بارونز
بارونز

صفقة تويوتا.. بطاريات السيارات الكهربائية ليست كالنفط

تثير التحولات التكنولوجية دائماً أسئلة جديدة، بينما يتعلم المستثمرون والجمهور إيجابيات وسلبيات التكنولوجيا الجديدة.

والسيارات الكهربائية ليست خارج الحلبة، حيث احتدمت المناقشات حول النطاق والتكلفة والراحة لسنوات، إلى جانب المناقشات حول مدى كون المركبات الكهربائية "خضراء" بالفعل.

وكشفت الصفقة المبرمة بين شركة تويوتا وشركة "ريدوود ماتريالز" (Redwood Materials) الناشئة لإعادة التدوير، والتي تم الإعلان عنها يوم الخميس، عن كيفية معالجة بعض المخاوف البيئية المتعلقة بالمركبات الكهربائية.

وأعلنت شركة ريدوود، التي أسسها جيفري ستراوبيل، المدير التنفيذي لشركة تسلا في وقت مبكر، وتويوتا عن صفقة إعادة تدوير البطاريات وشراء المواد. وستقوم تويوتا بشراء مواد الكاثود والنحاس من عمليات إعادة التدوير في شركة ريدوود.

والكاثود هو أحد مكونات البطارية الذي يسهل حركة الشحنات الكهربائية، ويتضمن كاثود بطارية السيارة الكهربائية مجموعات من العناصر مثل الليثيوم والحديد والكوبالت وغيرها.

وقال كريستوفر يانغ، نائب رئيس المجموعة لتطوير الأعمال في تويوتا موتور أميركا الشمالية، في بيان صحفي: "إن تسريع جهود إعادة التدوير لدينا وشراء المكونات المحلية، يجعلنا أقرب إلى هدفنا النهائي المتمثل في إنشاء نظام بيئي للبطاريات ذات الحلقة المغلقة، والذي سيصبح ذا أهمية متزايدة مع إضافة المزيد من المركبات المزودة بالبطاريات إلى الطرق عبر أميركا الشمالية".

وتُصنع البطاريات جزئياً من المعادن وتتم إعادة تدويرها، ولا تخرج جميع المعادن التي سينتهي بها الأمر في المركبات الكهربائية من الأرض، حيث يمكن أن يكون التأثير البيئي للتعدين كبيراً. لكن الفرق الرئيسي بين المعادن والنفط، الذي يخرج أيضاً من الأرض، هو أن المعادن، بشكل أساسي، تدوم إلى الأبد ويتم إعادة تدويرها، أما النفط فيتم استهلاكه.

وبهذه الطريقة، تكون البطارية أشبه بخزان بنزين باهظ الثمن أكثر من كونها تشبه البنزين نفسه. أما البنزين فيماثل الكهرباء الموجودة في البطارية. واليوم، يتم توليد حوالي 40% من الكهرباء في الولايات المتحدة من خلال أصول لا تولد ثاني أكسيد الكربون، وهو الغاز الرئيسي المسؤول عن تغير المناخ العالمي. ويشمل ذلك توليد الكهرباء بالطاقة النووية والمائية وطاقة الرياح والطاقة الشمسية.

ولا تزال ممارسات التعدين مهمة، لكن الصناعات المعدنية ببساطة لا يمكن مقارنتها من حيث الحجم بأسواق الطاقة. لنأخذ على سبيل المثال ألبيمارل (ALB) وإكسون موبيل (XOM). ألبيمارل هي أكبر شركة لاستخراج الليثيوم في العالم. ومن المتوقع أن تحقق أعمالها في مجال الليثيوم مبيعات، تبلغ نحو 7 مليارات دولار في عام 2023. وإذا كانت كل مركبة خفيفة تباع كل عام على مستوى العالم كهربائية بالكامل، وحافظت ألبيمارل على حصتها في السوق العالمية، فإن المبيعات ستكون أقرب إلى 70 مليار دولار. ومن المتوقع أن تصل مبيعات إكسون في عام 2023 إلى 350 مليار دولار. وتمتلك إكسون حصة سوقية أقل في النفط من حصة ألبيمارل في الليثيوم.

ولا ننسى أيضاً أن كمية الفحم التي يتم استخراجها من الأرض، تبلغ ضعف كمية النفط ويتم حرق الفحم بشكل رئيسي لتوليد الكهرباء.

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com