بعد التراجعات الكبيرة بنهاية تعاملات أمس الثلاثاء، استهلت أسعار النفط التداولات الأسيوية اليوم الأربعاء على ارتفاع بفضل توقعات زيادة حدة التوترات في المنطقة.
وتأتي تلك التوقعات بعدما استخدمت واشنطن مرة أخرى حق النقض (الفيتو) أمس الثلاثاء ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي بشأن الحرب بين إسرائيل وحماس.
وفي المقابل تتزايد المخاوف بشأن تصاعد حدة التوترات في المنطقة وسط تلويح إسرائيلي باجتياح كامل لمدينة رفح، ما دفع دول الاتحاد الأوروبي لتحذير إسرائيل من شن هجوم على المدينة.
جنبًا إلى جنب تتزايد المخاوف بشأن تباطؤ الطلب مع إرجاء البنوك المركزية لدور خفض أسعار الفائدة تظامنًا واستمرار مؤشرات ارتفاع التضخم.
النفط الآن
ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 15 سنتا، بما يعادل 0.2% وصولا إلى مستويات 82.56 دولار للبرميل في التعاملات الأسيوية المبكرة.
وفي الوقت ذاته زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأميركي 12 سنتات أو ما يعادل 15% وضولا إلى مستويات 78.35 دولار.
اقرأ أيضًًا- قصة آلات.. كيان سعودي انطلق اليوم لينافس عمالقة صُناع الرقائق
النفط أمس
انخفضت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي تسليم أبريل عند نهاية تعاملات أمس الثلاثاء بنسبة 1.4%، وصولا إلى 82.34 دولارًا للبرميل.
وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأميركي -تسليم مارس بنسبة 1.27% إلى 78.18 دولارًا للبرميل،
وفي الأسبوع الماضي ارتفع خام برنت القياسي خلال أسبوع 1.6% وزاد خام غرب تكساس بنسبة 3%.
توترات المنطقة
قال محلل السوق في آي جي (IG)، توني سيكامور أن أسواق توازن بين مخاوف الطلب الضاغطة على الأسعار والتوترات الجيوسياسية المستمرة في الشرق الأوسط المحفزة لها".
ولفت محلل السوق السوق لدى (آي.جي) إلى أن الحوثيون المتحالفون مع إيران واصلوا هجماتهم على الممرات الملاحية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، حيث تعرضت أربع سفن أخرى على الأقل لضربات بطائرات مسيرة وصواريخ منذ يوم الجمعة.
ومنذ يوم الجمعة الماضي أصابت الهجمات بطائرات مسيرة وصواريخ أربع سفن على الأقل وسط مخاوف من تصاعد الهجمات بعدما أدى الفيتو الأمير كي إلى عرقلة مطلب وقف فوري لإطلاق النار.
اقرأ أيضًا- لماذا تهتم الأسواق بمحضر اجتماع الفيدرالي؟
النفط الروسي
جنبًا إلى جنب عززت تأكيدات روسيا بأنها تعتزم الوفاء بحصتها في الإنتاج وفقًا لاتفاق أوبك+، في فبراير رغم تراجع تكرير النفط.
وفي وقت سابق تعهدت موسكو بخفض الإنتاج 500 ألف برميل يوميا في إطار حزمة تخفيضات أوبك+، إضافة إلى خفض الصادرات بواقع 300 ألف برميل.
وقال وزير الطاقة الروسي : " إن إنتاج مصافي التكرير في روسيا انخفض 7% منذ بداية العام، بعد أن تعرضت المنشآت لأضرار بسبب هجمات الطائرات المسيرة الأوكرانية".
تباطؤ الطلب
يرى محللو إيه إن زد (ANZ) أن علامات الطلب القوي في الصين عززت المعنويات، ودعمت ارتفاع أسعار النفط الخام، بعدما خفضت الصين الفائدة وانتعشت السياحة.
وبيد أن محللو إيه إن زد (ANZ) لفتوا إلى أن المخاوف من أن يستغرق خفض الفيدرالي أسعار الفائدة وقتا أطول مما كان متوقعا تلقي بظلالها على توقعات الطلب على النفط.
وأدت بيانات التضخم الأميركية الأسبوع الماضي إلى تراجع التوقعات ببداية وشيكة لدورة التيسير النقدي في الولايات المتحدة.
اقرأ أيضًا- قرار تاريخي.. الصين تسارع لوقف انهيار العقار
مخزونات النفط
وتترقب أسواق الطاقة بيانات المخزون الأميركية التي تأجل الغعلان عنها يومًا واحدًا بسبب الاحتفال بيوم الرؤساء.
ووفقًا لتوقعات الأسواق وإس أند بي غلوبال من المرجح أن مخزونات الخام الأميركية ارتفعت الأسبوع الماضي في حين انخفضت مخزونات نواتج التقطير والبنزين.
وتوقع الأسواق أن مخزونات الخام ارتفعت بنحو 4.3 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 16 فبراير شباط.
المخاوف قائمة
قال جيوفاني ستونوفو المحلل لدى يو.بي.إس: "العوامل الداعمة للأسعار لم تعوض بشكل كامل مخاوف الطلب، حيث عدل تقرير وكالة الطاقة الدولية الأسبوع الماضي توقعات نمو الطلب على النفط لعام 2024 بالخفض".
وأضاف ستونوفو: " يأتي ذلك وسط توقعات بأن تحل الطاقة المتجددة محل الوقود الأحفوري، وهو ما يفاقم الضغط على الأسعار".
ولفت المحلل لدي يو بي إس إلى عودة قوة الدولار مشيرًا إلى أن ارتفاع العملة الأميركية يجعل النفط المقوم بها أقل جاذبية للمستثمرين من حائزي العملات الأخرى، مما يؤثر سلبا على الطلب.
ولفت المحلل لدى يو.بي.إس إلى أن ما يحد من مكاسب النفط تباطؤ توقعات الطلب من وكالة الطاقة الدولية وارتفاع مؤشر أسعار المنتجين الأمريكيين بأكثر من المتوقع في يناير الأمر الذي أدى إلى زيادة المخاوف حيال التضخم.