التعريفات الجمركية تحول دون ارتفاع الأسعار
برنت يهبط دون مستويات 70 دولاراً للبرميل
دخلت أسعار النفط في حالة من التردد، خلال تعاملات اليوم الاثنين، مطلع تداولات الأسبوع، مع تزايد حالة عدم اليقين بشأن مستقبل العرض والطلب في النفط بين مطرقة العقوبات وسندات التعريفات.. فكيف أبلت الأسعار؟
الأسواق، في ظل تعريفات جمركية تبقى على دخولها حيز التنفيذ أقل من 10 أيام، جنباً إلى جنب وعقوبات غربية على صادرات النفط الإيراني والروسي.
في غضون ذلك شهدت أسعار النفط تغيراً محدوداً، اليوم الاثنين؛ إذ يترقب المتعاملون تأثير العقوبات الأوروبية الجديدة على إمدادات النفط الروسية، وارتفاع إنتاج منتجي الشرق الأوسط والمخاوف بشأن توقعات الوقود في ظل تأثير الرسوم الجمركية على النمو الاقتصادي العالمي.
◄ انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بعد ارتفاعات محدودة في وقت مبكر من تداولات اليوم في إشارة إلى سيطرة التقلبات والتذبذب على نفسية المتعاملين في السوق.
◄ نزلت العقود الآجلة، تسليم سبتمبر ، لخام برنت القياسي 0.45 دولار في البرميل، أو ما يعادل 0.3% وصولاً إلى مستويات قرب 69 دولاراً للبرميل، بحلول الساعة 7:00 صباحاً بتوقيت غرينتش.
◄ تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم أغسطس حوالي 0.35 دولار في البرميل أو ما يعادل 0.25% وصولاً إلى مستويات 66.27 دولار.
◄ شهدت أسعار النفط تغيراً طفيفاً يوم الجمعة بفعل تقارير اقتصادية أميركية متباينة، وأنباء متضاربة عن الرسوم الجمركية، ومخاوف من نقص المعروض بسبب العقوبات الجديدة التي فرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا جراء حربها في أوكرانيا.
◄ تراجعت العقود الآجلة لخام برنت عند التسوية 0.24 دولار؛ ما يعادل 0.3% إلى 69.28 دولار للبرميل، وانخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 0.2 دولار أو 0.3% إلى 67.34 دولار للبرميل، ونزل الخامان القياسيان بنحو 2% خلال أسبوع.
وافق الاتحاد الأوروبي يوم الجمعة على الحزمة الثامنة عشرة من العقوبات ضد روسيا بسبب الصراع في أوكرانيا، والتي استهدفت أيضاً شركة نايارا الهندية للطاقة، وهي شركة مصدرة للمنتجات النفطية المكررة من الخام الروسي.
في غضون ذلك، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن روسيا كونت حصانة معينة ضد العقوبات الغربية، بينما انتقدت شركة روسنفت أكبر منتج للنفط في روسيا والتي تمتلك حصة في شركة نايارا، أمس الأحد العقوبات باعتبارها غير مبررة وغير قانونية، قائلة إن القيود تهدد بشكل مباشر أمن الطاقة في الهند.
تتضمن حزمة العقوبات أيضا حظراً على المعاملات المتعلقة بخط أنابيب الغاز الروسي نورد ستريم وعلى القطاع المالي الروسي.
كما قال متحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية اليوم الاثنين إن من المقرر أن تجري إيران، وهي منتج آخر للنفط خاضع للعقوبات، محادثات نووية في إسطنبول مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا يوم الجمعة الماضي.
يأتي ذلك بعد تحذيرات الدول الأوروبية الثلاث، المعروفة بالترويكا الأوروبية، من أن الفشل في استئناف المفاوضات سيؤدي إلى إعادة فرض العقوبات الدولية على إيران.
في الوقت ذاته، قالت شركة «بيكر هيوز» لخدمات الطاقة في نهاية الاسبوع، إن عدد منصات النفط العاملة في الولايات المتحدة انخفض بمقدار منصتين إلى 422 منصة الأسبوع الماضي، وهو أدنى مستوى منذ سبتمبر 2021.
زاد الضغط على الأسعار مع اقتراب موعد سريان التعريفات الجمركية، من المقرر أن يبدأ سريان الرسوم الجمركية الأمريكية على الواردات من الاتحاد الأوروبي في الأول من أغسطس.
في المقابل قال وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك، أمس الأحد، إنه واثق من أن الولايات المتحدة يمكن أن تتوصل إلى اتفاق تجاري مع التكتل.
اتهمت الشركة الروسية «روسنفت»الاتحاد الأوروبي بتجاهل القانون الدولي، واصفة الخطوة بأنها جزء من جهود أوسع نطاقاً لزعزعة استقرار أسواق الطاقة العالمية والانخراط في منافسة غير عادلة.
قالت «روسنفت» إنها تمتلك أقل من 50% في شركة نيارا ولا تسيطر على المؤسسة التي يديرها مجلس إدارة مستقل، ووصفت تبرير الاتحاد الأوروبي للعقوبات بأنه بعيد المنال وزائف في سياقه.
أضافت «روسنفت» أن «نيارا إنرجي» كيان قانوني هندي يدعم عملياته تطوير أصوله، مشيرة إلى أن الشركة تخضع للضرائب بالكامل في الهند، ولم تدفع قط أرباحاً للمساهمين، وتعيد استثمار الأرباح في عمليات التكرير والبتروكيماويات والتجزئة.
كتب محللون في مركز أبحاث «سيتي غروب» التابع لبنك «سيتي غروب» في مذكرة «ربما ترفع الرسوم الجمركية المضادة المرتقبة والرسوم المعلنة الخاصة بالقطاعات في الولايات المتحدة إلى ما يزيد على 25% متجاوزة بذلك أعلى مستوياتها في ثلاثينيات القرن الماضي».
في الأشهر المقبلة، من المتوقع أن يظهر تأثير الرسوم الجمركية بشكل متزايد على التضخم، ويمكن أن يؤدي ارتفاع التضخم إلى رفع الأسعار على المستهلكين وإضعاف النمو الاقتصادي والطلب على النفط، وفقاً لمركز أبحاث «سيتي غروب».
أفادت تقارير صحفية أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يسعى إلى أن يتضمن أي اتفاق مع الاتحاد الأوروبي فرض رسوم جمركية تتراوح بين 15% و20%، مضيفة أن الإدارة تدرس حالياً نسب رسوم جمركية مضادة تتجاوز 10%، حتى في حال التوصل إلى اتفاق.
كما كتب محللون في كابيتال إيكونوميكس في مذكرة «قوبلت العقوبات الجديدة على النفط الروسي من الولايات المتحدة وأوروبا هذا الأسبوع برد فعل فاتر من السوق».
أضاف المحللون في كابيتال إيكونوميكس: «يعكس عدم ثقة المستثمرين في تنفيذ الرئيس دونالد ترامب لتهديداته، واعتقاداً بأن العقوبات الأوروبية الجديدة لن تكون أكثر فاعلية من المحاولات السابقة».
سيحدد الاتحاد الأوروبي سقفاً متغيراً لأسعار الخام الروسي يقل بنسبة 15% عن متوسط سعر السوق، بهدف تحسين الفعالية بعد أن ثبت أن السقف الحالي البالغ 60 دولاراً للبرميل غير فعال إلى حد كبير منذ أن فرضته مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى في ديسمبر 2022.
وقالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس في منشور على إكس «أقر الاتحاد الأوروبي للتو واحدة من أقوى حزم العقوبات على روسيا حتى الآن».
بينما قلل المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف من أهمية خطوة الاتحاد الأوروبي التي ستهدف، وفقاً للأسعار الحالية، لوضع سقف لسعر الخام الروسي عند نحو 47.60 دولار للبرميل.