العملة اليابانية ترتفع بقوة مقابل الدولار
أظهرت تعاملات سوق الفوركس، اليوم الخميس، عودة إقبال المتداولين على المناقلة من خلال مشتريات مكثفة للين الياباني أدت إلى هبوط العملة الأميركية، رغم تحققيها ارتفاعاً مقابل أغلب العملات الرئيسة.
في غضون ذلك ينخفض مؤشر الدولار الرئيس بفعل ارتفاع قوي للين الياباني، ما جدد المخاوف بشأن تعرض الأسواق لجولة جديدة من التراجعات على غرار تلك التي بلغت ذروتها الاثنين الماضي (الاثنين الأسود).
كانت الأسواق العالمية تعرضت لموجة من التراجعات على مدار ثلاثة أيام بدأت الخميس الماضي، وبلغت ذروتها يوم الاثنين من الأسبوع الجاري، مع ارتفاع عمليات المناقلة في سوق الفوركس في ظل توقعات برفع جديد لأسعار الفائدة في اليابان.
انخفض مؤشر الدولار الأميركي، اليوم الخميس، بعد الارتفاع القوي، أمس الأربعاء، تزامناً مع ارتفاع عوائد السندات الأميركية بعد تصريح نائب محافظ المركزي الياباني بعدم نية البنك رفع أسعار الفائدة في ظل التقلبات الحاصلة.
وبحلول الساعة الـ5:30 بتوقيت غرينتش انخفض مؤشر العملة الأميركية بنحو 0.2% إلى مستويات الدعم 103 نقاط مقابل سلة من العملات الرئيسة، وذلك بعدما شُوهِد عند مستويات 102.98 في وقت سابق اليوم، وسجل الدولار أدنى مستوى في سبعة أشهر عند 102.15، والذي لامسه يوم الاثنين الماضي.
بالتزامن، تراجع العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات بنحو 0.0478 نقطة إلى مستويات 3.919% بعدما ارتفعت أمس الأربعاء قرب مستويات 4%.
تضغط ارتفاعات الين القوية اليوم الخميس على الدولار، وازداد الين بعد هبوط كبير بأكثر من 2% خلال تعاملات أمس الأربعاء وهو الهبوط الذي تلا تصريحات شينيتشي أوشيدا نائب محافظ المركزي الياباني.
وارتفع الين اليوم إلى مستويات قرب 146.1 ينا للدولار بزيادة 0.5% بعدما نزل دونها في وقت سابق من التعاملات عند مستويات 145.9 ينا للدولار، وسجل الين أعلى مستوى في سبعة أشهر عند 141.675 يوم الاثنين الماضي.
كما انخفض الين أمس الأربعاء 2.2% مقابل الدولار وصولا إلى مستويات 147.5 ينا للدولار بعدما استهل التعاملات قرب مستويات 144 قبل تصريحات نائب محافظ المركزي الياباني.
ومنذ هبوط الين لقاع 38 عاماً عند مستويات 162 ينا للدولار تغيرت الأوضاع، إذ أدت تدخلات في الوقت المناسب من جانب طوكيو في أوائل يوليو، وتحول بنك اليابان نحو التشديد النقدي الأسبوع الماضي إلى دفع المستثمرين لشراء الين للانسحاب.
لم يفلح ارتفاع الدولار مقابل أغلب العملات الرئيسة في تغيير وضع المؤشر الرئيس في التحركات القوية على الين، وفي غضون ذلك ارتفع الدولار مقابل اليورو 0.1% إلى مستويات 1.0932 دولار.
فيما سجل الجنيه الإسترليني انخفاضاً في أحدث تعاملات بـ 0.1% وصولا إلى 1.2694 دولار عند أدنى مستوى في خمسة أسابيع الذي سجله يوم الثلاثاء الماضي.
انخفض الدولار الأسترالي مقابل الدولار 0.6% وصولا إلى مستويات 0.6555 دولار، بعد يومين من استبعاد البنك المركزي احتمال خفض أسعار الفائدة العام الجاري، إذ قال بنك أستراليا الوطني في بيان "من المتوقع أن ينخفض التضخم الأساس ببطء".
في غضون ذلك ارتفع الدولار الأميركي مقابل النيوزيلندي بنحو 0.8% إلى 0.629 دولار ليتخلى الدولار النيوزيلندي عن مكاسبه بعد بيانات قوية عن الوظائف الثلاثاء الماضي.
يعيد ارتفاع الين اليوم إلى الأذهان الحركات العنيفة التي عصفت بسوق الأسهم العالمية مع وصول الين إلى أعلى مستوى في 7 أشهر مع ازدهار تجارة المناقلة التي تبلغ قيمتها 4 تريليونات في سوق الفوركس.
كانت الأسواق عوضت بعضاً من خسائرها، أمس الأربعاء، بعدما قال نائب محافظ البنك شينيتشي أوشيدا، "إن البنك لن يرفع الفائدة في سوق متقلب"، على النقيض من تصريحات محافظ البنك كازو أويدا قبل أسبوع، والتي رجحت زيادة أخرى قريبة للفائدة؛ ما عزز الإقبال على الين من جانب التجار لتسديد القروض قبل ارتفاع العملة.
وتجارة المناقلة هي إستراتيجية تداول تستخدم في سوق العملات (الفوركس)، حيث يقترض المتداولون الأموال بعملة ذات سعر فائدة منخفض مثل الين الياباني، ويستثمرون تلك الأموال في عملة ذات سعر فائدة أعلى مثل الدولار والأسهم.