أوقفت شركة "شل" أعمال البناء في أحد أكبر مصانع الوقود الحيوي في أوروبا، مما يشكل ضربة قوية لآمال شركات الطيران في تقديم رحلات منخفضة الكربون للركاب.
إذ أعلنت شركة النفط والغاز العملاقة، اليوم الثلاثاء، عن قرار إيقاف النشاط في المصنع، ومقره مدينة روتردام الهولندية، الذي كان مصمما لتحويل النفايات إلى وقود للطائرات، وفقا لما نقلته صحيفة "تليغراف" البريطانية.
وكانت المنشأة مصممة لإنتاج 820 ألف طن من الوقود الحيوي سنويًا، نصفها كان من المقرر استخدامه في إنتاج وقود الطيران المستدام (SAF) المصنوع من زيت الطهي المستخدم والدهون الحيوانية.
وقد تم الترويج لشركة شل كمورد رئيس لوقود الطائرات المستدام بعد أن أعلنت شركتها الفرعية الهولندية عن مشروع الوقود الحيوي في عام 2021، وكان من المتوقع أن تبدأ العمليات في عام 2025.
ومع ذلك، أكدت شركة شل نيدرلاند رافينادري "الشركة الفرعية في هولندا"، يوم الثلاثاء، أنها تقوم بإجراء "مراجعة خفض قيمة" المشروع، مما أثار الشكوك حول جدواه على المدى الطويل.
الشركات تتراجع
وكان وقود الطائرات المستدام في طليعة خطط شركات الطيران لتحويل وتسويق الرحلات الجوية على أنها "منخفضة الكربون"، حيث تسعى جاهدة للحد من تأثير الصناعة على البيئة.
ويعد إعلان شل واحدا من سلسلة من النكسات التي تعرضت لها مشاريع الكربون المنخفض التي تنفذها شركات الطاقة الكبرى.
ويأتي ذلك في أعقاب إعلان شركة "بريتش بتروليوم"، الأسبوع الماضي، أنها أوقفت مؤقتًا جميع مشاريع طاقة الرياح البحرية الجديدة، مع قرار رئيسها الجديد، موراي أوكينكلوس، بالتركيز بشكل متزايد على الوقود الأحفوري.
كما أوقف الرئيس الجديد للشركة البريطانية أيضًا مشروعين للوقود الحيوي في ألمانيا والولايات المتحدة.
وقد اعتمد وائل صوان، الرئيس التنفيذي لشركة شل، نهجا مماثلا لزيادة العائدات.
وفي أعقاب قرار روتردام، قال هوبرت فيجيفينو، مدير حلول الطاقة المتجددة في شل، إن "التوقف المؤقت لأعمال البناء في الموقع الآن سيسمح لنا بتقييم الطريقة الأكثر تجارية للمضي قدمًا في المشروع".
وأردف: "نحن ملتزمون بهدفنا المتمثل في تحقيق انبعاثات صفرية صافية بحلول عام 2050، مع كون الوقود منخفض الكربون جزءًا أساسيًا من استراتيجية شل لمساعدتنا وعملائنا على إزالة الكربون بشكل مربح".
ومن النادر أن تقوم الشركات بتعليق تطوير المشاريع التي هي قيد التنفيذ بالفعل.
ومع ذلك، ففي عهد صوان - الذي تولى منصبه في يناير 2023 - ألغت شل وباعت مشاريع الطاقة المتجددة والهيدروجين، وتراجعت عن أسواق الطاقة الأوروبية والصينية، وباعت مصافي التكرير للتركيز على العمليات الأكثر ربحية، وخاصة في مجال النفط والغاز.
وأدت سياسة الرئيس التنفيذي إلى ارتفاع سعر سهم شل بنسبة 11% حتى الآن هذا العام.
وفي السياق، أشار جوشوا ستون، المحلل لدى شركة "يو بي إس"، لوكالة رويترز، إلى أن التوقف يتوافق مع استراتيجية شل للتركيز على العائدات.
وأضاف أن "التأخيرات تسلط الضوء على أن سوق الوقود الحيوي المتقدم ليس سوقاً سهلاً. فقد اختبرته شركات النفط الكبرى، ووجدت أنها سوق صعبة".
لكن شل لم تُنه أسبابها بعد، إذ ذكرت الشركة أنها ستقدم تفاصيل إضافية في تحديثها التجاري ربع السنوي يوم الجمعة.