أعلنت وزارة الاقتصاد الألمانية، في برلين، عن توجه وزير الاقتصاد وحماية المناخ الألماني، روبرت هابيك، إلى الجزائر، اليوم الأربعاء، بهدف "بحث سبل تعزيز التعاون الثنائي في مجال توسيع نطاق مصادر الطاقة المتجددة وبناء صناعة الهيدروجين الخضراء".
ويرافق الوزير، الذي يشغل أيضا منصب نائب المستشار الألماني أولاف شولتس، خلال الزيارة التي تستمر حتى غد الخميس، وفد اقتصادي.
ومن المقرر أن يجري الوزير الألماني خلال زيارته محادثات ثنائية مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، ووزير الطاقة والمناجم الجزائري محمد عرقاب ووزير الصناعة والمنتجات علي عون.
ومن الموضوعات الأخرى التي ستركز عليها الزيارة، مشروع الممر الجنوبي للهيدروجين Corridor Sud H2، والذي يهدف إلى تمكين واردات الهيدروجين المستقبلية، عبر خط أنابيب من الجزائر وتونس إلى إيطاليا والنمسا وألمانيا.
وتنعقد المباحثات في إطار الشراكة الجزائرية الألمانية في مجال الطاقة، وبالإضافة إلى الوزير، سيشارك أيضا ممثلون عن قطاع الأعمال الألماني والجزائري.
بدوره، قال الوزير هابيك: "تربط بين ألمانيا والجزائر علاقات طويلة الأمد ومستقرة في مجال الطاقة والاقتصاد. تأتي رحلتي إلى الجزائر في لحظة سياسية واقتصادية مهمة للبلاد والمنطقة".
وأضاف أن "إمكانات أكبر دولة في إفريقيا، والتي تقع على مقربة من أوروبا، لتوليد الطاقة المستدامة، والتحول الصديق للمناخ هائلة. يمكن للشركات الألمانية أن تكون شريكًا مهمًا وتدعم الجزائر في تنويع اقتصادها، مما يجعلها قادرة على مواجهة المستقبل وخلق فرص عمل جديدة".
وفي غضون ذلك، أظهر تقرير لمنتدى الدول المصدرة للغاز، في يناير 2024، أن الجزائر جاءت في المرتبة الثانية من بين الدول المصدرة للغاز الطبيعي عن طريق الأنابيب إلى الاتحاد الأوروبى العام الماضي، بحصة بلغت 19%، كما حققت ارتفاعا هاما في صادراتها من الغاز المسال.
وفي 23 أكتوبر الماضي، أجرت الجزائر محادثات مع ألمانيا لتصبح موردا رئيسيا للهيدروجين الأخضر لأكبر اقتصاد في أوروبا، ومع الخطط الجارية لترقية خطوط الأنابيب للوصول إلى مساحة أوسع من القارة.
وكانت الجزائر تستعد لتغطية ما يصل إلى 10% من الطلب الأوروبي على الهيدروجين الأخضر، وركزت المناقشات على تحويل وتوسيع خطوط أنابيب الغاز الطبيعي القائمة لتزويد جنوب ألمانيا بالهيدروجين الأخضر.
ولتحقيق ذلك، سعت شركة نقل الغاز الطبيعي الإسبانية Enagás إلى ربط المنطقة الصناعية القريبة من مضيق جبل طارق، بشبكة خطوط الأنابيب في الجزائر بحلول عام 2030. بالإضافة إلى ذلك، كجزء من شراكة أوسع بين الجزائر وألمانيا، تهدف إلى تعزيز تنمية الغاز الطبيعي.
وكان من المقرر أن يقدم بنك التنمية الألماني KfW الدعم المالي لمشروع تجريبي للهيدروجين الأخضر بقدرة 50 ميجاوات في الدولة الواقعة في شمال إفريقيا.