أوضح تقرير «رابوبنك» أن ضعف الطلب من الصين والولايات المتحدة، بالإضافة إلى زيادة كبيرة متوقعة في المعروض، وخاصة مع التغيرات الديموغرافية طويلة الأجل، دفعت البنك إلى إعادة تقييم توقعات الأسعار. ويتوقع البنك الآن أن يبلغ متوسط سعر برنت 71 دولاراً في الربع الأخير من عام 2024. وعلى المدى الطويل، تشير التوقعات إلى أن الأسعار ستصل إلى 70 دولاراً في 2025، ثم ترتفع إلى 72 دولاراً في 2026، لتستقر حول 75 دولاراً في عام 2027.
وكان بنك «رابوبنك» أعلن سابقاً خفض توقعاته لأسعار خام برنت للربع الرابع من عام 2024، مشيرًا إلى أن السعر المتوقع أصبح 82 دولاراً للبرميل بدلاً من 86 دولاراً. كما تم تعديل توقعات أسعار 2025 لتصل إلى 85 دولاراً للبرميل، بعدما كانت 92 دولاراً، وذلك نتيجة تقديرات تفيد بأن السوق يتحرك من حالة العجز إلى التوازن، وفقاً لخبراء الاقتصاد في البنك.
بحسب تحليل «رابوبنك»، فإن كل زيادة في المعروض اليومي بمقدار نصف مليون برميل تؤدي إلى انخفاض قدره 10 دولارات في أسعار خام برنت. وتشير التوقعات إلى أن السوق سيشهد فائضاً في المعروض بنحو 700 ألف برميل يومياً في عام 2024، مما يعكس التغيير الكبير في توقعات البنك.
ورغم التوقعات بانخفاض إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة في 2025، بالإضافة إلى تخفيضات محتملة في الإنتاج الروسي لتعويض الفائض، يرى البنك أن هذا قد يؤدي إلى بعض الارتفاع في الأسعار خلال النصف الثاني من العام وفي 2026. إلا أن التوقعات العامة تشير إلى استقرار السوق على المدى الطويل، مع تأثير الأسعار المنخفضة في الولايات المتحدة على تراجع عمليات الحفر الجديدة.
ومن جهته، أشار «كوميرتس بنك» مؤخراً إلى أنه على الرغم من تصاعد الصراع في الشرق الأوسط، فإنه من غير المحتمل أن تشهد علاوة المخاطر على أسعار النفط الخام زيادة كبيرة، أو أن تستمر الأسعار في الارتفاع بشكل كبير. وفي مذكرة صادرة يوم الثلاثاء، أوضح البنك أن خام برنت سجل مؤخراً أكبر ارتفاع أسبوعي له منذ أبريل، بينما حقق خام غرب تكساس الوسيط أكبر مكسب له منذ فبراير. ومع ذلك، فإن هذه الزيادات لم تمح سوى جزء من الخسائر الكبيرة التي تكبدتها الأسواق منذ بداية الشهر.
أفاد «كوميرتس بنك» بأن الصراع في الشرق الأوسط مستمر منذ ما يقرب من عام، دون أن يؤدي إلى اضطرابات كبيرة في إمدادات النفط في السوق. وقد نجح معظم منتجي النفط في تجنب تأثيرات الصراع.
وأضاف البنك أنه من غير المحتمل أن يؤدي الصراع بين إسرائيل وحزب الله إلى تعطيل الإمدادات، إلا إذا تصاعد الصراع ليشمل هجوماً إسرائيلياً على البنية التحتية النفطية الإيرانية أو منع إيران مرور النفط عبر مضيق هرمز. ويقدر «كوميرتس بنك» أن احتمال وقوع هذه الأحداث منخفض للغاية.
وتراجعت أسعار النفط يوم الأربعاء، بعد موجة ارتفاع قوية في الجلسة السابقة بفعل التفاؤل بشأن مزيد من إجراءات التحفيز في الصين. وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.9% لتصل إلى 73.78 دولار للبرميل، في حين تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بنسبة 1.1% لتسجل 70.75 دولار للبرميل.