لطالما انقسم المستثمرون حول جدوى التركيز على الأسهم الكبيرة المعروفة باسم «الأسهم القيادية» مقارنة بالأسهم الصغيرة ذات النمو المرتفع المحتمل. وبينما توفر الأولى استقراراً وعوائد منتظمة، تتميز الثانية بفرص نمو أعلى، لكنها غالباً ما تأتي مصحوبة بمخاطر أكبر.
تشير دراسات السوق إلى أن الأسهم الصغيرة تميل إلى تحقيق أداء أفضل من نظيرتها الكبيرة على المدى الطويل، خصوصاً في مراحل التعافي الاقتصادي. لكن على مدار العقد الماضي (2015 – 2024)، ارتفع مؤشر «Russell 2000»، الذي يقيس أداء الأسهم الصغيرة في السوق الأميركي، نحو 75%، في حين ارتفع مؤشر «S&P 500»، الذي يضم أكبر 500 شركة أميركية، نحو 120%، بفضل هيمنة أسهم التكنولوجيا الكبرى.
مع ذلك، فإن أداء الأسهم الصغيرة أظهر تفوقاً نسبياً في فترات محددة، خصوصاً بعد الأزمات الاقتصادية، إذ تميل هذه الأسهم إلى التعافي بسرعة أكبر.
ولا يوجد عدد محدد من الأسهم الصغيرة التي ينبغي امتلاكها، لكن الخبراء يشيرون إلى أهمية عدم المبالغة في التركيز على قطاع أو شركة واحدة، إذ يُوصى بتوزيع الاستثمارات على ما لا يقل عن 15 إلى 30 سهماً صغيراً، لتقليل المخاطر وتحقيق التوازن.
يُنصح المستثمرون، عند اختيار الأسهم – سواء كانت كبيرة أو صغيرة – بالتركيز على عدة معايير رئيسة، من بينها:
نمو الأرباح: الشركات التي تسجّل نمواً متواصلاً في أرباحها غالباً ما تكون خياراً جيداً للاستثمار طويل الأمد.
الميزانية القوية: الشركات ذات مستويات الديون المنخفضة والسيولة الجيدة تكون أكثر قدرة على مواجهة الأزمات.
الميزة التنافسية: وجود منتج أو خدمة مميزة يصعب منافستها يمنح الشركة قوة على المدى الطويل.
تقييم السهم: شراء الأسهم عند مستويات تقييم منخفضة (مقارنة بالأرباح أو القيمة الدفترية) قد يعزز فرص تحقيق مكاسب مستقبلية.
يعتمد كثير من المستثمرين الناجحين على تنويع محافظهم بين أسهم كبيرة وصغيرة، محلية وعالمية، إلى جانب أدوات دخل ثابت وسندات. الهدف من التنويع هو توزيع المخاطر وتحقيق التوازن بين النمو والاستقرار.
في ظل تقلبات الأسواق المحلية، أصبح التوجه نحو الاستثمار في جميع أنحاء العالم خياراً جذاباً للمستثمرين؛ فتنويع المحفظة جغرافياً – عبر أسواق أميركية وأوروبية وآسيوية – يُمكن أن يوفّر حماية من التباطؤ المحلي ويتيح الاستفادة من النمو في مناطق أخرى من العالم.
في نهاية المطاف، لا توجد وصفة واحدة تناسب جميع المستثمرين، لكن المفتاح هو فهم طبيعة كل نوع من الأسهم، وتحديد الأهداف الشخصية، وتوزيع الاستثمارات بحكمة تضمن الاستفادة من الفرص وتقليل المخاطر على المدى الطويل.