بيسنت: الصينيون للأسف من كبار مشتري نفط إيران
واشنطن تشجع أوروبا لتوسيع عقوبات النفط الروسي
يبدو أن النفط الإيراني والروسي «الرخيص نسبياً» قد يكون سبباً في مشكلة جديدة تطفو على السطح، وربما يؤدي إلى توتر تجاري ونقطة خلاف تهدد هدنة هشة بين الولايات المتحدة والصين أكبر اقتصادين في العالم.
أعلن وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، مساء أمس الاثنين، أن الإدارة الأميركية اتفقت مع الصين على إجراء محاثات تجارية لمتابعة مستجدات الهدنة التجارية التي اتفق البلدان عليها في مايو الماضي.
أبدى بيسنت أسفه لكون الصين من كبار المشترين للنفطين الروسي والإيراني الخاضعين للعقوبات.
وأشار إلى محادثات ستُعقد في المستقبل «القريب جداً» مع الإدارة الصينية بشأن ذلك.
وقال: «أعتقد أن التجارة بيننا في وضع جيد، ويمكننا الآن البدء بالحديث عن أمور أخرى»
كما أضاف: «يمكننا أيضاً مناقشة المشكلة الكبرى التي لا يمكن تجاهلها، وهي إعادة التوازن الكبيرة التي يتعين على الصين القيام بها».
ولطالما اشتكى المسؤولون الأميركيون من فائض الطاقة الإنتاجية للصين في مختلف القطاعات الصناعية، بما في ذلك صناعة الصلب.
ارتفعت واردات الصين من النفط الإيراني بشكل ملحوظ في يونيو، حيث تجاوزت 1.8 مليون برميل يومياً، وهو مستوى قياسي وفقاً لشركة «فورتيكسا».
أظهرت بيانات الجمارك الصينية أول أمس، أن واردات البلاد من النفط الخام من روسيا انخفضت 1% في يونيو عنها قبل عام إلى 8.35 مليون طن أو 2.03 مليون برميل يومياً.
في إشارة إلى محاولة واشنطن الضغط على شركائها لتحقيق أقصى تأثير للعقوبات، قال بيسنت إنه سيشجع أوروبا على أن تحذو حذو الولايات المتحدة إذا فرضت تعريفات جمركية ثانوية على روسيا، وهي العقوبات التي تطال الدول والكيانات التي تشتري النفط الروسي.
إلى ذلك اقترحت المفوضية الأوروبية يوم الجمعة الماضي، تحديد سقف سعري للنفط الروسي عند 15% تحت متوسط سعر الخام في السوق في الأشهر الثلاثة السابقة.
وضغط الاتحاد الأوروبي وبريطانيا على مجموعة الدول السبع لخفض سقف السعر على مدى الشهرين الماضيين، بعد أن أدى انخفاض أسعار العقود الآجلة للنفط إلى جعل مستوى 60 دولاراً للبرميل الحالي غير ملائم.
هدد ترامب روسيا بعواقب تجارية في حال عدم التوصل إلى اتفاق سلام مع أوكرانيا خلال 50 يوماً.
وقال: «التعريفات الجمركية التي تصل إلى حوالي 100% تُسمى تعريفات ثانوية، أنتم تفهمون ما يعنيه ذلك، أستخدم التجارة لأغراض كثيرة، لكنها مفيدة لتسوية الحروب أيضاً».
أوضح البيت الأبيض في بيان، أن الرئيس عندما أشار إلى الرسوم الجمركية الثانوية، كان يقصد فرض رسوم جمركية كاملة على روسيا وعقوبات ثانوية على الدول الأخرى التي تشتري النفط الروسي.
قال السفير الأميركي لدى حلف شمال الأطلسي «ناتو» مات ويتاكر، إن الأمر لا يتعلق بمعاقبة روسيا، بل بفرض رسوم جمركية على دول مثل الهند والصين التي تشتري نفطها، ما سيؤثر بشكل كبير على الاقتصاد الروسي.
وصف نائب الرئيس الأميركي جيه.دي فانس، محادثات واشنطن مع إيران بأنها جيدة حتى الآن، وقال إن هناك اتفاقاً سيتم التوصل إليه من شأنه إعادة دمج إيران في الاقتصاد العالمي مع منعها من الحصول على سلاح نووي.
في وقت سابق، هددت واشنطن بفرض عقوبات ثانوية على إيران بعد تأجيل جولة رابعة من المحادثات بينها وبين عضوة «أوبك» التي يزيد إنتاجها على ثلاثة ملايين برميل يومياً، أي نحو 3% من الإنتاج العالمي.
يبلغ إنتاج إيران من النفط حاليا نحو 3.3 مليون برميل يومياً، وفقاً لبيانات «أوبك»، في حين تصدر طهران أكثر من مليوني برميل يومياً من النفط والوقود، وإيران هي ثالث أكبر منتج للنفط بين أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك).
◄ هدد بيسنت هذا الأسبوع باتخاذ إجراءات أميركية ضد مشتري النفط الروسي، مشيراً إلى إستراتيجية تخضع بموجبها أي دولة تشتري النفط الروسي الخاضع للعقوبات لرسوم جمركية ثانوية تصل إلى 100%.
◄ كتب ترامب في منشور على منصة «تروث سوشيال« في وقت سابق: «يمكن للصين الآن مواصلة شراء النفط من إيران، ونأمل أن تشتري كميات كبيرة من الولايات المتحدة».
◄ أعلنت وزارة الخزانة الأميركية هذا الشهر فرض عقوبات على أكثر من 20 شركة في شبكة شحن تقول إنها تنقل نفط إيران إلى الصين، رغم المفاوضات غير المباشرة المستمرة بين واشنطن وطهران بشأن برنامج إيران النووي.