تقارير
تقاريررئيس الفيدرالي الأميركي جيروم باول

الدولار لا يطيق صبراً.. سيد العملات بلا وجهة

يبدو أن سيد العملات بات بلا وجهة في الأيام الأخيرة، في ظل التزام صانعي السياسة النقدية بالصبر على مستويات الفائدة الحالية جنبًا إلى جنب ورغبة أعضاء الفيدرالي في تقييد أسعار الفائدة مرتفعة لبعض الوقت.

بيد أنه وفي الوقت نفسه لم يتخلَّ صانعو السياسة النقدية في بنك الاحتياطي الفيدرالي عن سياسة متابعة البيانات التي وإن لم تفتح الباب لمزيد من الزيادات فقد تركت الأمور معلقة بشأن موعد خفض الفائدة.

وكان الفيدرالي الأميركي تخلى عن معظم مكاسبه في العام الماضي ولتي جاءت على وقع حملة غير مسبوقة من التشديد النقدي لينهي العام على تراجع في حدود 2%.

وتعرضت العملة الأميركية لضغوط واسعة مع تحول توقعات الأسواق بشأن وصول أسعار الفائدة لذروتها وقرب تحول الفيدرالي الأميركي إلى سياسة تيسيرية بحلول مارس المقبل.

تسعير الأسواق الآن .. توقعات بوجود فرصة بنسبة 88% لتخفيف السياسة النقدية في مارس المقبل
فيدووتش
الدولار الآن

ومنذ بداية تعاملات اليوم الخميس يتأرجح مؤشر الدولار بين صعود طفيف وانخفاض هامشي بعد الكشف عن محضر الفيدرالي الذي لم يحسم موعد أمر خفض الفائدة.

ويحوم مؤشر الدولار الأميركي بالقرب من مستويات 102.5 نقطة مقابل سلة من 6 عملات رئيسة خلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الخميس.

اقرأ أيضًا- النفط يشتعل.. حقل الشرارة وتصاعد التوترات
العملات الآن

وفي غضون ذلك ارتفع اليورو طفيفًا، ولا تزال العملة الأوروبية بالقرب من أعلى مستوياتها في خمسة أشهر، حيث تقف العملة الأوروبية الموحدة على أعتاب الـ1.1 دولار.

وفي المقابل ارتفع الين الياباني بيد أنه لا يزال بالقرب من قاع 33 عاماً عند مستويات 143.7 بزيادة 0.35% وسط توقعات بتحول المركزي الياباني عن سياسته فائقة التيسير.

وارتفع الجنيه الإسترليني 0.05% عند مستويات 1.2669 دولار، وزاد الدولار الأسترالي 0.25% عند مستويات 0.67 دولار.

ثمانية من أعضاء الفيدرالي يرون الحاجة لتخفيضات أقل، بينما يرى خمسة أعضاء تخفيضات أعمق
محضر الفيدرالي
السندات الآن

وفي غضون ذلك تحوم السندات الأميركية لأجل 10 سنوت بالقرب من أعلى مستوياتها في 16 عامًا، بينما تسجل مكاسب هامشية في حدود 0.0055 نقطة لتصل إلى 3.927%.

وفي الوقت نفسه يرتفع العائد على سندات عامين بحوالي 0.008 عند مستويات 4.325% بينما يحوم عائد السندات لأجل 6 أشهر عند مستويات 5.266%.

تسعير الأسواق

وفقًا لبيانات فيد ووتش فقد زادت رهانات الأسواق على أن الاحتياطي الفيدرالي الأميركي يقترب من خفض أسعار الفائدة في أعقاب بيانات التضخم الأخيرة.

وكشف تسعير الأسواق وفقًا لفيد ووتش عن قيام المتداولين الآن بتسعير نسبة 88% فرصة تخفيف السياسة النقدية في مارس المقبل.

وقال رئيس قسم الاقتصاد العالمي في تاتسي لايف: "تشكل مخاطر إعادة التمويل تهديدًا قويًا للاستقرار المالي حيث تحد الفائدة المرتفعة من نمو الاقتصاد".

سعر الفائدة من المحتمل أن يكون عند أو بالقرب من ذروته لدورة التشديد الحالية
محضر الفيدرالي
خفض الفائدة

وقرر صناع السياسات في الاحتياطي الفيدرالي خلال الاجتماع الذي عُقد يومي 12 و13 من ديسمبر 2023، تثبيت أسعار الفائدة عند نطاق يتراوح بين 5.25% و5.50%.

وتوقع صناع السياسة النقدية خفض أسعار الفائدة بمتوسط يبلغ 75 نقطة أساس في 2024، مع تقدير ثمانية منهم الحاجة لتخفيضات أقل، بينما يرى خمسة تخفيضات أعمق.

اقرأ أيضًا- أسعار الشحن.. خطر يهدد البنوك المركزية بالعالم
توقعات الفائدة

وأظهر محضر اجتماع البنك المركزي الأميركي والصادر الأربعاء، أن التوقعات الفردية لصناع السياسة، ترجح بلوغ متوسط النطاق المستهدف لأسعار الفائدة نهاية العام الجاري عند 4.6% (من 5.1% في سبتمبر).

وتوقع أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، نمو الناتج المحلي الإجمالي خلال الربع الرابع من عام 2024 بنسبة 1.4% على أساس سنوي (مقارنة بـ 1.5% في سبتمبر).

جاء ذلك مع مراجعة هبوطية لتوقعات التضخم، حيث يتباطأ مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي إلى 2.4% نهاية العام (من 2.5% سابقًا).

قرب الذروة

وكشف محضر الفيدرالي عن أنه عند مناقشة توقعات السياسة، رأى المشاركون أن سعر الفائدة من المحتمل أن يكون عند أو بالقرب من ذروته لدورة التشديد الحالية.

يأتي ذلك على الرغم من أنهم أشاروا إلى أن مسار السياسة الفعلي سيعتمد على كيفية تطور الاقتصاد.

التوقعات الفردية لصناع السياسة، ترجح بلوغ متوسط النطاق المستهدف لأسعار الفائدة نهاية العام الجاري عند 4.6%
محضر الفيدرالي
سوق العمل

ويُظهر عدم تغيير أعضاء الفيدرالي توقعاتهم بشأن البطالة، حيث ظلت عند 4.1% خلال هذا العام ثقتهم في القدرة على خفض الضغوط التضخمية دون خسائر ملموسة في الوظائف، ما يعزز من التفاؤل بتحقق سيناريو الهبوط الناعم للاقتصاد الأميركي.

وأكد صناع السياسات السعي إلى تحقيق أقصى قدر من التوظيف، عند معدل تضخم يبلغ 2% على المدى الطويل.

ولذلك ستواصل اللجنة تقييم البيانات الواردة والتوقعات الاقتصادية وآثارها على السياسة النقدية، مع الأخذ في الاعتبار الأثر التراكمي للتشديد السابق على النشاط الاقتصادي.

الباب المفتوح

اعترف أعضاء الفيدرالي بأن التوقعات الجديدة تظهر تخفيضا للفائدة الأميركية بحلول نهاية عام 2024.

ولكن العديد من أعضاء الفيدرالي الأميركي يرون أن معدلات الفائدة المرتفعة قد تبقى عند ذروتها لفترة أطول من المتوقع.​

ويرى أعضاء الفيدرالي الأميركي عموما أنه توجد درجة عالية من عدم اليقين المحيط بالآفاق الاقتصادية.

وشدد أعضاء الفيدرالي الأميركي بشكل عام على أهمية الحفاظ على نهج دقيق يعتمد على البيانات لاتخاذ قرارات السياسة النقدية.

اقرأ أيضًا- العد التنازلي.. عملاق الإعلام السعودي في سوق الأسهم

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com