تقارير
تقاريرأوبك+

بداية قوية للنفط.. الحرب والتخفيضات فرصة لا تزال سانحة

الأسعار ترتفع بأكثر من 1.5% مع انطلاق تداولات 2024
ارتفعت أسعار النفط بقوة خلال التعاملات المبكرة لتداولات اليوم الثلاثاء، أولى جلسات عام 2024، وذلك بعدما أنهى الخام عاما من التقلبات وتفويت الفرص، ورغم التوقعات القوية بتحقيق النفط مستويات قياسية خلال العام الماضي على وقع الحرب الدائرة في الشرق الأوسط، إضافة إلى تخفيضات أوبك، فإن الأسعار هبطت بقوة لمستويات الجائحة.

وفي غضون ذلك، استهل النفط الخام تعاملات العام الجديد 2024 على ارتفاعات قوية، حيث لا تزال الأسواق تسعر تأثير التخفيضات التي أقرتها أوبك+ مع استمرار الصراع الدائر في منطقة الشرق الأوسط، إضافة إلى توترات الممرات الملاحية، وكذلك توقعات انخفاض الدولار الذي يحفز مشتري النفط الخام مع انخفاض تكاليف الشراء والتأمين والنقل.

سعر النفط قد يتأثر بتفاقم الوضع في البحر الأحمر مطلع الأسبوع وموسم ذروة الطلب خلال رأس السنة الصينية
ليون لي
النفط الآن

ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأميركي خلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الثلاثاء بحوالي 1.5% عند مستويات قرب الـ73 دولارا بمكاسب 1.1 دولار في البرميل.

بينما ارتفع الخام القياسي برنت بوتيرة أقوى، رابحًا حوالي 1.3 دولار عند مستويات أعلى 78.3 دولار للبرميل، بزيادة في حدود 1.7%.

اقرأ أيضًا- رهان المليون دولار.. بيتكوين تتخطى مستويات مهمة للغاية
ما الذي يقود السوق؟

يرى ليون لي، المحلل لدى سي.إم.سي ماركتس بشنغهاي أن سعر النفط قد يتأثر بتفاقم الوضع في البحر الأحمر مطلع الأسبوع وموسم ذروة الطلب خلال رأس السنة الصينية في أوائل فبراير".

وأضاف المحلل لدى سي.إم.سي ماركتس: "أن الطلب المتوقع خلال العطلات يرفع التوقعات بانتعاش الأسعار في يناير الجاري".

استمرار التقلبات

وقال رئيس شركة ليبو أويل أسوشييتس Lipow Oil Associates أندرو ليبو: "سنشهد استمرار التقلبات مع دخولنا عام 2024 في ظل الظروف الجيوسياسية الحالية والخوف من احتمالية توسيع نطاق الصراع في جميع أنحاء المنطقة".

وأضاف ليبو: "أثارت الحرب في الشرق الأوسط مخاوف بشأن انقطاع الإمدادات المحتمل في الأشهر القليلة الأخيرة من عام 2023، والتي من المتوقع أن تستمر حتى عام 2024".

سنشهد استمرار التقلبات مع دخولنا عام 2024 في ظل الظروف الجيوسياسية والخوف من توسيع الصراع
أندرو ليبو
الفرصة قائمة

وفوت النفط الخام فرصة ثمينة للوصول إلى مستويات سعرية غير مسبوقة، لتقبع أسعار النفط بنهاية العام عند أدنى من مستوى البداية بحوالي 10%.

كما بدد النفط مكاسبه التي حققها وبلغت ذروتها بنهاية سبتمبر الماضي عندما اقتربت الأسعار من حاجز الـ 100 دولار للبرميل.

وخسرت العقود الآجلة لأسعار النفط أكثر من 10% في آخر يوم تداول في عام 2023، الذي شهد اضطرابات جيوسياسية ومخاوف بشأن مستويات إنتاج النفط لدى كبار المنتجين في أنحاء العالم.

وكان خام برنت قد ارتفع بنسبة 10%، وخام غرب تكساس الوسيط بنسبة 7% العام الماضي، بدعم من مخاوف بشأن الإمدادات بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.

اقرأ أيضًا- الخليج رئة أوروبا.. قلق ألماني من توترات الشرق الأوسط
عدم اليقين

وفي المشهد العام رسمت تحركات النفط الغامضة وغير المتوقعة مزيدًا من علامات عدم اليقين التي اكتنفت الأسواق في ظل تحركات غير متوقعة.

بدأ النفط عامه على تراجعات بفعل توقعات تراجع الطلب، وتباطؤ اقتصاد عالمي، وضعف الطلب الصيني، وقوة الدولار.

بيد أن النفط عاد لينفض غبار الخسائر منطلقًا بقوة وسط توقعات متفائلة نمت على وقع طبول الحرب ببلوغ النفط مستويات قياسية وغير مسبوقة وهو الأمر الذي لم يحدث.

استمرار القلق بشأن التوترات في الشرق الأوسط، يجعل من الصعب تكثيف عمليات البيع
هيرويوكي كيكوكاوا
مشاعر مختلطة

يرى رئيس شركة إن إس تريدينج هيرويوكي كيكوكاوا، أن المخاوف بشأن حركة الشحن في البحر الأحمر قد تراجعت، وهو ما انعكس أمس على الأسعار.

بيد أنه "ومع استمرار القلق بشأن التوترات في الشرق الأوسط، خاصة بشأن تورط أطراف جديدة في الصراع، يجعل من الصعب تكثيف عمليات البيع" وفقًا لرئيس شركة إن إس تريدينغ.

وقال رئيس شركة إن إس تريدينج: "من المرجح أن تحاول السوق الارتفاع مرة أخرى، ربما في أوائل العام الجديد".

وسيأتي ذلك بفضل توقعات بتعافي الطلب على الوقود، مع التيسير النقدي في الولايات المتحدة وارتفاع الطلب على الكيروسين خلال فصل الشتاء في النصف الشمالي.

بينما يرى كبير محللي السوق في أواندا، كيلفن وونغ، أن المخاطر الجيوسياسية المتزايدة بسبب تعطيل حركة الملاحة في البحر الأحمر تدعم ارتفاع أسعار النفط.

 
اقرأ أيضًا- الهبوط الناعم أهم.. الفيدرالي يضحي بسيد العملات
غير محسوم

وأوضحت كبيرة محللي السوق لدى فيليب نوفا، ريانكا ساشديفا، أنه على الرغم من إغلاق قنوات الشحن وإعادة توجيه السفن، فإن مدى تأثر الإمدادات العالمية لا يزال قابلاً للنقاش.

وقالت ريانكا ساشديفا: "لا تزال الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة الفلسطيني محركًا رئيسيًا لمشاعر أسواق النفط العالمية".

وأضافت كبيرة محللي السوق لدى فيليب نوفا: "احتمالات تصعيد الهجمات ضد مواطني القطاع تؤثر في الحركة السوقية لأسعار النفط".

وقال هيرويوكي كيكوكاوا رئيس شركة إن.إس تريدينج، وهي وحدة تابعة لشركة نيسان للأوراق المالية: "تراجعت المخاوف حول الملاحة في البحر الأحمر، لكن استمرار المخاوف من التوترات في الشرق الأوسط، خاصة بشأن تورط إيران، قد يجعل من الصعب بيع المزيد".

لا تزال الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة الفلسطيني محركًا رئيسيًا لمشاعر أسواق النفط العالمية
ريانكا ساشديفا
زيادة المضاربات

بينما يرى المحلل لدى "SEB"، بيارن شليدرو، أن انسحاب أنغولا ليس علامة على مشكلة كبرى، إلا أنه لفت إلى أن انسحاب أنغولا إشارة سيستخدمها بعض المتشائمين ذريعة لبيع النفط.

فيما قال رئيس الشؤون الجيوسياسية في شركة "إنيرجي أسبيكتس"، ريتشارد برونز: "إنه لا يوجد تأثير على توقعات العرض، لأن أنغولا بالفعل تنتج بكامل طاقتها، ولن يؤثر القرار على الحصص أو خطط الإنتاج".

يذكر أنه انسحبت في السنوات الأخيرة عدة دول من أوبك لأسباب مختلفة، من بينها قطر التي أرجعت انسحابها لـتركيزها على إنتاج الغاز الطبيعي المسال، بالإضافة إلى إندونيسيا والإكوادور.

توقعات أوبك

وتوقعت "أوبك" أن ينمو إنتاج النفط من خارجها في عام 2023 بمقدار 1.6 مليون برميل يومياً على أساس سنوي ليصل إلى 67.4 مليون برميل يومياً.

وفي العام الحالي من المتوقع أن ينمو إنتاج النفط من خارج "أوبك" بمقدار 1.4 مليون برميل يومياً ليصل في المتوسط ​​إلى 68.8 مليون برميل يومياً، دون تغيير على نطاق واسع عن الشهر السابق.

وحافظت المنظمة على توقعاتها لنمو الطلب على النفط لعام 2023 عند 2.4 مليون برميل يومياً، دون تغيير على نطاق واسع عن تقييمها المعلن الشهر الماضي. وترى أن متوسط حجم الطلب الإجمالي العالمي قد يصل إلى ​​102.1 مليون برميل يومياً لهذا العام.

وتوقعت أن يرتفع الطلب على النفط في عام 2023 بمقدار 120 ألف برميل يومياً ليصل إلى متوسط ​​46.1 مليون برميل يومياً في دول منطقة منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، بدعم من دول المنظمة في الأميركيتين، على خلفية نمو الطلب على وقود الطائرات.

وتتوقع "أوبك" أن يرتفع الطلب العالمي على النفط في 2024 بمقدار 2.2 مليون برميل يومياً على أساس سنوي، ليصل متوسطه إلى 104.3 مليون برميل في اليوم.

اقرأ أيضًا- عام تاريخي لوول ستريت.. الرهانات تقلب مسار الأسواق

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com