تراجع الدولار الأميركي، اليوم الجمعة، إلى أدنى مستوى له منذ نوفمبر 2021 أمام اليورو، مع تصاعد توقعات المستثمرين بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة بوتيرة أكبر وأسرع مما كان متوقعاً، وسط مؤشرات متزايدة على تباطؤ الاقتصاد الأميركي.
فيما كشفت بيانات نشرت، اليوم الجمعة، أن إنفاق المستهلكين في الولايات المتحدة انخفض فجأة في مايو، بعدما تبددت آثار المشتريات المبكرة للسلع مثل السيارات قبيل فرض الرسوم الجمركية. في الوقت نفسه، ظل معدل التضخم الشهري في مستويات معتدلة.
أظهر تقرير أسبوعي عن سوق العمل صدر يوم الخميس أن طلبات إعانة البطالة المستمرة بلغت أعلى مستوى لها منذ نوفمبر 2021، بينما أشارت بيانات الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول إلى خفض كبير في تقديرات استهلاك الأسر.
كما اعتُبر خطاب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، أمام الكونغرس هذا الأسبوع دليلاً على ميل البنك المركزي نحو التيسير، بعدما أشار إلى أن خفض الفائدة سيكون مرجحاً إذا لم تشهد معدلات التضخم تسارعاً هذا الصيف كما يتوقع.
وتزايدت الضغوط على الدولار مع ورود أنباء تفيد بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد يعين خلفاً لباول خلال الأشهر المقبلة، وهو ما يمكن أن يعزز الاتجاه نحو سياسة نقدية أكثر مرونة. ويُعتقد أن تعيين رئيس جديد قبل نهاية ولاية باول في مايو المقبل قد يحد من تأثيره ويدفع الأسواق للتفاعل مع توجهات الرئيس الجديد حتى قبل تسلمه المنصب رسمياً.
رغم أن ترامب لم يتخذ قراراً نهائياً بشأن اسم خليفة باول، فإن مصادر قريبة من البيت الأبيض أكدت أن الإعلان ليس وشيكاً حتى الآن.
تراجع مؤشر الدولار بنسبة 0,15% إلى 97,23 نقطة، فيما ارتفع اليورو بنسبة 0,21% إلى 1,1723 دولار، بعد أن لامس 1,1754 دولار، وهو أعلى مستوى له منذ سبتمبر 2021.
كما تلقى اليورو دعماً إضافياً بعد صدور بيانات أظهرت ارتفاعاً أكبر من المتوقع في أسعار المستهلكين في فرنسا خلال يونيو، إلى جانب تسارع وتيرة التضخم السنوي في إسبانيا.
ويتوقع المستثمرون حالياً خفضاً للفائدة الأميركية بمقدار 65 نقطة أساس قبل نهاية العام، مقارنة بتوقعات بلغت 46 نقطة أساس قبل أسبوع فقط، ما يُضعف ميزة الدولار مقارنة بالعملات الرئيسة الأخرى.
على المدى الطويل، تظل توقعات الدولار غير مستقرة، حيث يعيد المستثمرون العالميون النظر في فكرة «الاستثنائية الأميركية» التي كانت وراء تدفق رؤوس الأموال إلى الولايات المتحدة في السنوات الماضية. مقابل الين الياباني، ارتفع الدولار بنسبة 0,19% إلى 144,65 ين.
في طوكيو، أظهرت بيانات أن التضخم الأساسي لأسعار المستهلكين تباطأ بشكل ملحوظ في يونيو بفعل تخفيضات مؤقتة في فواتير الطاقة، لكنه لا يزال أعلى بكثير من هدف البنك المركزي البالغ 2%، ما يُبقي على توقعات السوق بمزيد من رفع أسعار الفائدة في اليابان.
أما في سوق العملات الرقمية، فتراجع سعر «بيتكوين» بنسبة 1,13% إلى 106,594 دولار.