بعد خفض «موديز».. كيف تلقى الدولار الصفعة؟

تلقت العملة الأميركية التي كانت بدأت تتعافى بعد موجة واسعة من الخسائر، على وقع الاتفاق التجاري بين بكين وواشنطن، ضربة جديدة مع خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة نهاية الأسبوع الماضي، من جانب وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني.

جاء الخفض في وقت يبلغ فيه العجز «الفيدرالي» في الموازنة نحو تريليوني دولار سنوياً أو أكثر من 6% من الناتج المحلي الإجمالي، في الوقت الذي أدت فيه أسعار الفائدة المرتفعة في السنوات الماضية إلى زيادة كلفة خدمة الدين الحكومي.

وخفضت وكالة «موديز» التصنيف الائتماني السيادي الأعلى للولايات المتحدة درجة واحدة، وهي آخر وكالات التصنيف الرئيسة التي تخفض تصنيف البلاد، مشيرة إلى مخاوف إزاء تراكم ديون البلاد البالغة 36 تريليون دولار.

الدولار اليوم

◄ قلص الدولار مكاسبه المحققة على مدار أربعة أسابيع في بداية التعاملات الصباحية اليوم الاثنين، حيث استوعبت الأسواق الخفض المفاجئ للتصنيف الائتماني للحكومة الأميركية فيما نالت الخلافات التجارية المستمرة من ثقة المتعاملين.
◄ تراجع مؤشر الدولار الرئيس الذي يقيس أداء العملة مقابل سلة من 6 عملات بينها اليورو والين والإسترليني نحو 0.3% نزولاً إلى مستويات 100.8 نقطة، بعد ان أغلق نهاية الأسبوع عند 101.1.
◄ في الأسبوع الماضي ارتفع الدولار 0.6 % مقابل العملات الرئيسة الأخرى بعد تهدئة المخاوف من حدوث ركود عالمي في أعقاب التوصل إلى هدنة تجارية مؤقتة بين الولايات المتحدة والصين.

العملات الرئيسة

◄ انخفض الدولار 0.3 % أمام الين الياباني ليصل إلى 145.22 ين ياباني.
◄ تراجع الدولار 0.2% أمام الفرنك السويسري، إلى مستويات 0.84 فرنك. 
◄ هبط الدولار أمام نظيره الأسترالي 0.1 % إلى مستويات 0.6409 دولار، وتتوقع الأسواق خفض سعر الفائدة النقدية لبنك الاحتياطي الأسترالي البالغة 4.10% بمقدار  25 نقطة أساس غداً الثلاثاء.
◄ ارتفع اليورو أمام الدولار بنسبة 0.15% عند مستويات 1.1185 دولار.
◄ صعد الجنيه الإسترليني أمام الدولار عند 1.3299 دولار بنسبة 0.15%.
◄ ارتفع الدولار النيوزيلندي أمام الأميركي 0.1% إلى مستويات 0.5888 دولار.

رياح عكسية

قال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت إن الرئيس دونالد ترامب سيفرض رسوماً جمركية بالمعدل الذي هدد به الشهر الماضي على الشركاء التجاريين الذين لا يتفاوضون بحسن نية.

في الوقت نفسه، يواجه ترامب مقاومة داخل حزبه للمضي قدماً في مشروع قانون شامل لخفض الضرائب من شأنه أن يضيف ما يقدر بنحو 3 إلى 5 تريليونات دولار إلى ديون البلاد على مدى العقد المقبل.

بينما كتب الاقتصاديون لدى بنك «إيه إن زد» في مذكرة «ربما يكون التركيز على مخاطر النمو الأميركي وأجندة سياسات الإدارة الأميركية قد أثار الشكوك في وضع الولايات المتحدة كملاذ آمن».

تأثير الرسوم

لا يزال الدولار منخفضاً 3% تقريباً منذ الثاني من أبريل عندما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن سلسلة الرسوم الجمركية التي فرضها على دول العالم.

وأظهرت بيانات مجموعة بورصات لندن نهاية الأسبوع أن الأسواق قللت توقعاتها لخفض مجلس الاحتياطي «الفيدرالي» (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة العام الجاري نتيجة لعلامات تراجع التوتر التجاري.

كما تتوقع الأسواق فرصة نسبتها 65.9% لأول خفض 25 نقطة أساس على الأقل خلال اجتماع البنك المركزي في سبتمبر وكانت وجهة النظر السابقة هي ترجيح خفض تكاليف الاقتراض في يوليو.

خفض «موديز»

خفضت وكالة «موديز»، التصنيف الائتماني للولايات المتحدة بمقدار درجة واحدة، في وقت متأخر من مساء الجمعة، مشيرة إلى العبء المالي الذي تواجهه الحكومة في ظل ارتفاع أسعار الفائدة.

وقالت الوكالة في بيان: «يعكس هذا الخفض على مقياسنا المكون من 21 درجة، الزيادة  في الدين الحكومي ونسب مدفوعات الفائدة على مدى أكثر من عقد، لتبلغ مستويات أعلى بكثير من مستويات الدول ذات التصنيف المماثل».

بناءً عليه قررت الوكالة خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة إلى مستوى (Aa1) من (AAA)، وقالت الوكالة «فشلت الإدارات الأميركية المتعاقبة والكونغرس في الاتفاق على تدابير لعكس اتجاه العجز المالي السنوي الكبير وتكاليف الفائدة المتزايدة».

كما بلغ إجمالي العجز المالي للولايات المتحدة 1.05 تريليون دولار منذ بداية العام الجاري، بزيادة قدرها 13% على أساس سنوي، ومع ذلك، ساعد نمو عوائد الرسوم الجمركية في تخفيف بعض الضغوط الشهر الماضي.

يأتي قرار «موديز» بعدما خفضت وكالة «ستاندرد آند بورز» تصنيف الولايات المتحدة إلى (AA+) من (AAA) في أغسطس 2011، كما خفضت وكالة «فيتش» التصنيف الائتماني للبلاد إلى (AA+) من (AAA) في أغسطس 2023.

رد واشنطن

هاجم البيت الأبيض، يوم الجمعة، قرار وكالة «موديز» بخفض التصنيف الائتماني، واصفاً إياه بأنه قرار سياسي، وكتب ستيفن تشيونغ، المتحدث باسم الرئيس دونالد ترمب، في منشور على منصة «إكس»، إن مارك زاندي، الاقتصادي في «موديز أناليتيكس»، ناقد قديم لسياسات الإدارة.

وأضاف المتحدث باسم ترمب: «لا أحد يأخذ تحليلاته على محمل الجد، لقد ثبت خطؤه مراراً وتكراراً».

في حين قال جو لافورنيا، كبير الاقتصاديين السابق في المجلس الاقتصادي الوطني بالبيت الأبيض خلال الولاية الأولى لترامب، إن توقيت الإعلان غريب للغاية، مضيفاً أن افتراضات «موديز» بشأن الإيرادات متشائمة جداً في ما يتعلق بالنمو.