".

اقرأ أيضًا-تشديد الفيدرالي يؤجج أزمة قروض الرهن العقاري

بيانات معهد البترول

ووفقًا لمؤشرات معهد البترول الأولية ارتفعت مخزونات الخام الأميركية بنحو 1.32 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 21 يوليو، مقابل توقعات بتراجع قدره 2.3 مليون برميل.

في الوقت ذاته تراجعت مخزونات البنزين بنحو 1.04 مليون برميل، في حين ارتفعت مخزونات نواتج التقطير بنحو 1.61 مليون برميل، بحسب معهد البترول.

دعم الأسعار

وبعد تعهدات صينية بدعم ثاني أكبر اقتصاد في العالم ارتفعت أسعار النفط أمس الثلاثاء أعلى مستوياتها منذ 19 أبريل وسط مخاوف من تقلص الإمدادات.

وحققت أسعار النفط مكاسب أسبوعية أربع مرات متتالية مع توقعات تقلص إمدادات الخام بسبب خفض منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء لها للإنتاج.

وأظهرت أحدث بيانات حكومية صدرت أمس أن صادرات النفط السعودية تراجعت نحو 40% في مايو مقارنة بالفترة نفسها قبل عام.

محركات السوق

ويأخذ المستثمرون في الاعتبار رفع الفائدة ربع نقطة مئوية من البنك المركزي الأميركي والمركزي الأوروبي، لذلك سيكون التركيز منصبا على تصريحات جيروم باول و كريستين لاغارد بخصوص رفع الفائدة مستقبلا.

بينما تترقب أطراف السوق أيضا أن تطبق الصين إجراءات تحفيز لدعم اقتصادها المتعثر، الأمر الذي سينعش على الأرجح الطلب على النفط في ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم.

وفيما يتعلق بالإمدادات قال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي، يوم الجمعة: "إن تحركات أوبك+ لدعم سوق النفط كافية في الوقت الراهن، مضيفا أن المجموعة متأهبة لاتخاذ المزيد من الخطوات عند الضرورة".

قص المعروض

وقال فيل فلين المحلل في برايس فيوتشرز غروب: "بدأت الإمدادات العالمية في التراجع، وقد يتسارع ذلك بصورة كبيرة في الأسابيع المقبلة".

وفي وقت سابق قالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية: "إن مخزونات النفط الخام تقلصت وسط قفزة في صادرات الخام وزيادة استخدام المصافي".

وأشار المحلل في برايس فيوتشرز غروب: "قد تتأثر الأسعار أيضا بالمخاطر المتزايدة التي تنذر بتصاعد الأزمة بين روسيا وأوكرانيا".

خفض الإنتاج

ويرى فيل أن الأسواق باتت تتوقع أن قيود الإنتاج التي فرضها المنتجون بقيادة السعودية وروسيا مؤخرًا، ستبدأ قريبًا تؤتي أكلها.

وأشار فيل إلى بدء تقارب الفارق بين الطلب والعرض بشكل كبير وربما يتحول السوق إلى العجز.

وأكد المحلل في برايس فيوتشرز غروب أن عجز الإمدادات الذي يلوح في الأفق في النصف الثاني من العام بات مدعومًا الآن بأرقام راسخة.

وقال محللو كوميرز بنك تشير البيانات إلى أن واردات الصين والهند من النفط الخام الروسي سجلت أعلى مستوى لها على الإطلاق في يونيو.

ورجح محللو كوميرز بنك أن عجز الإمدادات الذي يلوح في الأفق في النصف الثاني من العام بات مدعوم الآن بأرقام راسخة.

اقرأ أيضًا-سيناريو الفائدة.. الأسواق تنتظر قرار الفيدرالي وإشارات باول

اقرأ أيضًا- هبوط جماعي.. القلق والترقب يعصف بأسهم أوروبا