وول ستريت
وول ستريتshutterstock

بحيرة الملح الكبرى.. كنز أميركا من الليثيوم

قد تحمل أكبر بحيرة مياه مالحة في أميركا مفتاحاً لمستقبل الطاقة في البلاد.
تخطط شركة ناشئة في كاليفورنيا هذا الصيف، للبدء بمشروع لامتصاص المياه من البحيرة المالحة الكبرى، لاستخراج أحد معادنها القيمة العديدة: الليثيوم، وهو عنصر بالغ الأهمية في صناعة البطاريات القابلة لإعادة الشحن المستخدمة في السيارات الكهربائية، وستتم بعد ذلك إعادة ضخ المياه مرة أخرى في البحيرة، وهو ما تقول شركة Lilac Solutions إنه يعالج المخاوف بشأن الآثار الضارة لاستخراج المعادن.

وتقول شركة Lilac إنها ستستخدم سلسلة من الأنابيب، لامتصاص 80 ألف غالون من الماء في الدقيقة لاستخراج المعدن، كما تخطط لإنتاج ما يصل إلى 20 ألف طن من الليثيوم المستخدم في البطاريات سنوياً، في موقعها في شمال ولاية يوتا.

يعد هذا الجهد واحداً من عشرات المشاريع في جميع أنحاء الولايات المتحدة، التي تتنافس لبناء إمدادات محلية من الليثيوم ومعادن البطاريات الأخرى، مع توقع ازدهار اعتماد السيارات الكهربائية كجزء من تحول البلاد إلى طاقة أنظف. وتخصص إدارة بايدن مليارات الدولارات لتعزيز سلسلة توريد البطاريات الأميركية، وتقليل الاعتماد على الصين، التي تهيمن على الإنتاج العالمي لمعادن البطاريات.

ويكمن التحدي في إيجاد طرق لاستخراج المعادن بكفاءة من الصخور والمياه مع تقليل الأضرار البيئية.

وفي هذا الشأن يقول ديف سنيداكر، مؤسس شركة Lilac ورئيسها التنفيذي: "موارد الليثيوم في الولايات المتحدة كبيرة جداً من حيث الحجم، لكن استخراجها يمثل تحدياً كبيراً".

ويتم استخراج الليثيوم منذ عقود، لكن Lilac تقول إن هذه الطريقة الجديدة، سيكون لها تأثير أقل على بيئة المنطقة مقارنة بالطرق الأخرى.

وتتمثل إحدى طرق الاستخراج الشائعة بضخ المياه الجوفية المالحة إلى برك واسعة من صنع الإنسان، حيث يفصل التبخر الليثيوم عن العناصر الأخرى على مدى 18 شهراً أو أكثر. واستخدمت شركات التعدين في تشيلي وأماكن أخرى هذا النهج، الذي يستنزف موارد المياه الشحيحة ويمكن أن يترك رواسب من المخلفات السامة.

وتقول شركة Lilac إن تقنيتها أسرع بكثير، حيث تستغرق بضع ساعات من وقت الاستخراج، مع الحفاظ على مستويات المياه، حيث تستخدم حشوات خزفية قابلة لإعادة الاستخدام، تلتصق بذرات الليثيوم لفصلها عن المحلول الملحي. ويقول سنيداكر إن الشركة أمضت أكثر من 500 ألف ساعة في اختبار التكنولوجيا على أكثر من 70 عينة من المياه المالحة حول العالم.

وتخطط شركة Lilac للإعلان هذا الأسبوع أنها جمعت 145 مليون دولار من مستثمرين، بما في ذلك صندوق  "بريك ثرو انرجي فينتشرز" التابع لبيل غيتس، وشركة ميتسوبيشي، اليابانية، للمساعدة في تمويل المشروع.

وقال سنيداكر إن Lilac تجري أيضاً مناقشات مع شركات تصنيع البطاريات الكبرى، وشركات صناعة السيارات المهتمة بتأمين إمدادات محلية من الليثيوم المستخدم في البطاريات، وأضاف أنها تعمل أيضاً على مشروع تجريبي في تشيلي.

وتعد المياه المالحة من بين الموارد الواعدة لليثيوم في الولايات المتحدة. وتقوم شركة إكسون موبيل بالتنقيب عن المحاليل الملحية المحملة بالليثيوم في أعماق الأرض، في منطقة سماكوفر في أركنساس، كما تعمل شركات أخرى على استخراج الليثيوم من المحاليل الملحية في بحر سالتون بكاليفورنيا.

وفي بحيرة سولت ليك الكبرى أو بحيرة الملح الكبرى، استخراج المعادن ليس بالأمر الجديد، حيث ظلت البحيرة تتقلص منذ عقود بسبب التحويلات الزراعية والصناعية وغيرها من مياه التغذية. ويشكل استخراج المعادن نحو 13% من تحويل المياه، بحسب دراسة أجريت عام 2019. وفي الوقت نفسه، أصبحت البحيرة عبارة عن نبع مركز من المعادن، حيث لا يوجد بها منفذ يسمح لها بتصريف ما يتدفق إليها.

ويضغط مشروع قانون أقرته الهيئة التشريعية في ولاية يوتا في عام 2023، على الشركات لتقليل استخدام مياه البحيرة. وقالت شركة إنتاج المعادن كومباس مينيرالز الأسبوع الماضي، إنها أنهت مشروع الليثيوم هناك، مشيرة إلى المخاطر التنظيمية المتزايدة.

وقال سنيداكر إن عملية Lilac مختلفة لأنها لا تستخدم أحواض التبخر، وأنها تلقت استجابة إيجابية من الهيئات التنظيمية المحلية، وقال: "نحن قادرون على القضاء على أحواض التبخر بالكامل".

وتتم مراقبة جهود الشركة عن كثب بعد انهيار أسعار الليثيوم ومعادن البطاريات الأخرى في عام 2023، مما دفع شركات التعدين إلى إبطاء توسعات المشاريع وتعليق مشاريع جديدة. وتهدد هذه التأخيرات بإبطاء مساعي البلاد لتطوير سلسلة توريد البطاريات، حتى مع ارتفاع الطلب على الليثيوم.

وقال سنيداكر إن الأمر سيستغرق حوالي عامين لشركة Lilac لبناء مصنعها، والذي سيشمل مصفاة لتركيز الليثيوم وتحويله إلى مادة صالحة للبطارية. وسيتزايد الإنتاج بمرور الوقت، بدءاً بحوالي 3000 طن من الليثيوم سنوياً، وسيتطلب ذلك امتصاص حوالي 12000 غالون من الماء في الدقيقة على مدار الساعة.

وأضاف: "نحن نعيد اكتشاف بحيرة سولت ليك الكبرى كمورد كامل".

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com